مشروعُ الجلسات الحواريّة في الجامعات: مداخلاتٌ وأسئلةٌ يتنافس فيها الشبابُ لمعرفة الحقائق
أفردت العتبةُ العبّاسية المقدّسة جزءً كبيراً من اهتماماتها بالوسط الجامعيّ، وقد كرّست وأعدّت لهذا الغرض برامج ومشاريع عديدة، منها ما يستهدف الملاكات التدريسيّة وقسمٌ آخر ومهمّ للطلبة الجامعيّين، وبرنامجُ الجلسات الحواريّة هو واحدٌ من بين سيلٍ من البرامج الأخرى، حيث يهدف الى المساهمة في تثقيف الطالب أو الطالبة أخلاقيّاً وتربويّاً ودينيّاً وعقائديّاً، والعمل على تسليحه ليستطيع أن يقاوم ما يتعرّض له من الهجمات المنحرفة والغزو الثقافيّ المضلّل.
هذا وقد انبرى قسمُ الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة متمثّلاً بشعبة التبليغ الدينيّ لهذه المهمّة التي جعلها من صميم عمله ووضع لها برنامجاً ومنهاجاً خاصّاً.
المشرفُ على البرنامج السيّد محمد الموسوي مسؤولُ شعبة التبليغ الدينيّ في العتبة العبّاسية المقدّسة أطلَعَنا على هذا البرنامج قائلاً: “تمثّل شريحة الطلبة أهمّيةً بالغةً لدى العتبة العبّاسية المقدّسة، حيث أولتها اهتماماً كبيراً خلال السنوات الماضية، وذلك لما تتعرّض له هذه الشريحة من هجماتٍ فكريّة هدفُها حرف الطالب عن مساره الطبيعيّ وعن أداء واجباته، ومن منطلق تقويم هذا الانحراف وضمن مشاريع العتبة المقدّسة التي تهدف الى الانفتاح على هذا الوسط الشبابيّ المهمّ، شرع قسمُ الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة متمثّلاً بشعبة التبليغ الدينيّ بإقامة العديد من الفعاليّات والأنشطة في الجامعات العراقيّة، وأبرز تلك الأنشطة هي إقامة جلساتٍ حواريّة في الكليّات والمعاهد”.
وأضاف: “يتمّ ترشيح أحد فضلاء الحوزة العلميّة من سادة ومشايخ قسم الشؤون الدينيّة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة لإلقاء المحاضرة في هذه الجلسات والإجابة عن أسئلة الطلبة، وقبل ذلك يتمّ التنسيق مع الجامعة المقصودة ليتمّ ترشيح إحدى كليّاتها لاحتضان هذه الجلسة”.
وعن طبيعة هذه الجلسات بيّن الموسوي: “طبيعةُ الجلسة الحواريّة مفتوحة وذات مساحة كبيرة تضمن للطرفين حقّهم في الحوار، وهدفها تعريف شريحة الطلّاب بالقيمة الكبيرة للإنسان بصورةٍ عامّة والطالب على وجه الخصوص، وما هو دوره في بناء المجتمع، والتشديد على القضايا الأخلاقيّة والتربويّة.
وفيما يخصّ آليّة الجلسة بيّن الموسوي: “آليّة الجلسة تتضمّن ما يلي:
1- كلمة توجيهيّة تتمحور حول محورٍ معيّن.
2- توزيع قصاصات على الطلبة الحاضرين كي يتسنّى لهم طرح ما يريدون من الأسئلة دون ذكر أسمائهم، ومن ثمّ جمعها وإعطاؤها الى الشيخ المحاضر.
3- بعد ذلك تتمّ الإجابة عن الأسئلة المكتوبة بصوتٍ عالٍ وواضح لتعميم الفائدة.
4- الإجابة عن الأسئلة تكون مدعمة بالأدلّة العلميّة والآيات القرآنيّة الكريمة والأحاديث النبويّة الشريفة، وتكون لغة الإجابة لغةً بسيطة تراعي مختلف المستويات العلميّة والثقافيّة للطلبة الحاضرين، فضلاً عن وجود عنصر التشويق في هذه الإجابات”.
واختتم قائلاً: “الهدف الذي نصبو اليه من خلال إقامة هذه الجلسات الحواريّة القيّمة هو الارتقاء بمستوى الطلبة المعرفيّ والفكريّ والثقافيّ، الذي نأمل أن ينعكس إيجاباً على الواقع التربويّ والأسريّ في المجتمع، ولله الحمد فقد وجدنا آذاناً صاغية وتفاعلاً كبيراً من قبل الطلبة”.
اترك رداً