ما روي عن الإمام السجاد عليه السلام في ظلامة السيدة الزهراء عليها السلام
ما روي عن السجاد (ع):
17 – قال محمد بن جرير بن رستم الطبري:
قال وأخبرنا مخول بن إبراهيم النهدي، قال حدثنا مطر بن أرقم، قال حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (ع) قال:
لما قبض (ص)، وبويع أبو بكر، تخلف علي (ع). فقال عمر لأبي بكر: ألا ترسل إلى هذا الرجل المتخلف فيجئ فيبايع ؟
قال: يا قنفذ، إذهب إلى علي، وقل له: يقول لك خليفة رسول الله (ص): تعال بايع.
فرفع علي (ع) صوته، وقال: سبحان الله، ما أسرع ما كذبتم على رسول الله (ص)! قال: فرجع، فأخبره.
ثم قال عمر: ألا تبعث إلى هذا الرجل المتخلف فيجئ يبايع ؟
فقال لقنفذ: إذهب إلى علي فقل له: يقول لك أمير المؤمنين: تعال بايع.
1- الذريعة: ج 1 ص 282.
الصفحة 53
فذهب قنفذ، فضرب الباب.
فقال: من هذا ؟
قال: أنا قنفذ.
فقال: ما جاء بك ؟
قال: يقول لك أمير المؤمنين: تعال فبايع.
فرفع علي (ع) صوته، وقال: سبحانه الله ! لقد ادعى ما ليس له !
فجاء فأخبره.
فقام عمر، فقال: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل حتى نجئ إليه.
فمضى إليه جماعة، فضربوا الباب، فلما سمع علي (ع) أصواتهم لم يتكلم، وتكلمت امرأة فقالت: من هؤلاء ؟
فقالوا: قولي لعلي: يخرج ويبايع.
فرفعت فاطمة (ع) صوتها فقالت: يا رسول الله ما لقينا من أبي بكر وعمر بعدك. فلما سمعوا صوتها بكى كثير ممن كان معه. ثمانصرفوا.
وثبت عمر في ناس معه، فأخرجوه وانطلقوا به إلى أبي بكر حتى أجلسوه بين يديه فقال أبو بكر: بايع.
قال: فإن لم أفعل ؟
الصفحة 54
قال: إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك.
قال: فإن تفعلوا فأنا عبد الله وأخو رسوله.
قال: بايع.
قال: فإن لم أفعل ؟
قال: إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك.
فالتفت علي (ع) إلى القبر وقال: يا ابن أم، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، ثم بايع، وقام (1).
اترك رداً