صَفِيّة بنت حُيَيّ

img


وراء الوقائع
لابدّ أنّ هنالك حِكَماً وأسراراً وراء ما كان من مواقف الرسول والرسالة، فقد صاهر النبيّ صلّى الله عليه وآله أقواماً ومللاً عديدة، فأوثق الصِّلات، وفتح الآفاق على الناس ليبلّغهم نداءات الإسلام، وليخلق بينه وبين المجتمع أُلفةً ومحبّةً ورحمة.. مستجيباً لما أمره الله تعالى وشاء، فكان ممّا أمر جلّ وعلا زواجُه بـ (صفيّة بنت حُيَيّ بن أخطَب )، فمَن يا ترى تلك المرأة، وكيف وصلت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟
هيَ
امرأةٌ من بني إسرائيل، من سِبط ( لاوي بن يعقوب النبيّ عليه السلام )، كانت زوجة سلام بن مِشْكَم اليهودي، فلمّا مات هذا خلّف عليها كِنانةُ بن أبي الحُقَيق، وكانا شاعرين، فقُتل عنها كنانة يومَ خيبر، وصارت صفيّة مع السَّبيّ.
بعد هذا أتى دِحيةُ بن خليفة إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال له: أعطِني جاريةً من السبيّ، قال: إذهَبْ فخُذْ جارية. فذهب فأخذ صفيّة، فقيل: يا رسول الله، إنّها سيّدة قُرَيظة والنضير، لا تصلح إلاّ لك. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لدِحية: خذ جاريةً من السبيّ غيرَها. وأخذها رسول الله واصطفاها، وحجبها وأعتقها وتزوّجها وقسم لها. ( تنقيح المقال للشيخ عبدالله المامقاني 81:3 ).
وكانت
امرأة عاقلة من عقلاء النساء، وقد عدّها الطوسيّ من الصحابيّات الصالحات ( رجال الطوسي:32)، وكذا:ابن عبدالبَرّ في ( الاستيعاب )، وابن مندة، وأبو نُعَيم في ( حلية الأولياء )، وقد رُوي أنها:
كانت قد رأت قبل لقائها برسول الله صلّى الله عليه وآله أن قمراً وقع في حِجرها، فذكرت ذلك لأبيها حُيَيّ بن أخطب ( وفي نسخة: يحيى بن أخطب )، فضرب وجهها ضربةً أثّرت فيه، حتّى أُتيَ بها رسولَ الله صلّى الله عليه وآله فسألها عن ذلك، فأخبرته الخبر.
تُوفّيت
سنة (36) للهجرة النبويّة الشريفة، وقيل: سنة (50).
( يراجع: تنقيح المقال 81:3 ـ فصل النساء، جامع الرواة للأردبيلي 458:2، معجم رجال الحديث للسيّد الخوئي 194:23، فقد الرجال للتفريشي:413.. ).
قبل ذلك
• قال أبو إسحاق السَّبيعي: دخلنا على مسروق الأجدع فإذا عنده ضيف له لا نعرفه، وهما يطعمان من طعام لهما، فقال الضيف:
ـ كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله بخيبر..
( قال السبيعي: فلمّا قالها عَرَفْنا أنّه ـ أي الضيف المتحدّث ـ كانت له صُحبةٌُ مع النبيّ صلّى الله عليه وآله. قال: )
ـ جاءت صفيّة بنت حُيَيّ بن أخطب إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقالت:
ـ يا رسول الله، إنّي لستُ كأحد نسائك ( أي لستُ على حالٍ كحال زوجاتك )؛ قتلتَ الأبَ والأخ والعمّ، فإن حدث بك حدث ( أي مَوت أو قتل ) فإلى مَن ؟
فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله: إلى هذا. وأشار إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
قال السَّبيعي: ثمّ ذكر الرجل (الضيف) حديثاً عن الحارث بن الأعور في فضل عليّ ابن أبي طالب ونفعِ حبّه عليه السلام.
(مجالس الشيخ المفيد:270 / ح 2، أمالي الطوسي 32:1، بحار الأنوار للشيخ المجلسي 80:27 / ح 19 )

الكاتب husham

husham

مواضيع متعلقة

اترك رداً