مقالة مشاركة


لا تخلو سيرة زعماء وسفاحي البدو الكبار، أو من يطلقون عليهم بالأدبيات الإسلامية بالسلف الصالح، من الدم والإجرام، والقتل ونحر الأبرياء، والاغتصاب، والانحراف الجنسي، ولا يبدو أن أحداً منهم قد فاته قتل الآدميين والتمثيل بهم وقطع أعناق البشر بحجة الدعوة لدين الله الذي سالت لأجله شلالات من الدماء.
وتحفل سيرة من يسمون بالخلفاء بقصص مخزية عن قتل المحارم والإخوة والأقرباء والتوريث واغتصاب السلطة، ونادراً ما وصل أحد منهم إلى سدة الخلافة بالأساليب السلمية والديمقراطية ليس بدءً بمكيدة السقيفة الشهيرة، وما تلاها من حروب ومذابح أهلية وفتن طائفية ومذهبية، راح ضحيتها الملايين، وليس انتهاء بمهزلة صعود الجاسوس والعميل الصهيوني صديق بيريز لخلافة مصر المهرج والأضحوكة محمد مرسي وأخيه أردوغان في التنظيم الدولي لخلافة دولة بني عثمان الأتاتوركية المغدورة.
ويخيــّل للمرء، لوهلة، أن جميع هؤلاء الولاة والخلفاء والطغاة والسفاحين الملطخة أياديهم بالدماء، من رموز البداوة والإجرام قد تخرجوا من مدرسة واحدة ونهلوا من معين واحدة، وتربوا على منهج لا يتبدل، وورثوا صفات جينية زرعت في شيفراتهم الوراثية، ولا يستطيعون بموجبها الخروج مثقال ذرة، أو ميليمتر واحد عما عهدوه من ممارسات وما خبروه من لصوصية وإجرام. كانوا مثلاً يدخلون على البيوت الآمنة (يسمون هذا جهاداً ورسالة سماوية)، وبعد قتل الزوجها والأخ والأب الذي يقاوم ويرفض إجرامهم يغتصبون الزوجة التي عادة ما تكون جميلة ويكونا قد “نيشنوا” عليها وترصدوا لها مسبقاً، يقطعون الأطراف ويسملون العيون بسيخ حديد ويغتصبون بعدها ويدخلون على النساء السبايا ويتزوجونهن على سنة الله ورسوله وبكل برودة دم وأعصاب وكأن شيئاً لم يحدث لتلكن النساء المسكينات اللواتي فقدن أعز الناس والأحباب ولا ينظر إليهن إلا كأهداف جنسية مشروعة، وأوعية قذرة ودونية ومنحطة لتفريغ الشهوات والكبت الجنسي في المجتمعات الذكورية المغلقة (لا يوجد دين يحتقر ويحط من قدر المرأة كالإسلام ويعتبرها ناقصة عقل ودين وخلقت من ضلع أعوج)، بدون أية أحاسيس ومشاعر آدمية وبشرية.
وكم بحثت في ما يسمى بتاريخ العرب والمسلمين، وبعيداً عن تلك السيرة “العطرة” الزائفة والكاذبة والمخادعة التي حاولوا غسل أدمغتنا الصغيرة بها عن فروسية وبطولات ومكارم أخلاق وفتوحات لأولئك البدو، وعن شخصية عليها القيمة وفكرها نظيف وتاريخا نقي وسلوكها قويم لم تتلطخ أياديها بالدماء، كي أتخذ منهم أنموذجاً وأيقونة قيمية وأخلاقية ومبدئية أحذو حذوها في حياتي وتكون سنداً أخلاقياً لي في سيرتي وسلوكي فشعرت بأنني لو قلدت أو تمثلت أقلهم أحسنهم خلقاً، أو أتيت بتلك الفواحش والجرائم والموبقات التي قاموا لصرت حتماً من عتاة المجرمين في التاريخ الحديث و”لتختخت” عظامي في السجون بسبب جرائم القتل “الجهاد”، والدعارة الشرعية “تعدد الزوجات وملك الأيمان”، والخيانة الزوجية “اتخاذ الخليلات”، والسقوط الأخلاقي والانفصام النفسي “الحلم بالحوريات والغلمان”، والاغتصاب الجنسي “السبي”، واللصوصية والسرقة “الغنائم” والشذوذ “اغتصاب الصغيرات والبيدوفايل”….إلخ
ولو أخذنا سيرة رجل تقدسه شعوب المنطقة، ولا يوجد مدينة مما تسمى عربية وإسلامية إلا وفيها شوارع ومدارس ومساجد باسمه مكافأة له على الدماء التي سفكها والإجرام الذي قام به، وما في سيرته من مخازي وموبقات يتواضع أمامها حتى “ثوار” أبي عمامة الكيني في الثورة الصهيو-وهابية الإجرامية في سوريا. فخالد بن الوليد، مثلاً، قطع رأس مالك بن نويرة وشواه، والتهمه بلذة عارمة، ثم انتقل ليكمل وليبلغ الرسالة الخالدة، فاغتصب زوجته، ويقال بأنها كانت في منتهى الجمال وهذا السبب الرئيس لقتلها، وذلك بنفس اليوم الذي قتل بها زوجها المسكين البريء من دون محاكمة ولا قاضي ولا محامي فالبدوي يحكم بشرع الله، ويقتل باسمه،وينصب من نفسه خصماً وقاضياً، وليس بحاجة لمؤسسات قانونية وعدلية كما هو الحال في معظم ما تسمى بالدول العربية والإسلامية وخاصة مشيخات الخليج الفارسي التي لا يوجد بها دساتير ولا قوانين مكتوبة ويحكمون بما يسمى شرع الله أي الجزاء الكيفي والمزاجي، هكذا بكل سادية ووحشية فعلها وهذا كله من تراث وأدبيات التاريخ المجيد، خالد هذا يسمونه سيف الله المبلول، طبعاً، بدماء الأبرياء والشرفاء الذين لم يقتنعوا بأساطير وخزعبلات الصحراء، ولم تقنعهم نبوة مؤسس الإسلام، ولم يروا فيه نبياً مرسلاً من عند الله، ولم تنطل عليهم أساطير “الأولين” التي ذكــّروه بها، (يعني كمن أتى يبيعهم الماء في حارة السقايين كما يقال)، فكان جزاؤهم القتل والسحل، والتصفيات الجسدية والتنكيل بهم وبأهلهم، واغتصاب نسائهم بعد قتلهم إمعاناً في إذلالهم، وإهانتهم على أهون سبب، هذه هي قمة السماح والتسامح التي بها يطنطنون، وللأسف هناك من يقدسون ويمجدون هذا المجرم الغازي البدوي خالد وأمثاله من السفاحين وقاطعي الرؤوس والسباة واللصوص الموتورين والمهووسين بالدماء الذين يقولون بأن كائنات في الفضاء الخارجي قد قالت لهم وأرسلت لهم مبعوثاً يسمونه جبريل قال لهم اذهبوا واقطعوا رؤوس البشر واغزوهم واقتلوهم ودمــّروا حضارات البشر واسبوا النساء واقتلوا أطفالهم كي يؤمنوا بنا ويسجدوا ويركعوا لنا.. ويسبـّحوا بإجرامنا وحمدنا….
ولو كان خالد بن الوليد موجوداً، اليوم بيننا، مع أمثاله وزملائه من السلف الصالح، وسفاحي البدو الكبار، ويعيش في دول فيها قانون ودساتير، وتعترف بشرعية حقوق الإنسان وخاضعة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وقام بأي من تلك الأفعال والجرائم من غزو وسبي واغتصاب،وخرق للقانون، واستعباد للبشر، وانتهاك للحرمات، ودخول البيوت من دون استئذان، وتطاول على الأعراض لتمت محاكمته كأي مجرم خطير، ولحرم من حقوقه المدنية، وتم إرساله إلى مصحات وإصلاحيات نفسية، ودراسة نفسيته وبنيته السايكولوجية وظروف تنشئته من قبل استشاريين وأطباء أخصائيين لمعرفة سبب كل هذا الانحطاط والسادية والوحشية وانعدام الرأفة والرحمة والتحلل والانحلال وانعدام الحس بالمسؤولية وغياب الإنسانية واستفحال الشرور المتأصلة والعدوانية والشخصية الدراكيولية والانحراف السلوكي المرعب والخطير الذي يعاني منه ويجعله يقطع رؤوس البشر ويشويها ويأكلها ثم يغتصب النساء في ذات اللحظات، وأي قاضي مبتدئ وأرحم القضاة وأهونهم كان سيحكم على خالد بالشنق والإعدام ورمياً بالرصاص، لا مكافأته اعتباره بطلاً وفاتحاً وسيفاً لآلهة القتل وتدريس الطلاب والتلاميذ الصغار تلك السيرة على أنها أمجاد وتاريخ تليد ومجيد وووووو..ثم يكــفــّرون ويؤثمون ويجرّمون كل من لا يقبل هذه السادية والانحطاط والإجرام ويعتبرونه مشركاً وكافراً وعلمانياً ومتمركسا…إلخ
لا أعرف لماذا يجب أن أقدس وأسجد وأصلي على مثل هؤلاء البشر، ولا علاقة لي بمن يقدس، ويحب ويسجد، ويؤله هذا الخالد وغيره، ويعتبرهم أيقونات وسلفاً صالحاً، ويتبعهم، ويقلدهم، ويمشي على هداهم وسننهم، فهذا خيار وأمر شخصي، لكن في الوقت نفسه، لا يجب أن يطلب أحد من الآخرين أن يفعلوا مثله ويقلدّهم بفنون الجهل والغباء والانحطاط القيمي والأخلاقي العام.

تابعوا إجرام سيدهم خال ومن أدبياتهم، وبعظمة لسانهم:
https://www.youtube.com/watch?v=Feqr6kDMX1o

الكاتب ya fatima

ya fatima

مواضيع متعلقة

اترك رداً