ومضات في رؤيا سعيد العذاري في كتابه آداب الاسرة في الاسلام

img

صباح محسن كاظم
28/08/2010
قراءات: 3719

يبدو لي إن المنظومة الفكرية التي يتحرك بها الباحث الاسلامي السيد سعيد العذاري تعتمد إشتغالات أخلاقية.. وروحية متبناة من دواخل نفس تواقة للدعوة بالاطروحة الاسلامية المتكاملة المستله من الابعاد القرآنية ،والسيرة النبوية، وماورد عن أئمة الهدى آل بيت الطهر والعصمة من أحاديث وروايات وتطبيقات في مسيرتهم ومناقبهم وفضائلهم،.. فروح الفضيلة تشع من كتاباته،ودفق الاصلاح يسمو بتعبيراته..فالاطروحة الاسلامية لقيادة الحياة تبدأ من الذات ثم الاسرة وبعدها المجتمع وكونية الرسالة ،هكذا أرى كتابات السيد العذاري..
بين يدي كتاب(آداب الاسرة في الاسلام) الصادر عن مركز الرسالة- الطبعة الثانية-1426ه ص139 ب (6) فصول متنوعة ،وثرية في تأسي وعي إسلامي وإنساني في تعامل الاسرة وفق قواعد الشرع المقدس، فجاء الفصل الاول معنى الاسرة- استحباب النكاح وأهميته- كراهية العزوبة- استحباب السعي في النكاح- استحباب الدعاء للنكاح- إختيار الزوجة- إختيار الزوج-الكفاءة في الزوج- الاحكام المتعلقة بالخطبة- استحباب الخطاب أثناء الخطبة- أحكام خطبة المرأة ذات العدة- المهر والصداق -حكم ما يأخذه الأب…وتناول بشكل مفصل كل مفردة من تلك المفردات،وفي الفصل الثاني تناول الاحكام العملية لبناء الاسرة مع جزئيات متنوعة (20) موضوعا مختلفا من صيغة العقد انتهاءً الحضانة،أما الفصل الثالث الحقوق الاسرية كحقوق الزوجوحقوق الزوجة وحقوق الوالدين وحقوق الابناء، إن تلكم الموضوعات الحياتية التي درسها السيد سعيد العذاري تفي بحاجة الاسرة في البناء المتماسك من خلال التعاون والتآزر بين الافراد وبالتالي يتمتع المجتمع بالصلاح والكمال فيما لو طبق التعاليم الاسلامية..أما الفصل الرابع فقد اشتمل الخلافات الزوجية(16) من تفرعاتها المتنوعة من النشوز الى عدة الوفاة مؤكدا على ان ابغض الحلال هو الطلاق،وفي فصل الكتاب الخامس الاسرة والمجتمع كصلة الارحام وحقوق المجتمع في رسالة الحقوق ثم الفصل الاخير أحكام العلاقة بين الجنسين وهي مسائل أخلاقية في بناء الانسان..أعتقد إن للكتاب ضرورة قصوى في التربية الاخلاقية للاسرة التي تحاول أجندة العولمة وصرعاتها تفكيكها،وتمزيق وحدتها ،وتماسكها..فتلك المفاهيم الاخلاقية التي دونها السيد العذاري في-آداب الاسرة في الاسلام- ترتقي بالانسان روحيا، وسلوكيا، وتعزز القيم المؤطرة بنسق الايمان، والتقوى، والورع، وتنتشل الانسان من السفاهة.. والصفاقة.. والابتذال.. والانحطاط..
لقد تناول الفلاسفة والمفكرون موضوع الاخلاق والاسرة من ارسطو وسقراط ومباديء افلاطون ومباديء الفلسفة الغربية والشرقية، وعشرات العلماء المسلمين من الاولين والآخرين يبحثون في المدينة الفاضلة ،وارتقاء الاسرة والمجتمع الى حالة الحب.. والوئام.. والتعاون بدلا من القتل، والعنف، والتصفيات، والحروب التي طحنت وسحقت الملايين من البشر وهدمت المدن وتركت الانسان بلا مأوى،..إن الخلاص يستدعي العودة الى الفطرة السليمة بحب الانسان لأخيه والتعاون الاسري الذي يقود الى البناء والسلام..

الكاتب ya fatima

ya fatima

مواضيع متعلقة

اترك رداً