img

[2]

السلام عليك يا أمير المؤمنين (ع)؛
أقوال في حق الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
وكالة الحوزة – يوافق الثالث عشر من شهر رجب الذكرى العطرة لولادة سيد الموحدين الإمام علي بن أبي طالب(ع)، وبهذه المناسبة الميمونة نسلط الضوء على بعض الأقوال التي وردت في حقه صلوات الله عليه.
وكالة أنباء الحوزة – يوافق الثالث عشر من شهر رجب الذكرى العطرة لولادة سيد الموحدين الإمام علي بن أبي طالب(ع)، وبهذه المناسبة الميمونة نسلط الضوء على بعض الأقوال التي وردت في حقه صلوات الله عليه.
– سئل الجنيد عن محل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في هذا العلم يعنى علم التصوف ، فقال : ( لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لايقوم له القلوب ، ذاك أمير المؤمنين ) ، ( فرائد السمطين : 1/380 ) .
– عن بعض الفضلاء وقد سئل عن فضائله ( عليه السلام ) فقال : ( ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، و أخفى أولياؤه فضائله خوفاً و حذراً ، و ظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق و الغرب ) ، ( مقدمة المناقب للخوارزمي : ص8 ) .
– عن هارون الحضرمي قال ، سمعت أحمد بن حنبل يقول : ( ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ( فرائد السمطين : 1/79 ) .
– قال محمد بن إسحقاق الواقدي : ( أن علياً كان من معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله ) كالعصا لموسى ( عليه السلام ) ، و إحياء الموتى لعيسى ( عليه السلام ) ، ( الفهرست : ص111) .
– قال آية الله العظمى السيد الخوئي : ( إن تصديق علي ( عليه السلام ) – و هو ما عليه من البراعة في البلاغة – هو بنفسه دليل على أن القرآن وحي إلهي ، كيف و هو ربُّ الفصاحة و البلاغة ، و هو المثل الأعلى في المعارف ) ، ( البيان في تفسير القرآن : ص 91 ) .
– قال الدكتور طه حسين : ( كان الفرق بين علي ( عليه السلام ) و معاوية عظيماً في السيرة وا لسياسة ، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة و يرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس ، أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً و لا ناحاً ، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون ، و كان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون ) ، ( علي وبنوه : ص59 ) .
– قال خليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض : ( إحتياج الكل إليه و استغناؤه عن الكل دليل على أنه إمام الكل ) ، ( عبقرية الإمام : ص 138 ) .
– قال الدكتور السعادة : ( قد أجمع المؤرخون و كتب السير على أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، كان ممتازاً بمميزات كبرى لم تجتمع لغيره ، هو أمة في رجل ) ، ( مقدمة الإمام علي للدكتور السعادة ) .
– قال الدكتور مهدي محبوبة : ( أحاط علي بالمعرفة دون أن تحيط به ، و أدركها دون أن تدركه ) ، ( عبقرية الإمام : ص 138 ) .
– قال ابن أبي الحديد : ( أنظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها ، و تملكه زمامها ، فسبحان الله من منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة ، و الخصائص الشريفة ، أن يكون غلام من أبناء عرب مكة لم يخالط الحكماء ، و خرج أعرف بالحكمة من‏ أفلاطون و أرسطو ، و لم يعاشر أرباب الحكم الخلقية ، و خرج أعرف بهذا الباب من سقراط ، و لم يرب بين الشجعان لأن أهل مكة كانوا ذوي تجارة ، و خرج أشجع من كل بشر مشى على الأرض ) .
– قال الجاحظ ، سمعت النظام يقول : ( علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) محنة للمتكلم ، إن وفى حقه غلى ، و إن بخسه حقه أساء ، و المنزلة الوسطى دقيقة الوزن ، حادة اللسان ، صعبة الترقي إلا على الحاذق الذكي ) ، ( سفينة البحار1/146 مادة ( جحظ ) .
– قال العلامة السيد الرضي : ( كَان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشرِّعُ الفصاحة و مُورِدُها ، و مُنشأ البلاغة و مُولِدُها ، و منه ( عليه السلام ) ظهر مَكنونها ، و عنه أخذت قوانينها ، و على أمثلته حذا كل قائل خطيب ، و بكلامه استعان كل واعظ بليغ ، و مع ذلك فقد سَبَقَ فَقَصَرُوا ، و تَقَدَّمَ وتَأَخَّرُوا ، لأن كلامه ( عليه السلام ) الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، و فيه عبقة من الكلام النبوي ، و من عجائبه ( عليه السلام ) التي انفرد بها ، و أمن المشاركة فيها ، أنَّ كلامَهُ الوارد في الزهد و المواعظ ، و التذكير والزواجر ، إذا تأمله المتأمل ، و فكَّر فيه المُتَفَكِّر ، و خَلَعَ من قلبه ، أنه كلام مثله ممن عَظُمَ قَدَرُه ، و نفذ أمره ، و أحاط بالرقاب مُلكُه ، لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لاحظ له في غير الزهادة ، و لاشغل له بغير العبادة ، قَد قبع في كسر بيت ، أو انقَطَعَ إِلى سَفحِ جبل ، لايَسمَعُ إلا حِسَّهُ ، و لايَرى ‏إِلا نَفسَهُ ، و لايكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه ، فَيَقُطُّ الرِّقَابَ ، و يُجدِلُ الأبطال ، و يعود به ينطف دماً ، و يقطر مهجاً ، و هو مع ذلك الحال زاهد الزهاد ، و بدل الأبدال ، و هذه من فضائله العجيبة ، و خصائصه اللطيفة ، التي جمع بها الأضداد ، و ألَّفَ بين الأشتات ) ، ( مقدمة نهج البلاغة ) .
– قال الفخر الرازي : ( و من اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه و نفسه ) .
– و قال أيضاً : ( أما إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر ، و من اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقد اهتدى ، و الدليل عليه قوله ( عليه السلام ) : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار ) ، ( التفسير الكبير : 1 /205،207 ) .
– قال جبران خليل جبران : ( إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كلام الله الناطق ، و قلب الله الواعي ، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس ، و ذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله ) ، ( حاشية الشفاء ص 566 / باب الخليفة و الإمام ) .
– ذُكر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ( و ما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة ، و تعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة ، و تصور ملوك الفرنج و الروم صورته في بيعها و بيوت عباداتها ، و تصور ملوك الترك و الديلم صورته على أسيافها ، و ما أقول في رجل أقر له أعداؤه و خصومه بالفضل ، و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله ، فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض و غربها ، و اجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره و التحريف عليه و وضع المعايب و المثالب له ، و لعنوه على جميع المنابر ، و توعدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم ، و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكراً ، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة و سمواً ، و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، و كلما كتم يتضوع نشره ، و كالشمس لا تستر بالراح ، و كضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة ، و ما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، و تنتهي إليه كل فرقة ، و تتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها ) ، ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1/ 29 ، 17 ) .
– و ذكر أيضاً : ( و إني لأطيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود ، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة بكلام يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان ، الذين لم يأكلوا لحماً ، و لم يريقوا دماً ، فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس ( الشجاع ) ، و تارة يكون في صورة سقراط و المسيح بن مريم (عليهما السلام) الإلهي ، و أقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة منذ خمسين سنة و إلى الآن أكثر من ألف مرة ، ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة و خوفا و عظة ، أثرت في قلبي وجيباً ، و لاتأملتها إلا و ذكرت الموتى من أهلي و أقاربي و أرباب ودي ، و خيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام ( عليه السلام ) حاله ) ،( شرح النهج لابن أبي الحديد : 11/150 ) .
– قال ميخائيل نعيمة : ( و أما فضائله ( عليه السلام ) فإنها قد بلغت من العظم و الجلال و الإنتشار و الإشتهار مبلغاً يسمج معه التعرض لذكرها ، و التصدي لتفصيلها ، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان ، وزير المتوكل و المعتمد : (رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر و القمر الزاهر ، الذي لايخفى على الناظر ، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز ، مقصر عن الغاية ، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ، و وكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك ) ، ( شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 /16 ) .
– قال عامر الشعبي : ( تكلم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالاً فقأن عيون البلاغة ، و أيتمن جواهر الحكمة ، و قطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنَّ ، ثلاث منها في المناجاة ، و ثلاث منها في الحكمة ، و ثلاث منها في الأدب ، فأما اللاتي في المناجاة فقال ( عليه السلام ) : ( إلهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً و كفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب ) ، و أما اللاتي في الحكمة فقال ( عليه السلام ) : ( قيمة كل امرءٍ ما يُحسنه ، وما هلك امرءٌ عرف قدره ، والمرء مخبو تحت لسانه ) وأما اللاتي في الأدب فقال ( عليه السلام ) : ( امنن على من شئت تكن أميره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، و احتج إلى من شئت تكن أسيره ) ، ( سفينة البحار : 1/ 123 ) .
– قال أحدهم : ( هل كان علي ( عليه السلام ) من عظماء الدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه ؟ ، أم ملكوتياً ليحق للملكوتيين أن يفهموا منزلته ؟ ، لأي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان غير رصد مرتبتهم العرفانية ؟ ، و بأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى ما لديهم من علوم محدودة ؟ ، ما فهمه العظماء و العرفاء والفلاسفة بكل ما لديهم من فضائل و علوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم ومرآة نفوسهم المحدودة ، و علي ( عليه السلام ) غير ذلك ) ، ( نبراس السياسة و منهل الشريعة للإمام الخميني : ص 17 ، الإمام علي بن أبي‏ طالب (عليه السلام) لأحمد الرحماني الهمداني : ص 140 ) .
* موقع التبيان

[3]

نهج العدالة

السيد فاضل علوي آل درويش 19 / 3 / 2019م – 8:41 م
لقد كانت سيرة أمير المؤمنين دستورا واضحا في تعريف مفهوم العدالة والحفاظ على حقوق الغير، وجعل الإنصاف راية خفاقة في دولته المباركة يسير الناس بفيها، دون أن يشعر أحد الرعية بانتهاك لحقوقه أو انتقاص لا لمجرد كونه ضعيفا أو فقيرا، بل وأعداؤه يأمنون على أنفسهم من غيلة الظلم والعدوان ما لم يتعرضوا لغيرهم بسوء، فأي أمن اجتماعي كان يحياه الناس وينعمون به مع إمام العدالة دون شعور بخوف وتوجس من الأذية؟!
وتاريخ الفساد والاستبداد غيمة سوداء ثقيلة على رؤوس المستضعفين على مر الزمان مع تفاوت بين حقبة وأخرى، فالإنسان يئن من وطأة ظلم أخيه الإنسان يقوده الطمع والجشع ورغبة الاستيلاء على ممتلكات ومختصات الآخرين بسطوة وعدوان مباشر أو برسم الخطط الشيطانية الخداعة، وقراءة سريعة لتاريخ الجاهلية والعصر المظلم لأوربا تكشف عن الوجه القبيح للإنسان إذا تخلى عن عقله المنظم لحياته، وغلبه الانفعال والتهور عليه ليغدو وحشا كاسر يفتك بالكبير والصغير، والأمل يحذو بالناس للاستظلال بالعدالة وحفظ وصون الحقوق عن الاعتداء، تريد الإنسانية الركون إلى ركن شديد من دستور يخط معالم الحرية والحقوق.
وكانت دولة أمير المؤمنين امتدادا لحكومة رسول الله ﷺ إذ تعد صفحة مشرقة ناصعة البياض تكتنف القيم الجميلة كالأمان الاجتماعي وهيمنة العدل والإنصاف وتطبيق العدالة على أي متجاوز ومعتدي دون محاباة لأحد.
واليوم وقد تنبهت الشعوب إلى خطر شريعة الغاب ومهالك التجاوزات دونما حق، مما يؤدي إلى انتشار الكراهيات والخصومات ونشر العذابات والآلام والبؤس، فتصبح الحياة عيشة ضنكى لا تطاق ولا تحتمل بعد أن يسود الظلم والفساد ويصبح سلطة قوية تتحكم بمفاصل المجتمعات، فما جنى الإنسان من استغلاله لثروة أخيه الإنسان وتجاوزاته العدوانية، لقد خلف عدوان وظلم الإنسان على الآخرين الدمار والهلاك والتخلف والبؤس والحرمان وجحيما لا يطاق.
لقد تنادت النخب الثقافية والاجتماعية بصوت عال في مواجهة ظاهرة مقلقة جدا ألا وهي هضم الحقوق واغتصابها، بالدعوة إلى شرعنة ودسترة حقوق الإنسان وصيانتها وإعلاء شأنها ونشرها كثقافة مجتمعية ومنهجية تربوية تزرع كسلوكيات في الأفراد منذ الصغر.
ولمن أراد تاريخا ناصعا للعدالة تأصيلا كمفهوم حضاري وسلوك راق يتجسد في تصرفات الإنسان السوي، فلننظر لكلمات الإمام علي الداعية لاحترام الإنسان بغض النظر عن محدداته العقدية والانتمائية، فالإنسان – بما هو إنسان – مخلوق مكرم له حق الاحترام ومراعاة حقوقه وممتلكاته وحرمة التجاوز عليه بأي لون من ألوان الاعتداء المادي أو المعنوي، والعقوبات الرادعة بانتظار وفي وجه المعتدي الجائر، فالحرية وحقوق الإنسان عنوان مشرق في فكر أمير المؤمنين تنضح به كلماته النيرة وتوجيهاته الحكيمة، والقاضية بالتزام القوانين المنظمة لعلاقات الناس باحترام شخصياتهم وكفالة حقوقهم من أي انتهاك يشنه من تسول له نفسه بالسوء.
وحق المساواة والتكفل بتوزيع المال والنفقة للجميع دون نظر لجهة الطبقية والعنصرية والدينية، بل الكل مكفول له هذا الحق دونما تمييز، أما لو طبقنا مباديء وقيم الإمام علي في احترام الآخر وحفظ حقوقه والمساواة لانطفأت نار الكراهيات والأحقاد في القلوب، ووأدنا غسيل الأدمغة الذي يتعرض له الإرهابيون ممن يغذي عندهم الشعور باحتقار الغير لهم، فأحرقوا الأخضر واليابس وأوقفوا عجلة التنمية والازدهار المجتمعي.
ومن الأمثلة الحية في سيرة حقوق الإنسان والعدالة وحفظ الحقوق عند أمير المؤمنين هي وصاياه لأصحابه بكيفية التعامل مع أعدائهم الذين شنوا عليهم الحرب وفرضوا عليهم القتال، فأوصى بعدم البدء بقتالهم ما لم يبادروهم بشيء كراهية في سفك الدماء، ووضع آداب وقواعد القتال ومنها إسعاف جرحى الأعداء ومداواتهم وتخفيف آلامهم، ومن أدبر عن القتال منهم فليتركوه وشأنه وكذا الجريح لا يجهزوا عليه، حفاظا على حياتهم وأملا في رشدهم وانضمامهم للمجتمع كأفراد مساهمين في تنميته.

الكاتب ya fatima

ya fatima

مواضيع متعلقة

اترك رداً