img

أمّا كونها ليلةً زهرائيّة فلأنّ حَقيقة ليلة القدر في العَالم العُلوي هي مَظهرٌ مِن مَظاهر الحقيقةِ الفاطميّة.. والصُورةُ الزمانيّة الفَلكيّة لهذهِ الحقيقة في هذا العالمالأرضي هي #ليلةالقدر التي نَزلَ فيها القُرآن بجُملتهِ على قلب مُحَمَّد صلّى الله عليه وآله. فهذه الّليلة هي صُورةٌ للحَقيقة الفاطميّة تتناسبُ معَهذا العَالم الترابي. ✦ وأمّا كونها ليلةً مَهدويّة: فإنّ ليلة القَدْر أيضاً هي ليلةُ #صاحبالأمر “صلواتُ الله عليه”.. فالمَلائكة تَتنزّلُ فيها على إمام زماننا في هذه الّليلة مِن كُلّ أمر
وقولهِ تعالى: {سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر} هذا السلام هو سَلامُ اللهُ وسَلامُ المَلأ الأعلى للإمام المَعصوم على الأرض وهو الحجّة بن الحسن.. فهذا التنزّل للملائكة هو مَعنى السلام.
علماً أنّ هَذا التنزّل للملائكة على الإمام ليسَ فقط في ليلة القدر.. هَذا التنزّل مُتّصلٌ دائماً لا ينقطعُ.. فالملائكة في كُلّ لحظةٍ وفي كُلّ طَرفةِ عين تتنزّلُ على بقيّة الله الأعظم.. ولكنّ هذا التنزّل في ليلة القدر لهُ خُصوصيّته.. فالملائكة تتنزّل في مِن كُلّ أمْر في الّليلة الثالثةِ والعشرين مِن #شهررمضان.. فإنَّ مِيعادَ ليلة القدر الزماني مَعروفٌ في ثقافة العترة الطاهرة وليس مَجهول.. وإنّما المَجهول في ليلة القدر هو: هل نَحنُ مِن أهل هَذهِ الّليلة أم لَسنا مِن أهلها؟! والمَقصود مِن هذهِ العبارة: يعني هل أنّ إمام زماني إذا انقضتْ ليلةُ القدر، هل نَظَرَ إليَّ بنظرةٍ ينظرُ بها إلى أوليائهِ في ليلةِ القدر أم لا ؟! الذين يَكونونَ مِن أصحاب هَذهِ الّليلة هُم الذين يَفوزون بنظرةِ لُطْفٍ وكرامةٍ ورعاية وعناية مِن إمام زماننا “صلواتُ الله عليه”. : صحيح أنّ هُناك أعمال ومُستحبّات وعبادات يَقضي الإنسان ليلهُ في العِبادة.. ويَترّتب عليها الأجرُ الكبير والآثارُ المَعنويّة الروحيّة.. ولكنّه قد لا يحظى بنظرة لُطفٍ خاصّة مِن إمام زمانه! ولِذا.. تَوجَّهوا في هذهِ الّليلة إلى إمام زَمانكم، واطلبوا مِنهُ أن يُعرِّفَكم فاطمة “صلواتُ الله وسلامه عليها”.. فَإنَّ مَن عَرَف حَقّ فاطمة فقدَ أدرك ليلة القدْر. انتسبوا في ليلة القدر إلى فاطمة، وتقربّوا مِن فاطمة وأدخلوا السُرور على قلب فاطمة. ◈ وثيقةُ الانتساب للزهراء في هذه الّليلة: هي النيَّةُ الصادقة! ◈ و بَدلُ الاشتراك الَّذي يُدفَع للانتسابِ إلى فاطمة: هو الحَزمُ والعَزمُ والتوجّهُ الصادق إلى وجهِ الله الَّذي يَتوجَّه إليه الأولياء وهو الحجّة بن الحسن. توجّهوا للحُجّة بن الحسن واطلبوا مِن إمام زمانكم أن يُعرِّفكم فاطمة.. فإنّ معرفة فاطمة هي مِفتاحٌ وبابٌ لِمعرفة إمام زمانكم. مِن هُنا تبدأ المَسيرةُ المَهدويّة. فَإنّ الخُطوةُ الأولى في الطَريق إلى قائمِ آل مُحَمَّد: هُو الانتسابُ والانتماءُ إلى فاطمة، وطَلَبُ مَعرفةُ فاطمة “صلواتُ الله وسلامه عليها”.. لأنّها هي القَيّمة على هذا الدين، ونَحنُ لا نَستطيعُ أن نَدخلَ فناءَ إمام زماننا مِن دُون تَصديقٍ وتَطهيرٍ مِن الصدّيقة الكبرى فاطمة “صلواتُ اللهِ وسلامه عليها”.. كما نُخاطبها في زيارتها الشريفة: (وزَعَمنا أنَّا لكِ أولياء و مُصدّقون و صابرونَ لكلِّ ما أتانا بهِ أبوك “صلّى الله عليه وآله” و أتى بهِ وصيّه، فإنّا نسألك إنْ كُنّا صدّقناك إلّا ألحقتِنا بتصديقنا لهما بالبشرى لنبشّر أنفُسنا بأنّا قد طهُرنا بولايتكِ) فالتصديقُ والإمضاءُ منها “صلواتُ الله عليها”. ✸ وقد يسأل سائل: كيف أرتبطُ بفاطمة الزهراء في ليلة القدْر؟ وكيف أُدخل السرور على قلبها؟! وبعبارةٍ أُخرى: ما هي الأعمال الأفضل في هذه الّليلة في نظر الزهراء وفي نظر إمام زماننا..؟! الجواب: أفضل أعمال ليلة القدر عند آل محمّد “صلواتُ الله عليهم” هي: ❖ أوّلاً : طَلَبُ مَعرفة أهل البيت.. فعنوان (طلب المعرفة) الوارد في رواياتهم “صلواتُ الله عليهم” هو معرفة الإمام المعصوم. وقد يسأل سائلٌ هُنـا: كيف نَعرف إمام زماننا؟! ماذا نَصنعُ؟! والجواب: صُوَر طلب معرفة الإمام كثيرة.. على سبيل المثال: • افتح مَفاتيح الجنان و خُذْ مَقْطعاً مِن الزيارة الجامعة الكبيرة (التي تُمثّل دستور التشيّع وتُمثّل القَول البليغ الكامل في مَعرفة الإمام المعصوم) وتدبّر فيه، كي تعرف صفات إمام زمانك من عبائر هذه الزيارة. • خُذ مَقْطعاً مِن #دعاءالندبة يتحدّث عن إمام زمانكَ وتدبّر فيه، وارتبطْ دَقائق مع إمام زمانك.
❖ ثانياً #زيارةالحسين، وهي أعظمُ الأعمال، فهي تُدخل السُرور على قلب #رسولالله وقَلْب عليّ وفاطمة والآل الكرام.. كما يقولُ صادقُ العترة “صلواتُ الله عليه”:
(لو عَلِمَ زائرُ الحُسين ما يَدخلُ على رَسولِ اللهِ صلٌى اللهُ عليهِ وآله”، وما يصلُ إليهِ من الفَرَح، وإلى أميرِ المُؤمنين، وإلى فاطمة والأئمة والشُهداء منّا أهل البيت، وما ينقلبُ بهِ من دُعائِهم لهُ، وما لهُ في ذلكَ مِن الثواب في العَاجل والآجل، والمَدخورِ لهُ عند الله، لأحبَّ أن يكونَ ثمَّ دارهِ – أي عِند داره- ما بقي..)
مع ملاحظة أنّ زيارة الحسين مَربوطةٌ هي الأخرى بإمام زماننا.. فإنّ الآخذ بثأر الحُسين هو الحجّة بن الحسن.
وقطعاً البُكاءُ على الحُسين هو مِن الأعمال التي تُدخلُ السُرور على قلب فاطمة.. كما يقول إمامنا #صادقالعترة “صلواتُ الله عليه”: (ومَا مِن باكٍ يبكيهِ – أي يبكي الحُسين – إلاَّ وقد وَصَلَ فاطمة “عليها السلام”، وأسعدها عليه، ووَصَل #رسولالله، وأدَّى حقَّنا)
[كامل الزيارات]
❖ دعاء (الّلهمّ كُن لوليّك الحجّة بن الحسن…) وهو أهمُّ دُعاء في هذهِ الّليلة.. الأئمة يُوصونَ الشيعةَ على طُول الّليلة في الركوع، في السُجود، في القيام، وعلى كلّ حال في ليلة القدر بتكرار هذا الدعاء.. فقد ورد عنهم “صلواتُ الله عليهم”:
(كرّر في اللّيلة الثالثة والعشرين مِن #شهررمضان هذا الدُعاء سَاجداً وقَائماً وقَاعداً وعَلى كُلّ حالٍ، وفي الشهْر كُلّه وكيف أمكنكَ ومتى حضركَ مِن دهْرك، تقول بعد تمجيده تعالى والصّلاة على نبيّه “صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّم”: (اللّـهُمَّ كُنْ لوليِّكَ #الحجّةبن_الحسن “صلواتُكَ عليهِ وَعَلى آبائِه” في هذهِ الساعةِ وفي كُلِّ ساعة ولِيّاً وحافِظاً وقائداً وناصِراً ودليلاً وعَينا حتّى تُسْكِنَهُ أرْضكَ طَوعاً وتُمتِّعهُ فيها طَويلاً..)
هناك أعمال أُخرى أيضاً..
ولكنّ تاج الأعمال في هَذه الّليلة هي هذه الأعمال..
قلّدناكم الزيارة والدعاء..

الكاتب ya fatima

ya fatima

مواضيع متعلقة

اترك رداً