من منازل الإمام الحسين عليه السلام في طريقه إلى كربلاء .

img

شَرَاف : وصلها نهار الأربعاء 23 / 12 / 60 ، و غادرها سحر الخميس 24 / 12 / 60 ، و بينها و بين القَرْعاء 18 كيلومتراً
شَراف – سُمّي هذا المنزل باسم رجلٍ يُقال له (شَراف)، استخرج عيناً ثمّ حدثت آبارٌ كثيرة ماؤها عذب، ومن (شَراف) إلى (واقصة) ميلان. (معجم البلدان)، وموقعه على التحديد ما بين (واقصة) و (القرعاء)، فيه ثلاثة آبار كبيرة، وقُلُبٌ كثيرة طيّبة. (مراصد الاطّلاع 2: 788).
لم ينزل الحسين سلام الله عليه في (واقصة)، بل سار عنها حتّى نزل في (شَراف)، فلمّا كان في السحر أمر فتيانه فاستَقَوا من الماء، ورسموا صدر يومهم حتّى انتصف النهار.
ولمّا بلغ عبيدَ الله بن زياد إقبالُ الحسين عليه السلام من مكّة إلى الكوفة، بعث الحصين بن نمير صاحب شرطته حتّى نزل (القادسيّة)، ونظم الخيل ما بين (القادسيّة) إلى (خفّان) وما بين (القادسيّة) إلى (القُطقطانيّة) وإلى (لَعْلَع)، وأخذ ما بين (واقصة) إلى طريق الشام إلى طريق البصرة، فلا يَدَعون أحداً يلج ولا أحداً يخرج، فأقبل الإمام الحسين عليه السلام حتّى لقيَ الأعراب فسألهم، فقالوا: لا واللهِ ما ندري، غيرَ أنّا لا نستطيع أن نلج ولا نخرج! فسار عليه السلام تلقاءَ وجهه.
قال الأسديّان: بينما يسير الحسين عليه السلام صدرَ يومه حتّى انتصف النهار، قالا: ثمّ إنّ رجلاً قال: اَللهُ أكبر! فقال الحسين عليه السلام: «اللهُ أكبرُ، لِمَ كبّرت؟»، قال: رأيت النخل، فقال له جماعة من أصحابه: واللهِ إنّ هذا المكانَ ما رأينا به نخلةً قطّ، فقال لهم الحسين عليه السلام: «فما تَرَونه؟»، قالوا: نراه – واللهِ – أسنّةَ الرماحِ وآذانَ الخيل، فقال: «وأنا – واللهِ – أرى ذلك». ثمّ قال عليه السلام: «ما لنا ملجأٌ نلجأ إليه ونجعله في ظهورنا، ونستقبل القوم بوجهٍ واحد؟»، قالوا: بلى، هذا (ذو حُسَم) إلى جَنبك، فَمِلْ إليه عن يسارك، فاذا سبقتَ إليه فهو كما تريد.
قالا: فأخذ إليه ذاتَ اليسار، ومِلْنا معه، فما كان بأسرع من أن طلَعَت علينا هوادي الخيل، فتبيّنّاها وعَدَلنا، فلمّا رأونا عدلنا عن الطريق عدلوا إلينا كأنّ أسنّتهم اليعاسيب، وكأنّ راياتهم أجنحةُ الطير، فاستبَقْنا إلى (ذي حُسَم) فسبقناهم إليه، وأمر الحسين عليه السلام بأبنيته (أي خِيَمه) فضُربت (أي نُصِبَت)، وجاء القوم زهاءَ ألف فارسٍ مع الحرّ بن يزيد التميميّ (الرياحيّ) حتّى وقف هو وخيله مقابل الحسين في حَرّ الظهيرة، والحسين وأصحابه مُعتمّون متقلّدون أسيافهم! (الإرشاد 2: 76، مقتل الحسين عليه السلام لابي مخنف: 81، تاريخ الطبريّ 4: 302، بحار الأنوار 44: 375، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ 1: 230 – الفصل 11).

الكاتب ya fatima

ya fatima

مواضيع متعلقة

اترك رداً