عصمة السيدة الزهراء عليها السلام
السيدة فاطمة الزهراء تكون معصومة بدلالة آية التطهير ، وكفى بها على عصمتها مستنداً ودليلا . والمقصود منها هم الخمسة الطيبة من أهل العباء ، والمجتمعون خاصة تحت الكساء . ونكتفي بما قاله الحداد الحضرمي في القول الفصل ج 1 ص 48 : إن حديث آية التطهير من الأحاديث الصحيحة المشهورة المتواترة ، واتفقت عليه الأمة ، وقال بصحته سبعة عشر حافظاً من كبار حفاظ الحديث ، ويصل مجموع طرق الحديث ما يقرب من خمسين طريق . وعصمتها سلام الله عليها لا غبار عليه :
وأبيض يستسقي الغمام بوجه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وليس فيما تلتها من البيت أي حزازة عرفية ، أو كراهة شرعية ، فضلاً عن مبغوضية تحريمية ، ولم يكن فيه ما يمنع عنه أو يكره منه ، بل قول الرسول صلى الله عليه وآله لها يكون من تبديل كلام بكلام افضل ، والفات نظر منه إلى قول آخر هو أجمل وأكمل . وقرائة الآية لها بكاملها كان للتنبيه لها لما يحدث قريباً ، وسيحصل من الإرتداد والإنقلاب الذي بالفعل حصل ، وكان عطفاً وحناناً ورحمة ومحبة منه صلى الله عليه وآله لها في تلك اللحظات الأخيرة عند لحظة تراكم الحزن ، وهمّ الفراق ، وتراكب المصيبة ، وحسرة الوداع ، فيخمد شرارة نار قلبها وشعلتها ، ويطفيء حرارة الجزع وحرقة لوعتها . فكان فيما ذكرها وقرائها عليها تمهيداً وتوطئة لما يريد أن يخبرها ويشيرها بها ، فأخبرها بها ، فتهلل وجهها وظهر عليها فرحها ، فجائت الرواية أنه بعدما قرأ عليها الآية ، فبكت طويلاً أدنا واسرّ إليها ، فظهر سرورها وبان مسرتها ، فسئلت عما قال لها ، فقالت : أخبرني إني أول أهل بيته لحوقاً به ويكون قريباً . صحيح البخاري ج 6 ص 12 ، صحيح مسلم ج 4 ـ 1904 .
فسلام الله عليها يوم ولدت ، ويوم توفت شهيداً ، ويوم تبعث حياً وتقف في الحساب ، وتخاصم من آذاها .
اترك رداً