ماهي الحكمة من عدم رضاعة النبي الأکرم من قبل والدته السيدة آمنه بنت وهب؟
شفقنا -ثمة سؤال يطرح: ما هي الحكمة من عدم رضاعة النبي (ص) من قبل والدته السيدة آمنة بنت وهب (ع)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: أسئلة حول رضاعته (صلى الله عليه وآله) وأخته من الرضاعة:
1- مامدى صحة الروايات التي نقلها التاريخ من ان حليمة السعدية هي من ارضعت رسول الله صلى الله وعليه وآله ؟
2- ما هي الحكمة من عدم رضاعته من قبل والدته السيدة آمنة بنت وهب (عليها السلام) ؟
3- كيف يتربى رسول الله صلى الله وعليه وآله بعيداً عن والدته وجده وعمه وهم يعرفون انه رسول الله ؟
4- بعض الروايات وصفت الشيماء بنت حليمة السعدية بانها كانت مغنية فكيف تكون اخت رسول الله من الرضاعة مغنية, خاصة وان بعض الروايات تقول بأنها أي الشيماء كانت تلاعب النبي وهو صغير وتحضنه .
الجواب:
1- بحسب المصادر التاريخية ان حليمة السعدية أرضعت النبي(صلى الله عليه وآله) بعد سبعة أيام.
2- وأيضاً بحسب المصادر التاريخة أن امه آمنة بنت وهب أرضعته يومين أو ثلاثة.
3- اخذ الاطفال للرضاعة في البداية كانت عادة أهل مكة لأسباب تتعلق بالصحة وفصاحة الألسن وغير ذلك من الأمور التي ذكرها الباحثون.
يراجع فيما تقدم: الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) للسيد جعفر مرتضى العاملي ج2 ص147 فما بعدها ففيه التفصيل للأسئلة الثلاثة المتقدمة.
وأما السؤال عن الشيماء فقد ذكرت المصادر التاريخية – وخاصة كتب أهل العامة – كالاستيعاب لابن عبد البر 4: 180، والطبقات الكبرى لابن سعد 1: 111 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 3: 87 ونحوها ان الشيماء جذامة بنت الحارث، بنت حليمة السعدية هي أخته (صلى الله عليه وآله) من الرضاعة وانها كانت في سبي هوازن وقد اكرمها النبي (صلى الله عليه وآله) بعد أن تعرف عليها.. وأما كونها كانت مغنية فهذا لم نعثر عليه بحسب اطلاعنا القاصر وهو لا يضر النبي(صلى الله عليه وآله) فقد كانت رضاعته (صلى الله عليه وآله) في بيت حليمة السعدية أياماً بحسب هذه المصادر وهي لا تؤثر فيه (صلى الله عليه وآله) لمحل شموله بالرعاية الإلهية منذ الصغر.
النهایة
www.ar.shafaqna.com/ انتها
[2]
رئيسُ دار الرّسول الأعظم: النبيّ محمد (صلّى الله عليه وآله) كان وسيبقى أسوةً حسنة تنتمي الى عالم الواقع بقدر انتمائها الى مشروعها الربّانيّ
خلال الاحتفالية المركزيّة التي نظّمتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة ضمن فعّاليات أسبوع النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله) الثقافيّ صباح هذا اليوم الجمعة (15 ربيع الأوّل 1440هـ) الموافق لـ(23تشرين الثاني 2018م) لإحياء ذكرى ولادة نبيّ الرحمة محمد(صلّى الله عليه وآله) كانت هنالك كلمةٌ لدار الرسول الأعظم وهي الجهة المشرفة على هذا الأسبوع ألقاها رئيسُ الدار الأستاذ الدكتور عادل نذير، وممّا جاء فيها:
“إنّ استذكار الحبيب المصطفى(صلّى الله عليه وآله) والاحتفاء بمولده المبارك إنّما يستهدف استعادة الأسوة الربّانية العظمى واستجلاء صورتها الناصعة، بعد أن خيّم على عددٍ ليس بقليل من أمّة الحبيب المصطفى غُشّوا في رؤيتهم فراحوا يلتمسون الأنموذج الإنسانيّ التكاملي ذات اليمين وذات الشمال، غير ملتفتين الى حقيقة ناصعة جليّة وهي أنّ محمداً(صلّى الله عليه وآله) كان وسيبقى أسوةً حسنة تنتمي الى عالم الواقع بقدر انتمائها الى مشروعها الربّاني”.
وأضاف: “من هذا العمق فقد وعت العتبةُ العبّاسية المقدّسة على تنقية سيرة الحبيب المصطفى من شوائب بعض الأقلام التي لا تريد أن تكون السيرة المباركة بهذا الإطار الذي ينسجم في مضمونه مع صورة النبيّ الأعظم، ومن هنا فقد مهّدت العتبةُ العبّاسية المقدّسة الى تأسيس دار الرّسول الأعظم لتُعنى بتهذيب السيرة النبويّة في ضوء القرآن الكريم والصحيح من المرويّات، وإلقاء أنواع التحقيق والتمحيص عليها استناداً الى طائفةٍ من الأقلام العلميّة المعروفة بانحيازها الى الحقيقة”.
مبيّناً: “كان من منجزات هذه الدار إطلاق سلسلة السيرة التي تُعنى بمؤلّفات علميّة موسومة بسيرة أفعال وأقوال، ثمّ كان ملتقى السيرة الفصليّ الذي يستضيف طائفةً من فضلاء الحوزة العلميّة والأساتذة الأكاديميّين، ولسنا بعيدين عن انطلاق وقائع مؤتمر الرّسول الأعظم الدوليّ الأوّل، وهو باكورة سلسلة مؤتمراتٍ علميّة تعنى بها الدّار لتسليط الضوء على مجموعةٍ من القضايا والإشكاليّات التي تُثيرها مصادرُ السيرة”.
واستدرك نذير بالقول: “إنّ الاحتفاء بالمولد النبويّ الشريف إنّما يمثّل امتداداً لنهج ذلك الرّجل العظيم الذي استطاع أن يحوّل تلك الأمّة الغارقة في بحر الظلمات الى أمّةٍ تحدو ركب الإنسانيّة الحضاريّ وتقود المسيرة الإلهيّة بين البشر، بعد أن كان أعظم شرفها وأكبر خطرها أن تتجشّم عناء الرحلتين رحلة الشتاء والصيف، فجاء (صلوات الله عليه) نوراً إلهيّاً ينهض بأولئك القوم وليتحوّل بهم من طريق السلبيّة البشريّة الى أعلى مراتب الإيجابيّة”.
[3]
17 ربيع ذكرى ولادة النبي (ص)؛
آداب النبي الأكرم (ص) وأخلاقه
نوفمبر ٢٤, ٢٠١٨ – ٤:٠٥ م رقم الخبر : 917941 المصدر : العتبة الحسينية المقدسةLink:
يوافق 17 ربيع الأول الذكرى العطرة لولادة سيد الأنبياء محمد (ص)، فبهذه المناسبة المباركة نسلط الضوء على بعض آدابه وأخلاقه الحسنة.
ابنا: قال ابن شهرآشوب في المناقب: أما آدابه فقد جمعها بعض العلماء و التقطها من الأخبار.
كان النبي صلى الله عليه وآله أحكم الناس و أحلمهم و أشجعهم و أعدلهم و أعطفهم و أسخاهم لا يثبت عنده دينار و لا درهم لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر و الشعير و يضع سائر ذلك في سبيل الله ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شي ء و كان يجلس على الأرض و ينام عليها و يخصف النعل و يرقع الثوب و يفتح الباب و يحلب الشاة و يعقل البعير و يطحن مع الخادم إذا أعيا و يضع طهوره بالليل بيده و لا يجلس متكئا و يخدم في مهنة أهله و يقطع اللحم و لم يتجشأ قط و يقبل الهدية و لو أنها جرعة لبن و يأكلها و لا يأكل الصدقة و لا يثبت بصره في وجه أحد يغضب لربه و لا يغضب لنفسه و كان يعصب الحجر على بطنه من الجوع يأكل ما حضر و لا يرد ما وجد لا يلبس ثوبين يلبس بردا حبرة يمنية و شملة و جبة صوف و الغليظ من القطن و الكتان و أكثر ثيابه البياض و يلبس القميص من قبل ميامنه و كان له ثوب للجمعة خاصة و كان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا يلبس خاتم فضة في خنصره الأيمن و يكره الريح الردية و يستاك عند الوضوء و يردف خلفه عبده أو غيره و يركب ما أمكنه من فرس أو بغلة أو حمار و يركب الحمار بلا سرج و عليه العذار و يمشي راجلا و يشيع الجنائز و يعود المرضى في أقصى المدينة يجالس الفقراء و يؤاكل المساكين و يناولهم بيده و يكرم أهل الفضل في أخلاقهم و يتألف أهل الشر بالبر لهم يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم إلا بما أمر الله و لا يجفو على أحد يقبل معذرة المعتذر إليه و كان أكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه القرآن أو تجر عظة و ربما ضحك من غير قهقهة لا يرتفع على عبيده و إمائه في مأكل و لا في ملبس ما شتم أحدا بشتمة و لا لعن امرأة و لا خادما بلعنة و لا لاموا أحدا إلا قال دعوه لا يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة إلا قام معه في حاجته و لا يجزي بالسيئة السيئة و لكن يغفر و يصفح يبدأ من لقيه بالسلام و إذا لقي مسلما بدأه بالمصافحة و كان لا يقوم و لا يجلس إلا على ذكر الله و كان لا يجلس أليه أحد و هو يصلي إلا خفف صلاته و أقبل عليه و قال أ لك حاجة و كان يجلس حيث ينتهي به المجلس و يأمر بذلك و كان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة و كان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط له ثوبه و يؤثر الداخل بالوسادة التي تحته و كان في الرضى و الغضب لا يقول إلا حقا و كان يأكل القثاء بالرطب و الملح و كان أحب الفواكه الرطبة إليه البطيخ و العنب و أكثر طعامه الماء و التمر و كان يتمجع اللبن بالتمر و يسميهما الأطيبين و كان أحب الطعام إليه اللحم و يأكل الثريد باللحم و كان يحب القرع و كان يأكل لحم الصيد و لا يصيده و كان يأكل الخبز و السمن و كان يحب من الشاة الذراع و الكتف و من الصباغ الخل و من التمر العجوة و من البقول الهندباء و كان يمزح و لا يقول إلا حقا.
و مما جاء في صفته صلى الله عليه وآله أنه كان يسأل عن أصحابه فان كان أحدهم غائبا دعا له و إن كان شاهدا زاره و إن كان مريضا عاده و إذا لقيه الرجل فصافحه لم ينزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها و لا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه و إذا لقيه أحد فقام معه أو جالسه أحد لم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه و ما وضع أحد فمه في أذنه إلا استمر صاغيا حتى يفرغ من حديثه و يذهب.
و كان ضحوك السن أشد الناس خشية و خوفا من الله و ما ضرب امرأة له و لا خادما يسبق حلمه غضبه و لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما أحسن الناس خلقا و أرجحهم حلما و أعظمهم عفوا أجود بالخير من الريح المرسلة أشجع الناس قلبا و أشدهم بأسا و أشدهم حياء أشد حياء من العذراء في خدرها و إذا أخذه العطاس وضع يده أو ثوبه على فيه يحب الفال الحسن و يغير الاسم القبيح بالحسن يشاور أصحابه في الأمر أكثر الناس إغضاء عن العورات إذا كره شيئا عرف في وجهه و لم يشافه أحدا بمكروه حتى إذا بلغه عن أحد ما يكره لم يقل ما بال فلان يقول أو يفعل كذا بل ما بال أقوام أوسع الناس صدرا ما دعاه أحد من أصحابه أو أهل بيته إلا قال لبيك يخالط أصحابه و يحادثهم و يداعب صبيانهم و يجلسهم في حجره يجيب دعوة الحر و العبد و الأمة و المسكين و لا يدعوه أحمر و لا أسود من الناس إلا أجابه لم ير قط مادا رجليه بين أصحابه و لا مقدما ركبتيه بين يدي جليس له قط (و قال أنس) خدمت رسول الله صلى الله عليه وآله عشر سنين فما رأيته قط أدنى ركبتيه من ركبة جليسه (إلى أن قال) و ما قال لشي ء صنعته لم صنعت كذا و لقد شممت العطر فما شممت ريح شي ء أطيب ريحا من رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو أصحابه بأحب أسمائهم و يكنيهم و إذا سمع بكاء الصغير و هو يصلي خفف صلاته.أكثر الناس شفقة على خلق الله و أرأفهم بهم و أرحمهم بهم أوصل الناس للرحم و أقومهم بالوفاء و حسن العهد يأكل على الأرض و قال آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد فإنما أنا عبد يلبس الغليظ و يحب التيامن في شأنه كله في طهوره و ترجله و تنعله يعود المساكين بين أصحابه و يعلف ناضحه و يقم البيت و يجلس و يأكل مع الخادم و يحمل بضاعته من السوق لا يجمع في بطنه بين طعامين أرجح الناس عقلا و أفضلهم رأيا.ما سئل شيئا قط فقال لا إذا أراد أن يفعل قال نعم و إذا لم يرد أن يفعل سكت و كان إذا جاء شهر رمضان أطلق كل أسير و أعطى كل سائل و كان أصبر الناس على أوزار الناس و إذا مشى أسرع ليس بالعاجز و لا الكسلان و ما رئي يأكل متكئا قط.و كثيرا ما يصلي في نعليه و يلبس القلانس اللاطئة و يلبس القلنسوة تحت العمامة و بدون عمامة و يتعمم بدون قلنسوة و كان له عمامة سوداء دخل يوم فتح مكة و هو لابسها و كان يلبسها في العيدين و يرخيها خلفه و روي أنها كانت تسعة أكوار و قال بعضهم الظاهر إنها كانت نحو عشرة أذرع (بذراع اليد) و كانت له بردة يخطب فيها توارثها الخلفاء و ادعوا أنها بردته صلى الله عليه وآله.
و مما جاء في وصفه صلى الله عليه وآله انه كان حسن الإصغاء إلى محدثه لا يلوي عن أحد وجهه و لا يكتفي بالاستماع إلى من يحدثه بل يلتفت إليه بكل جسمه و كان قليل الكلام كثير الإنصات ميالا للجد من القول و يضحك إحيانا حتى تبدو نواجذه فإذا غضب لم يظهر من أثر غضبه إلا نفرة عرق بين حاجبيه.
………
انتهى/ 278
[4]
عواصم ـ إکنا: عاش محمّد (ص) أربعين عامًا من حياته بصفته محمّد الأمين الذي لا يكذب، فهو مواطن صالح مؤتمن من قبل الجميع، وهو ينتمي إلى أهمّ القبائل العربيّة آنذاك.
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، هذا الرجل وُلد في منطقة ولد فيها نبيّ من الأنبياء وهو إسماعيل، وفيها انطلقت دعوة إبراهيم الخليل، وبني بيت الله ليكون قبلةً وحجًّا للموحِّدين، وعندما حان موعد ولادته، كان مبدأ المحبَّة والتسامح ومغفرة الخطأ ليس له رواج وتربة خصبة حتى يجد له مساحة من الوجود، بل كان الجوّ الذي يسود البيئة التي وُلد فيها، هو وأد الأولاد عندما يكونون عبئًا، أو قد يكونون سببًا لضياع الشرف، وعادة الثّأر ولغة العين بالعين والسنّ بالسنّ… كان السلوك لا يصنع من الإنسان إلا متعصّبًا للقبيلة، ولا ينظر إلى الآخر – المختلف – نظرة ودّ ورحمة، إلا بما تقتضيه المصلحة.
ومع أجواء هذه المنطقة الّتي تعتبر مركزًا دينيَّا وتجاريًّا مهمًّا تُقصد من كلّ مكان، ما الذي كان يجري، بينما محمّد بن عبدالله قد أصبح جزءاً من هذا المجتمع والمنطقة؟!
لقد كان نمط العيش السائد هناك نمطًا وحشيًّا بدويًّا، قد امتلأ بالوثنيّة وعبادة الأصنام، حتى بات لكلّ قبيلة صنمًا يوضع بجانب الكعبة، وصراعات دينيّة بين أصحاب اليهودية والمسيحية، والتاريخ يذكر لنا كيف كان اليهود يضطهدون المسيحيّين، ويعتبرونهم هرطقة يهودية منحرفة وأصحاب المسيح الدجّال.
اليتيم.. والصّادق الأمين
وعاش محمّد (ص) أربعين عامًا من حياته بصفته محمّد الأمين الذي لا يكذب، فهو مواطن صالح مؤتمن من قبل الجميع، وهو ينتمي إلى أهمّ القبائل العربيّة آنذاك، وقبل أن يولد، مات والده بشهرين من ولادته، وحتى والدته لم تعش كثيرًا، فقد رحلت بعد ست سنوات من ولادته.
وهكذا أصبح محمد يتيمًا وهو ابن السادسة من عمره، محرومًا من حنان الأب والأمّ، وقد تولّى تربيته ورعايته جدُّه عبدالمطلب، وبعد وفاة جدِّه، صار مع عمِّه أبي طالب، فهذا التغير الذي عاشه هذا الولد، أعطاه قوة الشخصية وأخلاق الأنبياء، وهذا ما نجده في سيرته العظيمة، لم يتأثر بموت والديه وجدّه من الناحية التربوية، وكأنّ الله أراد له أن يعيش هذه التجربة الطفولية كما كان يعيشها.
الفطنة والاجتهاد
عُرف بالفطنة والاجتهاد وفهم الحياة ووعي العلم والمعرفة، فمنذ أن كان صبيًّا، كان يرافق القوافل التجارية إلى بلدان مختلفة، وهذا التنقّل والاحتكاك بشعوب مختلفة وأصحاب ديانات ومعتقدات ومذاهب متعدّدة، جعله يعي الوجود أكثر، ويبني فكره أكثر، وكذلك من كان يقابله من الناس بمختلف معتقداتهم، كانوا يَرَوْن فيه الإنسان المميَّز، الفطن المهذَّب، والتاريخ يحدّثنا عن إحدى سفراته إلى الشّام، عندما التقى بالراهب النسطوري بحيرى في بصرى، وكان يعده بمستقبل عظيم.
فقد جعلته الحياة النشطة، والرّحلات ورعاية الأغنام والتجارة، والتعاطي مع الناس مع اختلاف تنوّعاتهم واهتماماتهم، ينمو ويتتطوَّر عقليًا وأخلاقيًّا بشكل سريع وملحوظ، كان الناجح في حياته، وكان يعطي من ذاته للآخر بكلّ محبّة ورحمة، لم يحدّثنا التاريخ عنه إلا بما فيه محبة ورحمة.
نعم، وهو في بداية العشرين من عمره، صار القوم يلقّبونه بالأمين تارة، وبالصّادق تارة أخرى، لم يعد لمسمّى اليتم محلاًّ مقابل ألمعيته وشرفيّته، حتى قامت امرأة من أعظم نساء مجتمعها ومن أكثرهم ثراءً، بتأمينه على كلّ ما تملكه من تجارة، ألا وهي خديجة بنت خويلد، فكان الرائع والناجح كعادته في إدارة تجارتها واستثمارها، حتى كتب الله بينهما الزواج، فأصبحا أسرةً يشار إليها بالبنان، كيف وهما محمّد وخديجة؟ وهي التي كانت سببًا بإعطائه الكوثر، والتي كانت نموذجًا للزّوجة العظيمة.
العارف المتأمّل
إنّني على يقين بأنَّ محمدًا قبل أن يكون نبيًّا، كان على اطّلاع تامٍّ بكلّ ما حوله من معتقدات وأديان، وعلى الوجه الأخصّ اليهودية والمسيحية، وكان في حالة فكر دائمة في مسائل الكوْن والخلق والمعاد، وكان يرى كيف يعيش الإنسان حالة العبوديّة للأصنام الّتي لا تنفع، وحالة عبادة أكثر من إله!
لعلّ كلّ ذلك هو الّذي جعله يذهب إلى غار حراء لينشغل بالعبادة ما يقارب الأربعين يومًا في كلّ سنة، وهو يعيش حالة الصفاء الذهني والتأمّل والتفكّر في كلّ هذا الكون وخالقة ومدبّره، وكيف كانت دعوة إبراهيم وحركته التوحيديّة التي قد انحرفت، وأصبحت الوثنيَّة تغزو كلّ مَن حوله، كان الإنسان الذي يعيش هَمَّ التّغيير والإصلاح، وكأنّه معدّ من قبل الله عزّ وجلّ لمهمّة عظيمة وكبيرة، أن يكون هو النبيّ الموعود وخاتم الرّسل والمبشّر من قبل الأنبياء.
جاءه نداء الله: يا محمّد، اقرأ… وماذا أقرأ!!؟؟ … {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. نعم، هي قراءة العقل والروح، لتفكّر في حقيقة هذا الكون، أن تنطلق في قراءتك من ربّك الذي خلق كلّ ذلك، وقد خلق الإنسان من علقة فجعله بأحسن صورة، فربّك هو الأكرم صاحب الكرامة والعزّة، فدونه ذُلّ وعدم، فهو الذي يعلّمك أيّها الإنسان مالم تكن تعلمه من قبل، فاجتهد بالعلم والمعرفة، فأوّل خطوة من خطوات وجودك الإيماني هو المعرفة.
فهل من الممكن أن نولد مع كلّ ذكرى لولادة هذا النبيّ الكريم؟!
بقلم الباحث الديني: الشيخ صلاح مرسول البحراني
المصدر: arabic.bayynat.org
[5]
السلام عليك يا خاتم النبيين:
من سنن النبي (ص) العظيمة
وكالة الحوزة ـ يوافق السابع عشر من شهر ربيع الأول ذكرى الولادة السعيدة للنبي الأعظم سيد الكائنات محمد (ص)، وبهذه المناسبة نسلط الضوء على بعض سننه (ص) وأخلاقه العظيمة.
وكالة أنباء الحوزة ـ يوافق السابع عشر من شهر ربيع الأول ذكرى الولادة السعيدة للنبي الأعظم سيد الكائنات محمد (ص)، وبهذه المناسبة نسلط الضوء على بعض سننه (ص) وأخلاقه.
فلابد لمن أراد الهجرة إلى ربّه تعالى ، أن يتخلّق بأخلاق الله و رسوله و سنن النبيين و الصالحين .
و قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : ( بعثت بمكارم الأخلاق و محاسنها ) ، فكلّما ازدادت أخلاق المرء كلّما اقترب من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أكثر ، و عليه فلابد من معرفة بعض أخلاقه و سننه ( صلى الله عليه وآله ) ، نذكر منها ما يلي :
سنن النبي ( صلى الله عليه و آله ) في المجتمع الإنساني :
1ـ خافض الطرف ينظر إلى الأرض ، و يغض بصره بسكينة و أدب ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء لتواضعه بين الناس .
2ـ يبادر إلى من لقيه بالسلام و التحيّة لأنّ السلام قبل الكلام ، و هو علامة التواضع ، و للبادئ بالسلام تسعةً و ستون حسنة ، و للرادّ واحدة .
3ـ لا يتكلّم في غير حاجة و مناسبة ، و يتحرّج من الكلام ، كما يتحرّج من الميتة .
4ـ تعظم عنده النعمة ، و لا يذم منها شيئاً ، فيشكر النعم ، و لا يحتقر شيئاً منها مهما كان قليلاً ، و لا يذمّها لأنّها من الله تعالى .
5ـ جلّ ضحكه التبسّم ، فلا يقهقه ، و لا يرفع صوته كما يفعل أهل الغفلة .
6ـ يقول : ( أبلغوني حاجةَ منْ لا يقدرُ على إبلاغ حاجته ) ، حتّى لا يكون محجوباً عن حاجات الناس ، و يقضيها إن استطاع .
7ـ يتفقّد أصحابه .
8ـ يسألُ الناس عمّا في الناس ليكون عارفاً بأحوالهم و شؤونهم .
9ـ لا يجلس ، و لا يقوم إلاّ على ذكر ـ كالاستغفار و التهليل و الدعاء ـ فإنّها كفّارة المجلس .
10ـ يجلس حيث ينتهي به المجلس ، و يأمر بذلك ، فهو أقرب إلى التواضع ، و أبعد عن هوى النفس .
11ـ يكرم كل جلسائه نصيبه ، فلا يكون الإكرام على حساب الآخر .
12ـ من سأله حاجةً ، لم يرجع إلاّ بها أو ميسور من القول ، فإن قدر عليها قضاها له ، و إلاّ أرجعه بكلمة طيّبة أو دعاء أو نصيحة أو إرشاد .
13ـ يترك المراء ، و المراء هو الطعن في كلام الآخرين بقصد التحقير و الإهانة و لإظهار التفوّق و الكياسة ، و سببه العدواة و الحسد ، و يسبّب النفاق ، و يمرض القلب .
14ـ يترك ما لا يعنيه ، فلا يتدخّل أو يقحم نفسه فيما ليس له .
15ـ لا يقطع على أحد كلامه ، حتّى يفرغ منه .
16ـ يساوي في النظر و الاستماع للناس .
17ـ أفصح الناس منطقاً و أحلاهم ، و كان يقول : ( أنا أفصح العرب ، و إنّ أهل الجنّة ، يتكلّمون بلغة محمّد ) .
18ـ يتكلّم بجوامع الكلم بما يلزم ، فلا فضول مضر ، و لا إيجاز مخل .
19ـ أشجع الناس ، و كان ينطلق إلى ما يفزع الناس منه قبلهم ، ويحتمي الناس به ، و ما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه .
20ـ كثير الحياء ، أشد من العذراء في سترها .
21ـ يبكي حتّى يبتل مصلاّه ، خشيةً من الله عز و جل من غير جرم .
22ـ يتوب إلى الله تعالى في كلّ يوم سبعين مرّة ، فيقول : ( أتوب إلى الله ) .
23ـ يجالس الفقراء ، و يؤاكل المساكين ، و يصل رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم .
24ـ يرقع ثوبه ، و يخصف نعله ، و يأكل مع العبد ، و يجلس على الأرض ، و يصافح الغني و الفقير ، و لا يحتقر مسكيناً لفقره ، و لا ينزع يده من يد أحد حتّى ينزعها هو ، و يسلّم على من استقبله من غني و فقير ، و كبير و صغير .
25ـ ينظر في المرآة ، و ربما نظر في الماء ليتجمّل لأصحابه فضلاً عن تجمّله لأهله ، و قال : ( إنّ الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه ، أن يتهيّأ لهم ، و يتجمّل ) .
26ـ ما خُيّر بين أمرين إلاّ أخذ بأشدّهما ، ترويضاً لنفسه على مخالفة الهوى ، و ركوب المصاعب .
27ـ ما أكل متّكئاً قط ، حتّى فارق الدنيا ، تواضعاً لربّه تعالى .
28ـ إذا أكل أكل ممّا يليه ، و إذا شرب شرب ثلاثة أنفاس ، فيشرب أوّلاً ثمّ يحمد الله تعالى ، و يتنفّس ، يفعل ذلك ثلاث مرّات .
29ـ كان يمينه لطعامه ، و شماله لبدنه ، و كان يحب التيمّن في جميع أموره .
30ـ إذا حدّث بحديث تبسّم في حديثه .
31ـ أكثر ما يجلس تجاه القبلة .
32ـ كان لتواضعه ، يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة ، فيضعه في حجره إكراماً لأهله ، و ربما بال الصبي ، فإذا انصرف القوم غسل ثوبه .
33ـ لا يدعُ أحداً يمشي معه إذا كان راكباً ، حتّى يحمله معه ، فإن أبى قال : ( تقدّم أمامي و أدركني في المكان الذي تريد ) .
34ـ إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيّام سأل عنه ، فإن كان غائباً دعا له ، و إن كان شاهداً زاره ، و إن كان مريضاً عاده .
35ـ خدم أنس النبي ( صلى الله عليه وآله ) تسع سنين ، فلم يقل ( صلى الله عليه وآله ) له أبداً : هلاّ فعلت كذا ؟ ، أو لمَ فعلتَ كذا ؟ ، و لا عاب عليه شئ قط .
36ـ يدعو الجميع بكنُاهُم إكراماً لهم ، و استمالةً لقلوبهم ، و يكنّي من لا كنية له .
37ـ يؤثر الداخل عليه بالوسادة التي تحته ، يقدّمها له إكراماً لضيفه و طمأنةً لنفسه ، فإن أبى أصرّ عليه حتّى يقبل .
38ـ يخرج بعد طلوع الشمس ، لأنّ الجلوس للتعبّد و الدعاء و الذكر بين الطلوعين ، أفضل من طلب الرزق .
39ـ إذا دخل منزلاً ، قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل ، قعد عند أوّل مكان يجد من طرف دخوله .
40ـ ما كلّم الناس بكنه عقله أبداً ، حيث قال : ( إنّا معاشر الأنبياء ، أمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم ) ، و لم يكن هذا منه إلاّ لحسن خلقه و تواضعه و رأفته بالناس .
41ـ كثير الضراعة و الابتهال إلى الله تعالى ، دائم السؤال من الله تعالى أن يُزيّنه بمحاسن الآداب و مكارم الأخلاق ، و كان يقول : ( اللهم حسّن خُلقي ) ، و يقول : ( اللهم جنّبني منكراتِ الأخلاق ) .
42ـ يُقلّم أظفاره ، و يقص شاربيه يوم الجمعة ، قبل أن يخرج إلى الصلاة .
43ـ كانت فيه مداعبة ، و ذلك رأفةٌ منه لأمّته ، لكيلا يبلُغ بأحدٍ منهم التعظيمُ له ، فلا ينظرُ إليه ، حذراً من المبالغة في التقديس ، فيقولون قولاً عظيماً ، نعوذ بالله تعالى ، كما هو شأنُ النصارى في عيسى ( عليه السلام ) ، و كان ( صلى الله عليه و آله ) ليُسرُ الرجل من أصحابه إذا رآه مغموماً بالمداعبة .
44ـ يُخاطب جلساءَه بما يناسب ، فعن زيد بن ثابت قال : كنّا إذا جلسنا إليه ( صلى الله عليه وآله ) ، إنْ أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا ، و إنْ أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا ، و إنْ أخذنا في ذكر الطعام و الشراب أخذ معنا .
45ـ لم يكن له ( صلى الله عليه و آله ) خائنة الأعين ، النظرة الخائنة إلى ما لا يحل ، و الغمز بالعين ، و الرمز باليد .
46ـ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( أكرم أخلاق النبيين و الصدّيقين ، البشاشة إذا تراءوا ، و المصافحةُ إذا تلاقوا ) .
47ـ لا يُعرضُ له طيب إلاّ تطيّب .
48ـ إذا حدّث الحديث أو سئل عن الأمر كرّره ثلاثاً ليفهم المستمع أو السائل ، و يُفهم عنه عند نقله للحديث أو الإجابة إلى قومه .
49ـ إذا سئل شيئاً وأراد أن يفعله قال : نعم ، و إذا أراد أن لا يفعل سكت ، و لا يقول لشيء : لا .
50ـ لا ينظر إلى ما يستحسن من الدنيا حتّى لا يؤخذ به أو يستغرق فيه .
51ـ إذا أحزنه أمرٌ لجأ إلى الصلاة ، و كان يحب الخلوة بنفسه للذكر و التفكّر و التأمّل و مراجعة أمره .
52ـ يهيئ ماء وضوئه بنفسه لقيامه وتهجّده في الليل ، و لا يطلب ذلك من أحد .
53ـ يقوم بأعمال أزواجه معيناً لهم في شؤونهم ، و يقطع اللحم .
54ـ لا يُثبتُ بصرهُ في وجه أحد ، محدقاً به حتّى يأمن و يستأنس .
55ـ يلبسُ خاتمَ فضة في خنصره الأيمن ، و يستاك عند الوضوء منظفّاً أسنانه ، و يشيع الجنائز ، و يعودُ المرضى في أقصى المدينة .
56ـ أكثر الناس تبسّماً ، ما لم تجرِ عظةٌ ، ما لم يجرِ إلى التطرّق إلى الموعظة فلا يناسبها التبسّم .
57ـ لا يجلس إليه أحد ، و هو يصلّي إلاّ خفّف صلاته و أقبل عليه ، و قال : ألك حاجة ؟
58ـ كان ( صلى الله عليه وآله ) في الرضا و الغضب لا يقول إلاّ حقّاً .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( اللهم أحيني مسكيناً ، و أمتني مسكيناً ، و احشرني في زمرة المساكين ) .
سنن النبي ( صلى الله عليه و آله ) عند النوم :
1ـ إذا دخل المنزل توضّأ ثمّ يصلّي ركعتين يوجز فيهما ، ثمّ يأوي إلى فراشه ، و كان ( صلى الله عليه وآله ) ينام على الحصير ليس تحته شيء غيره .
2ـ إذا أوى إلى فراشه قال : ( اللهم باسمك أحيا و باسمك أموت ) ، و إذا قام من نومه قال : ( الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني و إليه النشور ) .
3ـ إذا استيقظ من النوم خرّ لله ساجداً .
4ـ يتوضّأ عند النوم ، و يتوسّد اليمين ، و يسبّح ثلاثاً وثلاثين ، و يحمد ثلاث وثلاثين ، و يكبّر أربعاً وثلاثين ، و يستقبل القبلة بالوجه ، و يقرأ فاتحة الكتاب و آية الكرسي .
سنن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الأزواج و الأولاد :
1ـ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( من كان يحب أن يتبع سنّتي ، فإنّ من سنّتي التزويج ) .
2ـ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( كان إبراهيم ( عليه السلام ) غيوراً ، و أنا أغير منه ) .
3ـ إذا أصبح عند الصباح ، مسح على رؤوس ولده و ولدِ ولدهِ .
4ـ من سننه ( صلى الله عليه وآله ) في الصبي عندما يولد : يسمّيه باسم حسن ـ كأسماء العبودية لله تعالى ، و أسماء الأنبياء و الأئمّة ( عليهم السلام ) ـ و يحلق رأسه ، و يختنه ، و يعق عنه .
5ـ إذا أصاب أهله خصاصةٌ ـ فقر و حاجة شديدان ـ قال : ( قوموا إلى الصلاة ) ، و يقول : ( بهذا أمرني ربّي ) ، قال تعالى : ( وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَ الْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) ، ( طه : 132 ) .
سنن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في آداب المائدة :
1ـ كان ( صلى الله عليه و آله ) يأكل أكل العبد ، و يجلس جلسة العبد ، و كان يأكل على الحضيض ـ القرار من الأرض ـ و ينام على الحضيض .
2ـ يتّكي عند الأكل على فخذه الأيسر .
3ـ ما قُدم له ( صلى الله عليه وآله ) طعامُ فيه تمر إلاّ بدأ به .
4ـ يأكل مع أهله و خدمه ، و مع من يدعوه من المسلمين إلاّ أن ينزل بهم ضيفٌ ، فيأكل مع ضيفه .
5ـ أحبُ الطعام إليه ما تكاثرت عليه الأيدي .
6ـ يحمد الله بين كل لقمتين .
7ـ إذا أفطر عند قوم قال : ( أفطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و صلّت عليكم الأخيار ) .
8ـ إذا شرب تنفّس ثلاثاً ، مع كل واحدة منها تسمية إذا شرب ، يسمّي باسم الله تعالى قبل الشرب ، و تحميدٌ إذا انقطع ، و لا يتنفّس في الإناء ، بل يبعده عن فمه ، ثمّ يتنفس ( صلى الله عليه وآله ) .
9ـ إذا شرب يمص الماء مصّاً ، و لا يعبه عبّاً .
10ـ يأكل ما وجد ، و هذا دليل القناعة و الشكر و الأدب .
11ـ يُحب من اللحم الذراع ، و يُعجبه العسل ، و يأكُلُ العنب حبّة حبّة ، و يأكل البطيخ و الرمان ، و يأكل التمر ، و يشرب عليه الماء .
12ـ كان ( صلى الله عليه وآله ) تمريّاً ، و هكذا كل الأئمّة ( عليهم السلام ) .
13ـ إذا أكل سمّى ، و يأكُلُ ما قرب منه من الطعام ، و لا يأخذُ الذي أمام غيره ، و يأكل بثلاث أصابع ـ الإبهام و السبابة و الوسطى ـ و كان لا يأكُلُ وحده .
14ـ ما ذمّ طعاماً أبداً ، فإذا أعجبه أكله ، و إذا كرهه تركه ، و لا يُحرمه على غيره .
15ـ إذا فرغ لعق أصابعه الثلاث التي أكل بها ، و كان يلطع القصعة ، و لا يأكل وحده ما أمكنه ذلك .
16ـ لا يأكل الطعام الحار حتّى يبرد .
17ـ يتوضّأ قبل الطعام .
18ـ يغسل اليدين قبل الطعام و بعده .
19ـ إذا أتاه الضيف أكل معه ، و لم يرفع يده من السفرة حتّى يرفع الضيف يده ، أي لا يمتنع عن الطعام و ضيفه يأكل لوحده ، لئلا يستوحش أو يخجل أو يكف و هو لم يشبع بعد .
سنن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الأموات و متعلّقاته :
1ـ إذا تبع جنازة غلبته كآبةُ ، و أكثر حديث النفس ، و أقلّ الكلام .
2ـ إذا أُصيب بمصيبة قام فتوضّأ و صلّى ركعتين ، و قال : ( اللهم قد فعلت ما أمرتنا ، فانجز لنا ما وعدتنا ) من استجابة الدعاء والتصبّر .
3ـ من سننه ( صلى الله عليه و آله ) رش الماء على القبر ، و يبدأ من الرأس إلى الرجل ، ثمّ يدور حول القبر من الجانب الآخر ، ثمّ يرش على وسط القبر .
4ـ من سننه ( صلى الله عليه وآله ) رفع القبر أربع أصابع مفروجة ، و أن يكون مسطّحاً لا مسنماً ، أي بأن يكون مائلاً منحنياً .
5ـ من سننه ( صلى الله عليه و آله ) صناعةُ الطعام لأهل المصيبة ثلاثة أيّام ، تُرسلُ إليهم ، و أمّا الأكل عندهم فهو من عمل الجاهلية .
سنن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الصلاة :
1ـ إذا دخل وقتُ الصلاة ، كأنّه لا يعرف أهلاً و لا حميماً ، فلا ينشغل بشيء عن إقامة الصلاة .
2ـ إذا قام إلى الصلاة كأنّه ثوب ملقى لخشوعه ، فلا يتحرّك منه إلاّ ما حرّكته الريح .
3ـ يوصي بتسوية الصفوف في صلاة الجماعة ، و يقول : ( استووا و لاتختلفوا فتختلف قلوبكم ) .
سنن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في السفر :
1ـ يحمل معه في السفر المرآة ، و المِكحلة ، و المسواك ، و المقراض ، و المشط ، و قارورة الطيب ، و إبرة و خيوط .
2ـ إذا مشى يخطو تكفؤاً ، فلا يتبختر و يتقلع ، و مشى مشياً يعرف أنّه ليس بعاجز و لا كسلان .
3ـ إذا سلك طريقاً لم يرجع فيه ، يذهب من طريق ، و يرجع من آخر .
4ـ كان ( صلى الله عليه وآله ) في سفره إذا هبط سبّح ، و إذا صعد كبّر .
5ـ لا يرتحل من مكان ما إلاّ وصلّى عنده ركعتين ، ليشهد عليه بالصلاة .
6ـ إذا ودّع المؤمنين دعا لهم بالسلامة و الغنيمة ، و ممّا قاله : ( زوّدكم الله بالتقوى ، و وجهكم إلى كل خير ، و قضى لكم كلّ حاجةٍ ، و سلم دينكم و دنياكم ، و ردّكم إليّ سالمين ) .
7ـ يكره أن يسافر الرجل في غير رفقة .
سنن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الملابس :
1ـ أكثر ثيابه البيض ، و تعجبه الثياب الخضر .
2ـ كان ( صلى الله عليه وآله ) يحث أمّته على النظافة ، و يأمر بها .
3ـ له عدّة خواتم ، و كان يتختّم باليمين .
4ـ يكره السوداء إلاّ في ثلاث : العمامة و الخف و الكساء .
5ـ يلبس نعل اليمين قبل اليسار ، يخلع اليسار قبل اليمين .
6ـ له ثوب للجمعة خاصّة ، يتزّين به لأنّه يوم عيد ، فيميّزه عن غيره من الأيّام .
اترك رداً