مِنْ صدَاقِ فَاطِمَة (عليها السلام) الشّفَاعَة يَوْم القيَامَة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن كانت السيدة فاطمة (عليها السلام) قد تزوّجت بهذا المهر القليل نزولاً عند رغبة أبيها الرسول ـ حتى يقتدي به المسلمون ـ وتحقيقاً لأهدافه الحكيمة ، فليس معنى ذلك أن تنسى السيدة فاطمة نفسها ، أو تنسى عظمتها ، بل لابدّ من المحافظة على مقامها الأسمى وحقيقتها الشريفة ، ومكانتها العليا ، وطموحها نحو الفضائل والقيم ، ولهذا فقد روى أحمد بن يوسف الدمشقي في : (أخبار الدول وآثار الأول) قال : ( وقد ورد في الخبر أنّها لمّا سمعت بأنّ أباها زوّجها وجعل الدراهم مهراً لها ، فقالت : يا رسول الله إنّ بنات الناس يتزوّجن بالدراهم فما الفرق بيني وبينهن ؟ أسألك أن تردّها ، وتدعو الله تعالى أن يجعل مهري الشفاعة في عصاة أُمّتك ، فنزل جبرئيل (عليه السلام) ومعه بطاقة من حرير مكتوب فيها : ( جعل الله مهر فاطمة الزهراء شفاعة المذنبين من أُمّة أبيها ) فلمّا احتضرت أوصت بأن توضع تلك البطاقة على صدرها تحت الكفن . فوضعت ، وقالت : إذا حشرت يوم القيامة رفعت تلك البطاقة بيدي وشفعت في عصاة أُمّة أبي (1) .
إنّ هذا الحديث ـ كما تراه ـ يدل على ما كانت تتمتّع به السيدة فاطمة الزهراء من علو الهمّة وسموّ النفس ، وعظمة الشخصية ، وبُعد
(1) سنوافيك في أواخر هذا الكتاب بطائفة كبيرة من الأحاديث حول شفاعتها يوم القيامة .
المدى ، وجلالة القدر ، فإنّها تطلب من أبيها الرسول أن يدعو الله تعالى أن يمنحها هذا الحق العظيم وهو الشفاعة في يوم القيامة . وأستجيب دعاء الرسول ونفِّذ طلبه ، ونزل صكٌّ من السماء إجابة لهذا الطلب ، وستبرز السيدة فاطمة ذلك الصك عند الحاجة ، كما روى الصفوري في (نزهة المجالس) قال : قال النسفي : سألت فاطمة رضي الله عنها النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يكون صداقها الشفاعة لأُمّته يوم القيامة ، فإذا صارت على الصراط طلبت صداقها .
وقد وردت روايات كثيرة عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) حول أنّ الله تعالى جعل الشفاعة يوم القيامة من صداق السيدة فاطمة الزهراء .
اترك رداً