في رثاء جعفر بن أبي طالب.
في رثاء جعفر بن أبي طالب
يومُ ذكراكَ نحتفي بالوفاءِ
فعلى جعفرٍ مريرُ البكاءِ
يا بني هاشمٍ عظُمتُمْ جهاداً
بين ظامٍ وحاسرٍ في ابتلاءِ
كُتِبَ القتلُ يا تُقاةُ عليكم
هدَّ رُكني ذبحٌ على غيرِ ماءِ
فعلى مصرعِ الحُسين دموعٌ
من لهيبٍ ومُهجةِ الأحشاءِ
جعلوا القبرَ موطِناً ومناراً
آلُ طه شهادةٌ في اعتلاءِ
يوم ضحّى ابو المساكينِ حُرّاً
جعفرُ الخيرِ والهُدى والإباءِ
جابهَ الرومَ راجِلاً باصطِبارٍ
وهو يأبى دنيَّةً للِّواءِ
سقطَ الفذُّ في الخضمِّ صريعاً
وهو دامٍ مُمزقِّ الأشلاءِ
صائحاً بالاُباةِ هيا أستقيموا
مرحباً مرحباً بموتِ الولاءِ
ذا الجناحَين طِرْ بنا للعَلاءِ
فلقدْ صِرْتَ رائداً في السماءِ
وغدَتْ روحُكَ العظيمةُ نورا
ما استدامتْ تحُفُّ بالشهداءِ
واضاءَتْ يَداكَ دربَا جميلاً
ونُجوماً تجولُ في العلياءِ
يا بنَ عمِّ النبيَّ طبْتَ سفيراً
وأميناً لِشرعةِ الانبياءِ
كنت حِصناً للمؤمنين حصيناً
يوم أغوى الشِّركُ النُّهى بالدَّهاءِ
فدَحَضْتَ المُخاتلِينَ عُتاةً
ونشرتَ الاسلامَ في الأَقصاءِ
يا رِضا المُصطفى وعمَّ حُسينٍ
يا أبا زوجِ زينبِ الحوراءِ
يا أخا المرتضى الامامِ عليٍّ
صادقُ القولِ سيدُ الأوصياءِ
يا بنَ شمسِ الضحى بمكةَ طرّاً
وحِمى الدينِ سيدِ البطحاءِ
فأبو طالبٍ أبٌ للمعالي
وهو عينُ الرسالةِ الغرّاءِ
أنتَ يا جعفرٌ بذلْتَ وفاءً
لرِضا اللهِ ناظِرِ الأولياءِ
بِسبيلِ الهُدى مَضيْتَ شهيداً
يوم ناديْتَ هلِّلي يا دِمائي
هذه مُؤتَةٌ ومَوتي حياةٌ
لا اُبالي بأيِّ أرضٍ فنائي
فلكَ المجدُ مِنْ أميرٍ عظيمٍ
و شهيدٍ مُقطَّعِ الأعضاءِ
قد حَباكَ الالهُ فخراً كبيراً
بجناحينِ مَصعَداً للرَّقاءِ
إذ تخوضُ الجنانَ طولا وعرضاً
دُمْ سعيداً فلن ترى من عَناءِ
بقلم : حميد حلمي زادة
اترك رداً