img

أذكروا المُحسن ابن فاطمة ..!
عندما اخذتني أفكاري لمصائب الزهراء حلقت بعيدا في سماء الشهادة وتجولت باحثاً عن طفل يسمى المُحسن ابن فاطمة، الذي لم يسجل التأريخ كثيراً عنه، والذي قد ظلم حتى من شيعته .
عن علي بن إبراهيم القمي عن أبيه ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( إذا كان يوم القيامة يدعى محمد صلى الله عليه فيكسى حله ورديه ثم يقام على يمين العرش . . . ثم ينادي مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة والأفق الاعلى : نعم الأب أبوك يا محمد وهو إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين ، ونعم الجنين جنينك وهو محسن . . . ) . تفسير القمي : ج 1 ، ص 128 .
إنّ قضية الزّهراء عليها السلام شكّلت منعطفاً كبيراً في التاريخ الإسلامي، فمنذُ ما يزيد عن أربعة آلاف ونيف وماحولات طمس قضية الزّهراء عليها السلام تستمر، فليسوا النواصب وحدهم هم العاملون على ذلك بل حتى بعض من ينسب نفسه للتشيع!، فالكل يعلم أن قضية الزّهراء عليها السلام قضية تأريخية وقعت بالقطع واليقين، وذلك مُستنبطٌ من خلال الروايات الموجودة عند كلا الفريقين، والكل يتفهم موقف الشيعة المسالم ولكن إلى متى وهذه الإنهازمية ؟؟، فلا بد من أن نقوم بعملية نقش في التأريخ وتبيان الحقائق للملأ، فقضية الزّهراء ليست بقضية قد حدثت وحتسبت، إنما قضية دين قد هُتك!! .
نوجه كل إدانتنا لبعض الخطباء الذين حُملوا بمسؤولية وهم ليسوا بمحل لحمل المسؤولية، فأصبحوا مصداقاً للآية الكريمة : مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا . فلا أدري أين ذكر المُحسن ابن الزّهراء الذي قد إستشهد وهو في بطل أمه ؟، لا أدري أين المجالس التي تعقد من أجل هذا الشهيد ؟ ، لا أعلم ماهو المغزى من وراء طمس هذه الحقائق أمام الناس المتعطشة للحقيقة ؟ .
فلا يكاد يخفى على أحد أن للمنبر دور فعّال ومؤثّر في نفوس الناس، فأتمنى من الخطباء أن يوضوحوا هذه القضايا المهمّة، فهلال الزّهراء يقترب ويحمل معه الآلام والحسرة، فإجعلوا منه يوماً لتبيان الحقائق، ولا تخافوا فالله لومة لائم، فشيعة علي لا تعرف الذل، بل يتلذذون بمقابلة الصراعات والمعرقلات من أجل تبيان الحق، فلا تزال فئات كثيرة من الأجيال المعاصرة لا تعرف هذه القضايا وللأسف، وإني لأتعجب من الخطباء وأولياء الأمور السائرين على ركب الجهل والإنهزامية، حتى ترسبت في عقولهم التقية المغلوطة التي جعلتهم رهينة لها !
. التـسـميته بالمحسن
لقد وردت الروايات والأقوال المؤكدة أنّ النبي محمد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) هو الّذي سمّى سبطه بالمحسن، لأنّه كان الحريص على تسمية أبناء فاطمة(عليها السلام)، ولأنّ النبي محمد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يعلم بأنّ ابنته الصدّيقة الزهراء(عليها السّلام) كانت حاملة به، فبادر بتسميته لعلمه أنّه لا يدرك ميلاده، وأصبحت سيرة أهل البيت في تسمية أسقاطهم بالمحسن
وورد بعد ذلك الفعل، القول من أهل البيت بذلك، حتّى أنّ السقط يوم القيامة يحاجج أباه إذا لم يسمّه؛ بأنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) سمّى محسناً قبل أن يولد، وإليك النّص من معدن النبوة والإمامة(عليهم السّلام)
أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما يصلح للمؤمن في دينه ودنياه … إلى أن قال:
سمّوا أولادكم، فإن لم تدروا أذكر هم أم أنثى فسموهم بالأسماء الّتي تكون للذكر والأنثى، فإنّ أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ولم تسموهم، يقول السقط لأبيه: ألا سمّيتني وقد سمّى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) محسناً قبل أن يولد(1)
في كتاب مرآة العقول، الذي شرح فيه أخبار أصول الكافي والروضة، قال: فضرب قنفذ -غلام عمر- الباب على بطن فاطمة(عليها السلام) فكسر جنبها، وأسقطت لذلك جنيناً كان سماه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله) محسناً(2).
مقتله:
سقط جنيناً مقتولاً مظلوماً، عند عصر الزهراء(عليها السّلام) وراء الباب وضربها، وكان له ستة أشهر، كما يدلّ عليه الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) حيث قال: … وإدخال قنفذ يده لعنه اللّه يروم فتح الباب، وضرب
عمر لها بالسوط على عضدها، حتّى صار كالدّملج(3) الأسود، وركل الباب برجله، حتّى أصاب بطنها وهي حاملة بالمحسن، لستة أشهر وأسقطها إيّاه(4).
ممن قال ان المحسن (ع) سقط من علماء السُنة
1. كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص423: زاد الجمهور وقال : إنّ فاطمة ( عليها السلام ) أسقطت بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذكراً كان سمّاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله )محسناً ، وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلاّ عند ابن قتيبة
2. مطالب السؤول لكمال الدين محمد بن طلحة الشافعي ص62: وذكروا فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين ( عليهما السلام ) وكان سقطاً
3. المعارف لإبن قتيبة الدينوري ص211 : وأما «محسّن بن عليّ» فهلك وهو صغير
4. البدء والتاريخ لإ بن طاهر المقدسي (ج5 / ص75) : فأما محسن بن علي فإنه هلك صغيراً
وقال في ج 5 ص 20 : وولدت محسنا . وهو الذي تزعم الشيعة أنها أسقطته من ضربة عمر . وكثير من أهل الآثار لا يعرفون محسنا
. 5-نزهة المجالس للصفوري (ج2 / ص229) : كان الحسن أول أولاد فاطمة الخمسة : الحسن ، والحسين ، والمحسن كان سقطاً ، وزينب الكبرى ، وزينب الصغرى ،،
6. المحاسن المجتمعة للصفوري ص164: من كتاب الاستيعاب لأبي عبد البرّ قال:وأسقطت فاطمة (عليها السلام)، سقط سمّاه علي: محسناً (عليهما السلام)
7. إثبات الوصية للمسعودي ص146: فانصرف عنهم فأقام أمير المؤمنين عليه السّلام ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فوجهوا الى منزله فهجموا عليه، وأحرقوا بابه، واستخرجوه منه كرها، وضغطوا سيّدة النساء بالباب حتى اسقطت (محسنا) وأخذوه بالبيعة فامتنع وقال: لا أفعل
—————————–
1. تحف العقول ص 100-125
2. مرآة العقول ج5 ص318
3- الدملج: شئ يشبه السوار تلبسه المرأة، وشبّه أثر الضربة به لبروزه وضهوره وانتفاخه فكأنّه أمر موضوع فوق الجسد.
4- البحار ج53 ص19 ب28 ح1 . والعوالم ج11 ص441 ـ 443. والهداية الكبرى للخصيبي ص392 و407 و417، وعن حلية الأبرار ج2ص652. وراجع فاطمة بهجة المصطفى ج2 ص532، عن نوائب الدهور للسيد الميرجهاني ص192.

الكاتب ya fatima

ya fatima

مواضيع متعلقة

اترك رداً