في حديث الامام الصادق (ع) في ذكر الرجعة و حضور السيدة الزهراء صلوات الله عليها و آلها
٣٠ مايو ٢٠١٠، الساعة ١٠:١٦ ص
(تحقيق مركز سيد الشهداء عليه السلام للبحوث الاسلامية)
سلسلة قَبَسٍ من ضياء روح الخلافة المحمّدية مليكة عالم الأكوان الصدِّيقة الكبرى”والآية العظمى أمُّ أبيها حضرة السيّدة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليه
العلامة المجلسي في البحار, روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن الحسين بن حمدان، عن محمد ابن إسماعيل
وعلي بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر – في حديث طويل في ذكر الرجعة –
قال قال أبو عبد الله الصادق (ع): ثم لكأني أنظر يا مفضل إلينا معاشر الأئمة بين يدي رسول الله (ص) نشكوا إليه ما نزل بنا من الأمة بعده، وما نالنا من التكذيب والرد علينا وسبينا ولعننا وتخويفنا بالقتل، وقصد طواغيتهم الولاة لأمورهم من دون الامة بترحيلنا عن الحرمة إلى دار ملكهم، وقتلهم إيانا بالسم والحبس، فيبكي رسول الله | ويقول: يا بني ما نزل بكم إلا ما نزل بجدكم قبلكم! ثم تبتدئ فاطمة (ع) وتشكو ما نالها من أبي بكر وعمر، وأخذ فدك منها ومشيها إليه في مجمع من المهاجرين والأنصار، وخطابها له في أمر فدك، وما رد عليها من قوله: إن الأنبياء لا تورث، واحتجاجها بقول زكريا ويحيى ‘ وقصة داود وسليمان ‘, وقول عمر: هاتي صحيفتك التي ذكرت أن أباك كتبها لك وإخراجها الصحيفة وأخذه إياها منها، ونشره لها على رؤس الأشهاد من قريش والمهاجرين والأنصار وسائر العرب وتفله فيها، وتمزيقه إياها, وبكائها, ورجوعها إلى قبر أبيها رسول الله (ص) باكية حزينة تمشي على الرمضاء قد أقلقتها، واستغاثتها بالله وبأبيها رسول الله (ص) وتمثلها بقول رقيقة بنت صيفي :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم يكبر الخطبُ
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل أهلك فاشهدهم فقد لعبوا
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما نأيت وحالت دونك الحجبُ
لكل قوم لهم قرب ومنزلة * عند الاله على الأدنين مقترب
يا ليت قبلك كان الموت حل بنا * أملوا أناس ففازوا بالذي طلبوا
وتقص عليه قصة أبي بكر وإنفاذه خالد بن الوليد وقنفذاً وعمر بن الخطاب وجمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين (ع) من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة واشتغال أمير المؤمنين (ع) بعد وفات رسول الله | بضم أزواجه وقبره وتعزيتهم وجمع القرآن وقضاء دينه، وإنجاز عداته، وهي ثمانون ألف درهم، باع فيها تليده وطارفه وقضاها عن رسول الله(ص)|, وقول عمر: اخرج يا علي إلى ما أجمع عليه المسلمون وإلا قتلناك، وقول فضة جارية فاطمة: إن أمير المؤمنين (ع) مشغول والحق له إن أنصفتم من أنفسكم وأنصفتموه، وجمعهم الجزل والحطب على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة، وإضرامهم النار على الباب، وخروج فاطمة إليهم وخطابها لهم من وراء الباب, وقولها: ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟! تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟! والله متم نوره، وانتهاره لها, وقوله: كفي يا فاطمة فليس محمد حاضراً ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله، وما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعاً, فقالت وهي باكية: اللهم إليك نشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك، وارتداد أمته علينا، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل, فقال لها عمر: دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء، فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة والخلافة، وأخذت النار في خشب الباب, وإدخال قنفذ يده لعنه الله يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بالسوط على عضدها، حتى صار كالدملج الأسود، وركل الباب برجله، حتى أصاب بطنها وهي حاملة بالمحسن، لستة أشهر وإسقاطها إياه, وهجوم عمر وقنفذ وخالد بن الوليد وصفقه خدها حتى بدا قرطاها تحت خمارها، وهي تجهر بالبكاء، وتقول: وا أبتاه! وا رسول الله! ابنتك فاطمة تكذب وتضرب، ويقتل جنين في بطنها!! وخروج أمير المؤمنين(ع) من داخل الدار محمر العين حاسراً، حتى ألقى ملاءته عليها، وضمَّها إلى صدره وقوله لها: يا بنت رسول الله قد علمتي أن أباك بعثه الله رحمة للعالمين، فالله الله أن تكشفي خمارك، وترفعي ناصيتك، فوالله يا فاطمة لئن فعلت ذلك لا أبقى الله على الأرض من يشهد أن محمداً رسول الله, ولا موسى, ولا عيسى, ولا إبراهيم, ولا نوح, ولا آدم، ولا دابة تمشي على الأرض ولا طائراً في السماء إلا أهلكه الله! ثم قال: يا ابن الخطاب لك الويل من يومك هذا وما بعده وما يليه اخرج قبل أن أشهر سيفي فأفني غابر الأمة, فخرج عمر وخالد بن الوليد وقنفذ وعبد الرحمن بن أبي بكر فصاروا من خارج الدار، وصاح أمير المؤمنين بفضة يا فضة مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الرفسة ورد الباب، فأسقطت محسناً فقال أمير المؤمنين (ع): فانه لاحق بجده رسول الله (ص) فيشكو إليه.
- وساق الحديث إلى أن يقول (ع): – ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (ع)وهن صارخات وأمه فاطمة تقول: {هذا يومكم الذي كنتم توعدون} {اليوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً} قال: فبكى الصادق (ع) حتى اخضلت لحيته بالدموع، ثم قال: لا قرَّت عين لا تبكي عند هذا الذكر! قال: وبكى المفضل بكاء طويلاً! ثم قال: يا مولاي ما في الدموع يا مولاي؟ فقال: ما لا يحصى إذا كان من محق.
ثم قال المفضل: يا مولاي ما تقول في قوله تعالى: {وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت} ؟ قال: يا مفضل والموؤدة والله محسن، لأنه منا لا غير، فمن قال غير هذا فكذبوه, قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا؟ قال الصادق (ع): تقوم فاطمة بنت رسول الله (ص)فيقول: اللهم أنجز وعدك وموعدك لي فيمن ظلمني وغصبني، وضربني وجزعني بكل أولادي، فتبكيها ملائكة السماوات السبع وحملة العرش، وسكان الهواء، ومن في الدنيا، ومن تحت أطباق الثرى، صائحين صارخين إلى الله تعالى، فلا يبقى أحد ممن قاتلنا وظلمنا ورضي بما جرى علينا إلا قُتل في ذلك اليوم ألف قتلة,
=======
البحار ج53 ص24, الهداية الكبرى ص405, إلزام الناصب ج2 ص231, مختصر البصائر ص191 بعضه, بيت الأحزان ص122 بعضه
اترك رداً