سؤالٌ: هل هذه الرِّواية صحيحة؟ أدركني بالجواب سماحة الشيخ الكريم
السلام عليكم وأسعد الله أيامكم
رأيت رواية في أحد المواقع وجاء فيها (قال سلمان الفارسي : فهرولت إلى منزل فاطمة ( عليها السلام ) بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها ، فلما ن…ظرت إلي اعتجرت ثم قالت : يا سلمان إلخ) ا
والسؤال شيخنا الحبيب هل هذه الرواية صحيحة؟ وهل يجوز لسلمان أن يرى ساق سيدتنا فاطمة عليها السلام خصوصا ان الوهابية يشنعون علينا بهذه الرواية؟ا
جواب سماحة الشيخ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلَّى الله على محمد وآله الطاهرين
أسعد الله أيامنا وأيامكم أجمعين
لا زلتُ اتعجَّبُ أخي من أولئك الذين يدَّعون أنهم يجيدون اللغة العربيَّة ويفهمون طواهرها!!ا
والواقع أنهم بعيدون كلَّ البعد عن فهم اللغة العربية، هذا إن صحَّ انتسابهم للعرب وأصول العرب
لأننا رأينا معظم رموز الوهَّابية أعاجم لا يمتُّونَ إلى العرب بصلةٍ… حالُهم حال البخاري ومسلم والترمذي وأبي داوود السجستاني فضلاً عن أئمَّة مذاهبهم
ولا زلتُ أفرح وأشكر الله تعالى على وجود أمثالكم من الموالين، ممَّن لا يتسرَّعُ في التهاوي أمام الشُّبهات، بل يبادرُ للسؤال أولاً ليكون على بيِّنةٍ من أمره.. وفقكم الله لكل خير
وإليك الجواب الذي يشفي صدرك ويرغم أنوف أهل الضلال إن شاء الله تعالى
أعد قراءة الرواية بهدوء، لتجد أنَّ سلمانَ المحمَّدي (رضوان الله عليه) لم يدَّعِ أنَّه رأى ساق سيدته (صلوات الله عليها)، ولا رأى رأسها!!! ا
هذا أولَّاً ، ثمَّ أعد قراءتها مرَّةً ثانيةً، لتجد أنَّ سلمان لمَّا دخل على الزهراء (سلام الله عليها) كانت جالسةً، ولم تكن واقفة!!!ا
ممَّا يعني أنَّها إما كانت جالسة جلسة الصلاة، أو متربِّعة، وعلى كلا الوجهين فالقطعة التي تغطي الركبة تغطي الساق قطعا حال الجلوس، كما لا يخفى على أقل العقلاء.. (وليعذرنا الوهابي لأننا لم نتعرض لذكره واكتفينا بذكر العقلاء)ا
النتيجة
حينئذٍ ستدرك معنى قول سلمان: (وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها) فسلمان (رضوان الله عليه) كان بصدد وصف قطعة العباء التي استترت بها عليها السلام حال جلوسها، بأنها قطعة صغيرة، بحيث لو أرادت الوقوف، لاستلزم ذلك انكشاف رأسها، أو انكشاف ساقها، ولذلك التزمت عليها السلام بالبقاء جالسة
ولا يمكن تفسير قوله (رضوان الله عليه) بغير ما فسَّرناه، إلا بتأوُّلٍ وتكلُّفٍ بعيدٍ كلَّ البعد عن ظاهر الرِّواية فالرِّواية ليس فيها أي إشكال، ولا داعي لما يفعله البعض ـ للأسف ـ من المسارعة إلى تضعيف الرواية، والطعن برواتها، والقطع بكونها موضوعة، وكل ذلك لغفلته عمَّا ذكرناه
وليكن هذا الجواب (عيديَّة صغيرة) للموالين الذين يفرحون بتبكيت أعداء المذهب الحق ونلتقي على حب محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين
اترك رداً