شعر عن الزهراء عليها السلام لفقد ابيها رسول الله صلى الله عليه وآله
وأعظم المآسي التي طاقت بالإمام هو ما حلّ بابنة الرسول وبضعته من الآلام القاسية التي احتلّت قلبها الرقيق المعذّب على فقد أبيها الذي كان عندها أعزّ من الحياة ، فكانت تزور جدثه الطاهر وهي حيرى قد أخرسها الخطب ، وتأخذ حفنة من ترابه فتضعه على عينيها ووجهها وتطيل من شمّه ، وتقبيله ، وتجد في ذلك راحة ، وهي تبكي أمرّ البكاء وأشجاه ، وتقول :
ما ذا على من شمّ تربة أحمد | أن لا يشمّ مدى الزّمان غواليا | |
صبّت عليّ مصائب لو أنّها | صبّت على الأيّام صرن لياليا | |
قل للمغيّب تحت أطباق الثّرى | إن كنـت تسمع صرختي وندائيا | |
قد كنت ذات حمى بظلّ محمّد | لا أخش من ضيم وكان جماليا | |
فاليوم أخضع للذّليل واتّقي | ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا | |
فاذا بكت قمريّة في ليلها | شجنا على غصن بكيت صباحيا | |
فلأجعلنّ الحزن بعدك مونسـي | ولأجعلنّ الدّمع فيك وشاحيا |
اترك رداً