العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة تنظّمُ مجلساً عزائيّاً لإحياء ذكرى شهادة السيّدة الزهراء (عليها السلام)

img


ضمن منهاجها العزائي لإحياء ذكرى شهادة السيدة الزهراء(عليها السلام) على جميع رواياتها الثلاث، التي تصادف إحداهنّ اليوم الثالث من جمادى الآخرة، نظّمت العتبةُ العبّاسية المقدّسة مجلساً عزائيّاً عُقد في قاعة تشريفاتها وبحضور جمعٍ من منتسبيها وعددٍ من الزائرين.
تضمّن المجلس بعد تلاوة آياتٍ مباركات من الذكر الحكيم محاضرةً قيّمة عن صاحبة هذه المصيبة، ألقاها فضيلة السيد أحمد الطويرجاوي من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة المقدّسة، واستهلّها بالتذكير بفضائل أهل البيت(عليهم السلام)، فهم كانوا نوراً تحت عرش الله يسبّحون ويحمدون الله تبارك وتعالى، بعدها انتقل الى صاحبة المقام والعزاء السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) بذكر محامدها والثناء عليها، وذكر بعض الأحاديث الواردة في حقّها، مستعرضاً ما جرى على أمير المؤمنين علي(عليه السلام) في مثل هذه الأيّام بفقده الزهراء(سلام الله عليها) التي بشهادتها انهدم الركنُ الثاني من الركنين اللذين أوصى بهما رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) وهما الرسول وابنته(صلوات الله عليهما).
ثمّ استعرض السيد الطوريجاوي في محاضرته موضوعاً آخر، مستفهماً: “مَنْ هي فاطمة؟ نحن مهما نبكي ومهما نلطم على فاطمة(عليها السلام) لم نوفِ حقّها، لأنّه كما يقول النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم): (إنّما سُمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله تعالى فطم بها شيعتها ومحبّيها من نار جهنّم يوم القيامة)، نحن لا نعلم الأسرار التي أودعها الله لديها، فنحن عندما نتوسّل بالله تعالى نقول: إلهي بحقّ فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها، لكن ما هو السرّ المستودع فيها؟ لا نعلم، مثل أيّ شخصٍ يأتي الى البحر ويأخذ منه القليل، هذه هي الزهراء علمٌ غير متناهي”.
موضّحاً: “إنّ الزهراء(عليها السلام) لا يعرفها إلّا الله ونبيُّه ووصيُّه، فقط هؤلاء يعرفون قيمتها والأسرار الموضوعة فيها، فنحن لا نعلم ما هي الأسرار الموضوعة فيها، ولكن بعض هذه الأسرار تُكشف لنا، فهي خُلقت قبل أن يخلق الله تعالى السماوات والأرض، وقد ورد عندنا في حديث الكساء لمّا اجتمع النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) تحت الكساء، الله تعالى ماذا قال للملائكة؟ قال: إنّي خلقت السماء وكلّ شيء لأجلهم. يعني آدم كان مخلوقاً قبل السماء وقد خلقه الله من طينة الأرض، الله تعالى يخاطب النبيّ(صلّى الله عليه وآله): ما خلقتُ الأكوان إلّا لأجلك ولولا عليّ ما خلقتك ولولا فاطمة ما خلقت عليّاً، فهؤلاء أئمّتنا هم سرّ الوجود، إنّما خلق الله كلّ شيء لأجل أن ينزل هذه الأنوار الخمسة التي كانت تحت عرشه”.
واختتم الطويرجاوي مجلسه بذكر حادثة ورواية شهادة الزهراء(عليها السلام) وكيف دفنها أميرُ المؤمنين(سلام الله عليه)، فالسلامُ عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها في هذا اليوم المبارك ألا وهو يوم شهادتها.

الكاتب ya fatima

ya fatima

مواضيع متعلقة

اترك رداً