شعر حول مناسبة اليوم

img


یافاطمه المعصومه

عشتی العمر مهمومه

یخت الرضا المظلومه

یافاطمه

عذّبنی امصابچ متعنّی یم بابچ

یافاطمه


متعنی اعله بابچ والدمع غدران

لئن ادری الیزورچ مایرد خسران

بوجوه الاحبه امفتحه البیبان

من حگه ابمصابچ گلبی ضل حزنان

لجلچ تهل عبراتی

مابطّلت دمعاتی

نادیتچ اباهاتی

یافاطمه

یاهیبة احبابچ متعنّی یم بابچ

یافاطمه


یل اسمچ صبح غایه وستر لنّاس

انه اباسمچ یمعصومه رفعت الراس

یااخت الرضا ویلعمچ العباس

یاام الکرم یلماالچ مقیاس

اسمچ یدور ابّالی

ضل ساکن ابدلالی

ارجوچ ارحمی ابحالی

یافاطمه

مااحمل اغیابچ متعنّی یم بابچ

یافاطمه


یم گبرچ خذانی وضل یعتنی الشوگ

اریدن حاجتی وادعی ابگل محروگ

یمیزان العداله المایضیع احگوگ

الشرف ثوبچ یحرّه وبس علیچ ایلوگ

اتحضرینه کلمن ینخاچ

بلشده حتماً یلگاچ

والزهره تحضرویاچ

یافاطمه

احجاب امچ احجابچ متعنّی یم بابچ

یافاطمه


امنزورن حضرتچ تخنگنی العبره

واحس امنلهظم بظلوعی الف جمره

اتذکّر کسر ظلعچ امچ الزهره

وبعدعین البگت من الضرب حمره

ماانسه نار البدار

ظلع الزچیه وبسمار

ومن چتّفو حامی الجار

یافاطمه

چن اسمع اعتابچ متعنّی یم بابچ

یافاطمه


گضّیتی العمر بلوعه والحسرات

وکل یوم الیمرچ اقسه من الفات

گلبچ الله یدری اشگد حمل لچمات

مااگدر اوصّف تعجز الچلمات

ابگلبی الچ تعزیّه

بانیلچ احسینیه

واقره الچ یومیه

یافاطمه

عطر الله بترابچ متعنّی یم بابچ

یافاطمه

خادم الزهراء(س) علی السیلاوی

وفاة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام

يخت الرضا ما ظنّتي شفتيه مذبوح
وجدّچ نظرته اعلى الثرى بدمومه مطروح
وما شفتي چفّين * مقطوعه لحسين
وراسه نظرته اعلى الرمح يا فاطمه ايلوح
…..*…..
آنه زينب النظرت احسين عالغبره
دامي جسمه ومرمي وسفه امدلّل الزهره
شفته يالمعصومه دمّه يجري من نحره
والخيول الأعوجيّه رضّضت صدره

اتقرّبت يمّه ابدمع يجرح الوجدان
ربّي تقبّل من بني ياسين قربان
شفت الدم ايسيل * وترضّه الخيل
وراسه نظرته اعلى الرمح يا فاطمه ايلوح
…..*…..
آنه شفت احسين جنبي امهشّمه اضلوعه
والقلب منّي يجر لوعه ابأثر لوعه
ونتي ما شفتي الرضا وچفّينه مقطوعه
وما سمعتي امن الأخو ونّات مرفوعه

ما شفتي طفله اعلى الصدر مقطوع لاوداج
وما شفتي خنصر منقطع من چفّه وهّاج
وما شفتي لچفوف * مثلي بلطفوف
وراسه نظرته اعلى الرمح يا فاطمه ايلوح
…..*…..
من سمعتي مات أخوچ وفارقت روحه
متّي ونتي ما سمعتي ونّه من نوحه
وآنه شفت العيله يمّي كِلْها مذبوحه
وروحي ما راحت وهي ابهالحاله مجروحه

بس ما سمعتي بالرضا غابت لچ انفاس
وآنه نظرته ابكربله مذبوح عبّاس
والسهم بالعين * ومقطوعه چفين
وراسه نظرته اعلى الرمح يا فاطمه ايلوح
…..*…..
من وصلتي لقم وشفتي اعلام منشوره
والخبر جالچ وصرتي ابلوعه معذوره
چبد أخوچ امقطّعه وبسمومه مسعوره
وآنه چبد احسين شفته ابسهمه مشطوره

ما شفتي قطعه امن الچبد منزوعه بسهام
وما شفتي اخوچ اعلى الثرى ابعلّته اينام
يوم لهوى وطاح * وجسمه امتلى اجراح
وراسه نظرته اعلى الرمح يا فاطمه ايلوح
…..*…..
بالحزن فاطم قضيتي وصرتي ابغربه
في البعد صاير ضريحچ والبشر قربه
وكم مناره ابهالضريح اتنوّر وقبّه
وآنه يا فاطم ضريحي يشتكي الغربه

مثل الرضا صاير ضريحچ فاطمه اجنان
وآنه ضريحي ابلا بشر يمّه ولا اخوان
ودموعي صوبين * منّ اذكر احسين
وراسه نظرته اعلى الرمح يا فاطمه ايلوح
…..*…..
محمد عبدالله الحدب
١٤٣٧/٣/٢٣هـ

قناة انوار في طريق الحق ترحب بكم

https://t.me/dam3tfatima4

وفاة المعصومة ع
لحن الجفيري♪
المعصومة بالغربه قضت
محزونة ويلي تلوّعت
لا التم شملها ولا اشتفت
ماتت الرضا وما شافته

وسفه على ام الشيم
بغصتها ماتت لو بسم
تنحب على راعي الشيم
مسموم اخوها بغربته

غربتها ما تشبه احد
جنازة غريبه بهالبلد
منهو الي يدفنها بلحد
شحال الغريب بتربته

خادمة آل محمد ✍🏻
عظم الله اجوركم

نخوة للسيدة المعصومة ع /لحن الجفيري

جيتك يا معصومة اريد
الحاجة ببابك رافع ايد
اقسم عليك بالشهيد
باب الحوائج بالسجن

اقسم عليك بالسجين
عمره قضه بقيده رهين
مغلوله ساقه واليدين
باب الحوائج بالسجن

اقسم عليك بغربتك
اقسم عليك بدمعتك
اقسم عليك بمحنتك
بباب الحوائج بالسجن

رافع ببابك حاجتي
وبجفني حامل دمعتي
لبيها ليّه طلبتي
بباب الحوائج بالسجن

خادمة آل محمد✍🏻

بمناسبة استشهاد فاطمة المعصومه عليها السلام

انخاچ يالمعصومة وبحق الميامين
عندچ مرادي وطلبچ ابذبحة حسين

انخاچ يالمعصومه وبدي بالشكايا
وطلبچ بحسين وعرفچ بالعطايا
انتِ الكرم منچ نبع اصل السجايا
بنت الامام الكاظم الي نور الدين

يخت الرضا انخاچ بالي صدره رضوه
وبخيولهم جالوا على جسمه ومارحموه
انتِ يامعصومه الي يقصدكم تجازوه
وتحققوا له كل طلب وتقر اله عين

يخت الرضا انخاچ بالي بعطش ذبحوه
وناده وحق جدي انا عطشان سمعوه
كل عسر عدكم ينفرج لا ما تخلوه
وطلبكم انا ودري لا لاما تخيبين

يخت الرضا انخاچ بالي السهم جاله
وطلع ثلث قلبه يا وسفه الي جراله
يخت الرضا بشده محبكم هذا حاله
ينتظر منچ الفرج وانتِ له معين

يخت الرضا انخاچ بالصابو جبينه
ودمومه كلها مطشره وينظر بنينه
معصومه انتِ وجدچ القطعوا وتينه
هالحاجة عندي وانتِ بس رفعي هاليدين

يخت الرضا انخاچ بالي باقي مفرود
وتذبحة كل عيلته وهم حامل الجود
ونصاره يامعصومه ذبحوها هالحشود
داخل عليچ وانتِ لا لاما تردين

يخت الرضا انخاچ بالذبحوا رضيعه
والسهم جاله ومنعوا مايه ونجيعه
وعالرمح راسه والسبط سالت دموعه
جيتچ يامعصومه ودموعِ تسيل صوبين

يخت الرضا انخاچ بالقطعوا وريده
وخيامه حرقوها بعد طيحة عضيده
يا فاطمة خادم ودنق بالقصيدة
واقف اتاني ودري بعينچ تشوفين

هالحاجة اقضيها ترى تعسر امرها
وشافي المريض الينتخِ ويمچ يذبها
همي كبر وانتِ الي بيدچ دوم حلها
والبسجن يطلع وحق الحسن وحسين

تمت بحمد الله يوم السبت
الموافق 25/03/1441
ملا حسن الاحسائي

فاطم على فراش المنية ..
تبچي على الزهرة الزچية ..
فاطمة المظلومة الأبية ..
وكسرة ضلعها الهاشمية ..
صاحت ودمعتها جريه ..
ويلي على الزهرة الزچية ..

فاطم المعصومة احضروها ..
عند المنية شاهدوها ..
وصاحوا عليها وغسلوها ..
وعلى اچتافهم حسرة احملوها ..
وصلّوا عليها وادفنوها ..
نسوان ورجال حضروها ..

عادة الميت تحضره الناس ..
تبچي عليه وتلطم الراس ..
واحبابه يمه تصعد انفاس ..
يلعن الله من سيس الساس ..
ضربوا الزهرة قوم لرجاس ..
وقادوا علي منكس الراس ..

وانچان فاطم جهزوها ..
حضرت الناس وشيعوها ..
كل أهل قم جوا ادفنوها ..
على اچتافهم ويلي احملوها ..
فاطم الزهرة روعوها ..
وبالباب ياشيعة اعصروها ..

طاحت على الأرض العفيفة ..
من بعد ماعقدوا السقيفة ..
قادوا علي منزوع سيفه ..
منه الباغي نال حيفه ..
ومن عصرهم صارت ضعيفة ..
وسفة على الزهرة العفيفة ..

مصيبة تراهي تهد لجبال ..
ماقصروا في جملة الآل ..
صاروا شتات يمين وشمال ..
تاليها فجعة سور لعيال ..
لحسين مرمي فوق لرمال ..
لا غسل لا اتچفن ولا انشال ..

زينب عليه تجذب الحسرة ..
تنادي ياريحانة الزهرة ..
مرمي ثلاثٍ فوق غبرة ..
والخيل داست فوق صدره ..
مأجور ياسيد العترة ..
قلبي انكسر ياهو اليجبره ..

خادم العترة ..
الشيخ الكوري
٨ ربيع الثاني ١٤٤١
يوم الخميس

في رثاء سيدتي المعصومة عليها السلام (ثلاث قصائد ١٤٤١هـ)

(١)

في رثاء السيدة المعصومة عليها السلام

ألا راكباً يَطوي المسافاتِ حاملاً
منَ الخطبِ ما ناءتْ بهِ كلُّ مهجةِ
إلى قبرِ موسى حاسرَ الرأسِ حافياً
عليهِ من الأحزانِ آيةُ صدمةِ
يقدَّمُ قبلَ الرجلِ دمعاً وخافقاً
دليلاً على أنَّ الهدى في رزيّةِ
وينعى إليهِ فاطماً بعدَ فاطمٍ
قضينَ الليالي في حنينٍ ولوعةِ
قضتْ مَنْ تُفدِّيها بنفسكَ سيدي
بكسرةِ قلبٍ للفراقِ وحسرةِ
فراقانِ ما مرَّا عليها سلامةً
فقد ذهبا بالعمرِ حتى المنيةِ
فراقُكَ أضنى يا أباها فؤادَها
وبعدُ الرضا آتٍ على كلِّ مقلةِ
تقولُ لهُ حاشاكَ تنسى شقيقةً
بطيبةَ لكنْ مذْ رحلتَ بغربةِ
يشقُّ عليها بل يشق فؤادَها
فراقُكَ يا عينِي وقلبي ومهجتي

تمت
سجاد البيابي
٩/٤/١٤٤١

(٢) في رحلة السيدة المعصومة عليها السلام

تبچي المدينه وتنتحب كل المحبين
يوم اللي شال وراح ظعن الطالبيين

من بني الكاظم كم بدر يزهر ابتمّه
والشوق حاديهم الى ثامن اليمّه
من راح للغربه ترك داره مظِلمه
وتبچي خواته واسمه رافق دمعة العين

والسيّده المعصومه ما بين المحامل
كنها العقيله وكم أخو كنّ ابوفاضل
لكن غريب احسينها والظعن شايل
ورايح يزوره ابغربته ويشكي له البين

الشوق حادي صار وافراقه نحلها
وايحس قلبها ابهالسفر قرّب أجلها
كم عدو يتربّص ابأخوتها واهلها
والخوف ما تلقى مغيث المستغيثين

هجموا عليهم في الطريق وروّعوهم
وعن فاطمه المعصومه كلهم شتّتوهم
اتقطّع قلبها امن الجرى وندْبت ابوهم
حيدر يغوث الينْدبك إنهض يبوحسين

إدرك اولادك والبنات الهاشميه
امصاب ويذكرني ابمصاب الغاضريه
ابحال العقيله عمتي وذيك المسيّه
واخوانها صرعى على الغبرا مطاعين

ابعزّه وكرامه امدلّـله ماني ابخرابه
وابهودجي مالوا إلى قم بالمهابه
الشيعه تتلقاني ابخدري وحجابه
آه اعلى عمّاتي سبايا للملاعين

وظلّت المعصومه عزيزه وبين شيعه
لكن قلبها ذاب من ذيك الفجيعه
وتتمنى لو جاها الرضا يطوي الوسيعه
يلقاها بفراش المنيّه اتجرّ لونين

اسهام المنيّه الناشبه من قوس لحزان
ما أدري منّ الشوق لو من فقد لخوان
يا صوره تتصورها من طبقت الأجفان
وجه الرضا لو صوره منّ امصيبة احسين

تمت
سجاد البيابي
٨/٤/١٤٤١

(٣) مع الزهراء وقصة المعصومة عليهما السلام

يا زهرا يا مظلومه
حضْري إلى المعصومه
حضري إلى المعصومه
يا زهرا يا مظلومه

قصتها قصة أحزان
منّ الصغر يا زهرا
غايب أبوها مسجون
يمتى يجي تنتظره
كنها العليله واحسين
ما يرجع امن السفره
ما رد ابوها سمّوه
واتلوّى منّ اسمومه

يا زهرا لو شفتيها
تسمع خبر والدها
ماتت أماني الرجعه
تبچي وصبر ما عدها
لبنيّه شيصبّرها
وذكرى الأبو شيردها
تذكر أبوها ايقلها
نفسي فدا المعصومه

يا زهرا ظلّت تبچي
ويمها الرضا ايسلّيها
ما ظنّته ايجيها ابيوم
ايودّعها وايخلّيها
يا زهرا كنها زينب
من ودّعت واليها
ايقلها الرضا ندبيني
يلدمعتچ مسجومه

راح وترك ذيك الدار
تبچي الأهلها الأمجاد
كلما طلع منها شاب
للغربه ليهم ما عاد
اشتاقت لخوها وطلعت
وحفّتها ذيك الآساد
ما وصّلت يا زهرا
المنّ الأخو محرومه

عدها أمل لكن مات
ويّا الرضا تتلاقى
بالسفره تلهج باسمه
اتقول اشكثر مشتاقه
ومن وصّلت قم لشراف
إخذت زمام الناقه
لا عجفى لا مهزوله
آه يا حسين ويومه

ظلّت عزيزه ما بين
شيعتها بنت الكاظم
تتعبّد وبالمحراب
ظلّت دمعها ساجم
تتذكّرچ يا زهرا
وتذكر عقيلة هاشم
زينب سبيّه وانتي
يمّ الحسن مهضومه

يا زهرا مثلچ ظلّت
تبچي ودمعها سچاب
تتذكر المعصومه
من توقف ابهالمحراب
وقفه إلچ مو وقفه
محنيّه من عصر الباب
حتى قضت وايقولون
يمكن قضت مسمومه
**
تمت
سجاد البيابي
٩/٤/١٤٤١

في رحاب أهل البيت عليهم السلام
……..
لطميه للسيدة معصومه عليهاالسلام
……
معصومة اتعنت واليها
وصلت قم يا ويلي اعليها
شو شافتهم حزنانين
……..
لمن سافر عنها الوالي
ذكرت سفر جدها احسين
ظلت تنحب تكتم همها
خافت من غدرات البين
ظلت تتنطر اخباره
تتسله ابدمعات العين
لن مكتوبه يوصلها
عن حالته يخبرها
يگلها لجيتج منتظرين
حضريني خويه ابهل الحين
……….
اللّٰــه يساعدها بمحنتها
من الرضا جاها اكتاب
حضريني خويه ايگللها
گلبي أمن السم يختي ذاب
صعبه بغربه خويه لوحدي
متغرب ماعندي اخباب
يختي بسرعه اتعنيني
بايدج بلجي اداويني
بلجن ياخويه اتلحگين
معصومه يانور العين
………….
معصومة بياحال اتعنت
رادت تحضر واليها
رادت توصل يمه اتشوفه
ولجبدته اتداويها
تدري لوحده ويصعب أمره
مشبوحه عينه اعليها
متغرب من ابلاده
وهلسمته حساده
خافت من غدرات البين
اومن عدها متعالي اونين
……….
اللّٰــه يساعدها لمعصومه
لمن وصلت بلده قم
شافت هلوادم حزنانه
وتنوح وتيجي وتلطم
ماتت ياويلي بساعتها
واندفن وياها الهم
اللّٰــه يساعد عمتها
لمن عافوها اخوتها
ظلوا علغبره امطاعين
لا تغسيل اولا تكفين
………..
جم شوغه وجم لوعه وغصه
هذا الزمن راواها
عافت اخوتها اعله الغبره
تدفنهم ما خلاها
شافت ضيم الما شايفته
ومشمته بيها اعداها
رأس احسين يضربونه
وحيدر علي ايشتمونه
وبس تجري دمعات العين
امصوبها بسهامه البين
………..
ظلت تذكر اخوتها
ماتو كلهم عطشانين
ماتشرب ماي إله اتخلطه
بحسرات ودمعات العين
تتذكر ظلت ولياها
فوگ الغبره بلا تجفين
مغصوبه راحت عنهم
ماخلوها اتظل يمهم
ظلو للخيل اميادين
تنحب وتنادي يحسين
……….
الحاجه ام إحسان
صرخه الأحزان ج 2
لطفاً لا تحذف اسم الشاعرة
………..

خطاب فاطمه المعصومه الأخير لأخيها الرضا عليهم السلام …

بالغـربه المـدامـع مرهملها
إذا عجـزت تلاگي مرهملها
مثل زينب ياخويه مرهملها
معصومه كفيل أمست سبيه

علي الأحـسائي

آه وا ويـــــلآه يالمعصــــومه
فاز من ينخاچ ينسى اهمومه

————— (١) —————

أمشي عالجمرات يا أخـت الرضا
و سهم جور الزمن ابگليبي مضى
ما يـرد غـيرچ إلي ســوء القــضا
غـير نظــره منـچ يا مهضــومه

————— (٢) —————

عندي سـيل امن الأماني يا طُهـر
و ظهري من ثقل المآسي منسكر
صرت أشوف الليل في عز الظهـر
و أنتي نجمـه بين كل انجـــومه

————— (٣) —————

مالي غـيرچ أنتخـي و أتوســل
رحمــة الله ابحضــرتچ تتمـــثل
آنــا ذاك الذي بالخطـــوات زل
و طول عمره خطوته ميشومه

————— (٤) —————

عن عقـيدة أنتي ليّ الملجــى
و إعـلى بابچ واقــف و أترجـى
دوم أسمچ بـ لسـاني ألهجـه
و الجوارح ليچ هم مفطـومه

————— (٥) —————

ما أكّـل عن نخـوتچ او لا أمّــل
لنچ أنتي بالشدد قــول و فعـل
أدري كل شـي ابيمينچ يمتثـل
و الحوايج تنقضي محتــومه

————— (٦) —————

يالغـريبه سكـني لوعــة غــربتي
احس طعم الغربه و آنا ابديرتي
حني يالمعصـومه إعلى حــالتي
حالي ايفت الصخـر ابغمـومه

————— (٧) —————

نخــوه نخـــوه يا شـبيهة فاطــمه
أخذيني بيــدچ طلــبتي يالعالــمه
و أقسم إعليچ بالضلوع لمهشمه
و بالصدر اليجري سـيل ادمومه

————— (٨) —————

دارت إعليــه المصـايب و الكــروب
او لا لقيت غير الاسى و الحزن ثوب
يا طُهـــر من نخــــوتچ لا ما أتـــوب
طول عمـري انتخـي المعصومه

فاطمة_المعصومة

نخوة

عبد مُحمد وآل مٌحمد / #مفضلحبيبالسهو
القطيف
١٠- ربيع الثاني – ١٤٤١


مجلس السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام:
المقدمة:
صَلّى اللهُ عَلَيكَ يَا رَسولَ اللهِ، وَعَلَى آلِك المَظلومِين…. اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِىِّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُخْتَ وَلِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُوسَى بْنِ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، سَيَّدَتِي يَا فَاطِمَة المُعْصومَة، أَسْأَلُ اللهُ أن يَرزُقنَا زِيارَتَكُم، ويُعَرِّفَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِى الْجَنَّةِ، وَيَحشُرَنا فى زُمْرَتِكُمْ وَيوْرِدنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ، لَعَنَ اللهّ الظّالمِينَ لَكُم لَعْنًا دائِمًا أبَدًا..

القصيدة: (في المعصومة)

تالله نـــــارُ الشوقِ مــا يُطفيها
إنْ لم يَزَلْ جمرُ النَّوى يُذكيهـــا

إنْ يسلِبِ الرُّوحَ المهنَّدُ، فالنَّـوى
في كـــــلِّ آنٍ حــــدُّهُ يَفريهـــــا

جــــارت عليها النَّائباتُ فشَتَّتَت
شمْلَ الأحبَّــــةِ بعد قتلِ أبيهــــا

وتجرَّعَت غُصصَ الأسى لو أنَّها
صُبَّت على الأيَّـــــام لا تُبقيهـــا

لولا الحنينُ لما نــــأت عن دارِها
دارٍ تَنَزَّلتِ المـــــلائـــــكُ فيهـــــا


رَحَلَت ونــارُ الشوق تُلْهبُ قلبَها
لِلقا الرِّضا مولى الأنــامِ أخيها

لكنَّ (سـاوةَ) بَدَّدَت آمـــــالهـــا
غَدَرَت بإخوتِهَا وَمَـــــنْ يَحمِيها

فَمَشَت إلى (قمٍّ) تجودُ بنَفْسِها
تبكي الحنينَ وعينُـــهُ تبكيهــــا

وصلت وكـان الكلُّ يرقُبُ رَحْلَهَا
واستُقبلت بالرَّحْبِ مِن أهلِيهــا

عاشت لأيـــــام قلائـلَ تشتكي
شوقاً وسُقماً وافتِقَـــــادَ ذَوِيها


لكنَّهـــــا كانت معـــزَّزةً فلــــم
تَرَ شـــــامِتاً بعيونِــــــهِ يرميها

وَمَضت ولكنْ لــــم يُسوَّدْ مَتْنُهَا
فَسِياطُ زَجْرٍ لم تكنْ تُؤذِيهــــــا

لمْ تُدِمِ مِعصَمَها القيودُ وما رَأَتْ
فوق الرِّمــاحِ يُشالُ رأسُ أخيها

لم تُسْبَ فوقَ العُجْفِ من نُوقِ العدا
كـــــلا ولا حُدِيَت بِسبِّ أبيهـــــا

الدر_العاملي

أبوذيات:
لسان حال المعصومة في شوقها لأخيها الرضا
عليهما السلام

چواني الشوق لإبن أمي وحنن
وعليه ادموعي لأجريها وحنن
اضلوعي بفرقته اتلون وحنن
انحنيت ودهري ما حنَّن عليه

قِطعت ادروب لابن امي وناجيت
لطِيُوفه ابغيبته أشكي وناجيت
فزعت لقاصدك والله وناجيت
وإلك باشواقي نادتني المنيه

قصيدة في شهادة السيدة المعصومة:

أوِّه بذكرى فاطمٍ أخـــــتِ الرِّضــــا
ودع السُّلوَّ وكنْ شجيّاً معرضــا

واذكر وفـــاهـا في المدينة عندمــــا
جاء الكتابُ معجِّلاً أنْ تنهضـــا

قامـــت تجدُّ السَّيرَ يحدو ظعْنها
شوقٌ رسيسٌ للرَّضيِّ المرتضــــى

تطوي الفيافي في الظلام وعينهــــا
تأبى إذا حلَّ الضُّحى أنْ تغمضــا

حـــتَّى إذا اقتـــربتْ لقُمٍّ يــــا لهـــا
دهـــــياءَ منها العرشُ طاحَ وقُوِّضـا

قالـــــوا بأنَّ شقيقهــــــا وحبيبهــــــا
واحسرتاه بدارِ غُربتهِ قضـــــى

لم تصطبر والصَّبـــر كلَّ لرزئها
نحلت وذابت بالمصـابِ لتمرضا

فقضــتْ بغصَّــــتها وَلَــوْعةِ قَلْبِها
تشكو أسىً بينَ الأضالعِ كالغضا

آه لهــا سمعــــــت بموتِ وليِّهـــــــا
فمضتْ إليهِ بعدما عنها مضــى

أسفـــــــاهُ للحوراءِ ما سمِعـــــتْ بهِ
لكنْ عفيراً عاينتهُ مُرضرضــــا

لهفي لها وهْيَ المُخدَّرةُ التــــــي
شاء الزَّمانُ بكربلا أنْ تركضــا

خرجت إلى جسمِ الحسيـــنِ وَلَمْ تَعُدْ
إلّا ومما نــابـه اسودَّ الفضــــــا

فبكى عليه الكونُ دمعــــــاً أحمـــراً
لمّا رآه ورأســـه الدامي أضــــا

ومضوا بهـــــا بعد الوليِّ أسيــــــرةً
لتُرى أمامَ الظَّالمينَ وتُعرضــــا

علي عسيلي العاملي

أبوذيات:
لسان حال المعصومة في شوقها لأخيها الرضا عليهما السلام..

يخويه صرت كلّي جرح ودّيت
والك ويهّ النسيم اشواگ ودّيت
اجاني الموت گبل الموت ودّيت
اشوفك يالرضا بذيچ المسيّه

فجيعه الأرض والعليا عمتها
ومدامع حزني لعيوني عمتها
معصومة مثل زينب عمتها
ولا واحد حضرها بالمنيّه
…فراس المحمّداوي….

المحاضرة: سيرتها عليها السلام

عظم الله أجورنا واجوركم أيها المواسون الكرام بذكرى شهادة سيدتنا ومولاتنا كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة عليها السلام..

•اسمها ونسبها:
هي السيّدة الجليلة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ السجاد بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام…
وهي بنت وليّ الله وأخت وليّ الله وعمّة وليّ الله -كما جاء في زيارتها- (اي أنها أخت الرضا، وعمة الجواد عليهما السلام)

•والدتها:
فاطمة عليها السلام تشترك مع شقيقة الإمام الرضا عليه السلام بنفس الأم وهي السيدة تكتم عليها السلام.

وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها. تقول السيّدة حميدة المصفّاة لولدها الإمام الكاظم عليه السلام: “يا بنيّ إنّ تكتم جارية ما رأيت جارية قطّ أفضل م

نها ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيطهّر نسلها إن كان لها نسل وقد وهبتها لك فاستوصِ بها خيراً”. ولمّا ولدت الإمام الرضا عليه السلام سمّاها الإمام الكاظم عليه السلام بالطاهرة وقد كانت من العابدات القانتات لربّها.
[سلسلة مجالس العترة غريب خراسان ص 22- 24.]

•ولادتها ووفاتها:
ولدت في المدينة المنوّرة في غرّة شهر ذي القعدة الحرام سنة 173 للهجرة.

توفيت ولم تكن متزوجة لأنه كما جاء في الروايات لم يعثر اخوها الرضا عليه السلام على كفؤٍ لها ممن تقدم لخطبتها، وقد كان لها عليها السلام من العمر حين وافتها المنية ثمانية وعشرون سنة في قمّ سنة 201 للهجرة وذلك في العاشر من ربيع الثاني، وقيل: في الثاني عشر منه.
ومزارها في قمّ المقدّسة، وله قبة ذهبية تناطح السحاب عُلوًّا..

• التسمية بفاطمة:
اهتمّ الأئمّة عليهم السلام باسم فاطمة لأنّه اسم جدّتهم الصدّيقة الكبرى سيّدة نساء العالمين صلوات الله عليها ولذا نراهم سمّوا بناتهم بهذا الاسم وأوصوا بالتسمية به حيث ورد: (لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم فاطمة.)

• نشأتها ومقامها:
لم يكن في ولد الإمام الكاظم عليه السلام مع كثرتهم بعد الإمام الرضا مثل هذه السيّدة الجليلة وقد قيل في حقّها: (إنّها) رضعت من ثدي الإمامة والولاية، ونشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة..تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السلام، لأنّ أباها الإمام الكاظم عليه السلام قد سجن بأمر الرشيد لذلك تكفّل أخوها رعايتها ورعاية أخواتها ورعاية كلّ العوائل من العلويّين التي كان الإمام الكاظم سلام الله عليه قائماً برعايتهم..

ويظهر من الروايات أنّ فاطمة هذه كانت عابدة مقدّسة مباركة شبيهة جدّتها فاطمة الزهراء عليها السلام, وأنّها على صغر سنّها كانت لها مكانة جليلة عند أهل البيت عليهم السلام.

• سبب شهرتها بالمعصومة:
وقد اشتهرت هذه السيّدة الجليلة بلقب المعصومة حتّى باتت تعرف به وانّ ذلك يعود لطهارتها وعصمتها عن الذنوب، فإنّ العصمة على قسمين، عصمة واجبة كالتي ثبتت للأئمّة المعصومين عليهم السلام، وعصمة جائزة تثبت لكبار أولياء الله تعالى المقدّسين المطهّرين عن الذنوب.

• فاطمة الشفيعة وجزاء زوارها ومحبيها الجنة:
ولمنزلتها العظيمة ومقامها الرفيع عند الله تعالى أُعطيت الشفاعة، فعن القاضي نور الله التستريّ قدّس الله روحه في كتاب “مجالس المؤمنين” عن الصادق عليه السلام أنّه قال: “إنّ لله حرماً وهو مكّة، ألا إنّ لرسول الله حرماً وهو المدينة، ألا وإنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ألا وإنّ قمّ الكوفة الصغيرة ألا إنّ للجنّة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قمّ، تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى، وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنّة بأجمعهم”. [المجلسيّ: بحار الأنوار ج 57 ص 22]
وإن ثواب زيارتها كثواب زيارة أخيها الرضا عليه السلام حيث قال:
(من زار المعصومة بقم كمن زارني)
[رياحين الشريعة]

وقد قال الإمام الجواد عليه السلام:
(من زار قبر عمتي في قم فله الجنة)
[بحار الأنوار]

وفي ذلك قال الشاعر:
يا بِنْتَ مُوسَى وَابْنَـةَ الأَطْهــارِ أُخْتَ الرِّضـا وَحَبِيبَةَ الجَبَّــار
يـــا دُرَّةً مِنْ بَحْرِ عِلْمٍ قَدْ بَدَت لِلَّهِ دَرُّكِ وَالعُــلُوِّ السَّــــارِي
أَنْتِ الوَدِيعَةُ لِلإمامِ عَلَى الوَرَى فَخْرِ الكَرِيمِ وَصَاحِبِ الأَسْرارِ
لا زِلْتِ يا بِنْتَ الهُدى مَعْصُومَةً مِنْ كُلِّ ما يَرْتَضيــهِ البـــارِي
مَنْ زَارَ قَبْرَكِ في الجِنــانِ جَزاؤُهُ هَذا هُوَ المَنْصُوصُ في الأَخْبارِ.

• العالمة “فداها أبوها”:
نقل بعضهم عن المرحوم السيّد نصر الله المستنبط عن كتاب كشف اللآلي لابن العرندس الحلّي أنّ جمعاً من الشيعة دخلوا المدينة يحملون بحوزتهم عدّة من الأسئلة المكتوبة قاصدين أحداً من أهل البيت عليهم السلام وصادف أنّ الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام كان في سفر والإمام الرضا عليه السلام كان خارج المدينة. وحينما عزموا على الرحيل ومغادرة المدينة تأثّروا وأصابهم الغمّ لعدم ملاقاتهم الإمام عليه السلام وعودتهم إلى وطنهم وأيديهم خالية.

ولمّا شاهدت السيّدة المعصومة غمّ هؤلاء وتأثّرهم -وهي لم تكن قد وصلت إلى سنّ البلوغ آنذاك- قامت بكتابة الأجوبة على أسئلتهم وقدّمتها لهم. وغادر أولئك الشيعة المدينة فرحين مسرورين والتقوا بالإمام الكاظم عليه السلام خارج المدينة، فقصّوا على الإمام عليه السلام ما جرى معهم وأروه ما كتبته السيّدة المعصومة سلام الله عليها فسرّ الإمام عليه السلام بذلك وقال: “فداها أبوها”.

• كريمة أهل البيت عليهم السلام:
وهذا لقب اشتهرت به سلام الله عليها وهناك قصّة منقولة عن السيّد محمود المرعشيّ ورد فيها هذا اللقب وحاصلها: أنّه كان يريد معرفة قبر الصدّيقة الزهراء عليها السلام, وقد توسّل إلى الله تعالى من أجل ذلك كثيراً، حتّى أنّه دأب على ذلك أربعين ليلة من ليالي الأربعاء من كلّ أسبوع في مس

جد السهلة بالكوفة، وفي الليلة الأخيرة حظي بشرف لقاء الإمام المعصوم عليه السلام، فقال له الإمام عليه السلام: “عليك بكريمة أهل البيت”، فظنّ السيّد محمود المرعشيّ أنّ المراد بكريمة أهل البيت عليها السلام هي الصدّيقة الزهراء عليها
اسلام فقال للإمام عليه السلام: جعلت فداك إنّما توسّلت لهذا الغرض، لأعلم بموضع قبرها، وأتشرّف بزيارتها، فقال عليه السلام: “مرادي من كريمة أهل البيت قبر السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام في قمّ..” وعلى أثر ذلك عزم السيّد محمود المرعشيّ على السفر من النجف الأشرف إلى قمّ لزيارة كريمة أهل البيت عليها السلام.

• فاطمة الراوية والمحدّثة:
كانت السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليهما السلام عالمة محدّثة راوية، حدّثت عن آبائها الطاهرين عليهم السلام، وحدّث عنها جماعة من أرباب العلم والحديث، وأثبت لها أصحاب السنن والآثار روايات ثابتة وصحيحة من الفريقين الخاصّة والعامّة.

● من كرامات السيّدة المعصومة عليها السّلام:

▪الكرامة الأولى:
نقلت مجلّة «كوثر» الشهريّة في عددها الأوّل واقعة فتاة من مدينة «بِهْشَهر» تدعى فاطمة، ألمّ بها داء عُضال. صحبها أبوها إلى الطبيب المختصّ دون جدوى، ثمّ ساءت حالتها فاضطرّ أبواها إلى حجز سرير لها في مستشفى «ساسان» في العاصمة «طهران»، وتقرّر أن ترقد في المستشفى المذكور في اليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك.
اقترحت والدة فاطمة ـ وهي امرأة علويّة من نسل أمير المؤمنين عليه السّلام ـ على زوجها أن يذهبا بابنتهما إلى قمّ خلال ليالي القدر، ويتوسّلا إلى الله تعالى بالسيّدة المعصومة، عسى أن يمنّ الباري على ابنتهما ـ التي كانت تذوب أمام أعينهما كالشمعة ـ بالشفاء. كانت حالتها قد بلغت حدّاً عجزت معه عن السير، وفقدت الرغبة في الطعام.
حَلّ الأبوان في فندق قريب من حرم السيّدة المعصومة في اليوم التاسع عشر من شهر رمضان، فأمضيا ليلتهما ـ ومعهما ابنتهما العليلة ـ في حرم السيّدة. ثمّ جاءت الليلة الحادية والعشرون، ليلة شهادة مولى المتّقين أمير المؤمنين عليه السّلام، فذهبا إلى الحرم المطهّر وشاركا أفواج المؤمنين المحزونين الوالهين في إقامة مراسم العزاء في هذه المناسبة. بعدها عادا إلى الفندق، فتناوبا تلك الليلة على رعاية ابنتهما التي كانت حالتها قد ازدادت سوءاً.
وحلّ الفجر، وطرق سمعهما صوت المؤذّن لصلاة الفجر من مئذنة الحرم الشريف، فأيقظا ابنتهما ليصحباها ـ وللمرّة الأخيرة ـ لزيارة بنت الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام، قبل نقلها إلى طهران لبدء العلاج.
احتضن الأب ابنته، وجاء بها إلى الصحن، وأرقدها بجوار الضريح المقدّس، وعكف على صلاته وتضرّعه، وانصرفت الأم إلى القسم الخاصّ بالنساء لأداء فريضة الصلاة، ولتتوسّل بالسيّدة المعصومة. وتأمّلت الفتاة بعينيها الغائرتَين الضريحَ المقدّس في صمت، ثمّ استولى عليها النعاس فأخلدت إلى النوم.
عادت الأم لتتفقّد حال ابنتها، وقرع الآذانَ صوت المكبّر في صلاة الجماعة، فاستيقظت الفتاة ونهضت قائمة!
تساءلت الأم في فزع: ما بالك ؟!
قالت الفتاة: أريد زيارة السيّدة!
ثمّ تعلّقت بشبّاك الضريح النوراني بيدَين نحيلتين معروقتين، وأغرقته بقبلاتها، ثمّ التفتت إلى أمّها واستأذنتها بالذهاب خارجاً لشرب الماء، فأشارت إليها الأمّ ـ وقد هيمن عليها الجوّ الروحيّ العجيب لحرم السيّدة ـ أن تذهب.
أنهى الأب صلاته وعاد ليجد موضع ابنته خالياً، سأل زوجته عنها فأخبرته أنّها ظمأى، ذهبت لتشرب شيئاً من الماء. اتسعت عينا الأب في ذهول، ثمّ هرع الأبوان إلى الصحن ليُعاينا ابنتهما تقف إلى جانب الحوض، وقد انحنَتُ فجمعتْ شيئاً من الثلج الذي يكسو أرض الصحن المطهّر في ذلك الجوّ الشتائي. أسرع الأبوان إليها بأقدام حافية، فاحتضناها وعادا بها إلى حرام السيّدة المعصومة عليها السّلام، ليشكرا الله سبحانه على ما منّ به على ابنتهما ببركة بنت موسى بن جعفر عليه السّلام، ولم يكن ثمّة حاجة للذهاب إلى طهران ولا للمعالجة، فقد حصلا على شفاء ابنتهما من دار الشفاء الخاصّة بكريمة أهل البيت عليهم السّلام( مجلّة «الكوثر»، قم ـ العدد الأوّل ص 48 ـ 51 ).

▪ الكرامة الثانية:السيّدة تُدرك زوّارها
نُقل عن المرحوم آية الله السيّد المرعشي النجفي أنّه قال:
أرِقتُ ليلةً من ليالي الشتاء القارس، ففكّرت في الذهاب إلى حرم السيّدة المعصومة لزيارتها. ثمّ إني فظنتُ إلى أنّ الوقت لا يزال مبكّراً، وما تزال أبواب الصحن الشريف مغلقة. فعدتُ أحاول النوم واضعاً يدي تحت رأسي، خشيةَ أن أستغرق في نوم عميق، فشاهدت في عالم الرؤيا السيّدة المعصومة سلام الله عليها وهي تهتف بي: انهض وتعالَ إلى الحرم فأدرِكْ زوَاري الواقفين خلف أبواب الصحن، فانّهم أشرفوا على الهلاك من شدّة البرد!
قال السيّد: نهضت وارتديت ملابسي على عجل، وأسرعت إلى الصحن الشريف، فشاهدت مجموعة من الزوّار الباكستانيين بملابسهم المحليّة الخاصّة وهم في حالة يُرثى لها، يرتجفون خلف باب الصحن من شدّ

ة البرد. طرقت الباب، فعرفني أحد خدّام الحرم ـ واسمه الحاج حبيب ـ ففتح الباب، فوردت الصحن مع اُولئك الزوّار الذين هرعوا لزيارة السيدة، في حين توضّأت أنا وانصرفت إلى أداء الصلاة والزيارة( كرامات معصوميّه»، علي أكبر مهدي بور 126 و 127 ).

▪ الكرامة الثالثة:السيّدة تغيث أحد الزوّار المهاجرين
نقل مؤلّف «كرامات معصوميّه» عن أحد المهاجرين العراقيين القاطنين في مدينة قم المقدّسة أنّ والدته أُصيبت بمرض خطير، وأنّه دار بها على الأطبّاء، فلم يحصل على نتيجة، ناهيك عن الأدوية النادرة التي كانوا يصفونها لحالتها، فيعسر على هذا المهاجر توفيرها. يقول هذا الأخ:
حَدَث يوماً أن وُصف لي طبيب حاذق، فاصطحبت والدتي له، فعاينها ووصف لها علاجاً. ثمّ إني عُدت بوالدتي إلى البيت، وبدأت بحثي عن الدواء الذي وصفه لها، فما وجدته إلاّ بعد عناء ومشقّة عظيمة. ولمّا كنت في طريقي إلى المنزل، وقع بصري على القبّة المقدّسة للسيّدة المعصومة سلام الله عليها، فأُلهم قلبي زيارتها والتوسّل بها إلى الله تعالى، فدخلت الحرم المطهّر، وألقيت بالأدوية جانباً، وخاطبت السيّدة بلوعة وحُرقة: يا سيّدتي، لقد كنّا في العراق نلجأ إلى أبيكِ باب الحوائج في كلّ شدّة وعُسر، ونستشفع به إلى الله تعالى في قضاء حوائجنا، فلا نعود إلاّ وقد تيسّر لنا عسيرُها؛ وها نحن لا ملجأ لنا هنا إلاّكِ، وها أنا سائلُك أن تشفعي في شفاء أميّ ممّا ألمّ بها.
قال: ولقد منّ الله تعالى على والدتي بالشفاء في نفس ذلك اليوم ببركة بنت موسى بن جعفر عليها السّلام، فاستغنينا عن الدواء
(« كرامات معصوميّه» 116 ـ 117).

▪الكرامة الرابعة: مع حمزة الاذربيجانيّ
بعد انحلال الاتحاد السوفيتي وانقسامه إلى دول عديدة، فُتحت أبواب السفر بين إيران وجمهورية آذربيجان، فصمّم عدد من مسؤولي الحوزة العلميّة في قمّ على السفر إلى آذربيجان لاختيار عدد من شبابها اللائقين، لدعوتهم للمجيء إلى قم لدراسة العلوم الإسلاميّة، من أجل أن يكونوا في المستقبل مبلّغين في بلادهم يسدّون الخلل الموجود في التثقيف الإسلامي في تلك البلاد، ذلك الخلل الذي سبّبه الحكم الشيوعي الظالم هناك.
وفي «نخجوان» التقَوا بشاب يُدعى «حمزة» طلب منهم السماح له بالسفر إلى قمّ للدراسة في حوزتها، فاعتذر منه أولئك المسؤولون، لأنّ من شروط الاختيار سلامة أعضاء بدن الفرد، وكانت إحدى عيني «حمزة» معيوبة لا تبصر، وكان عيبها ظاهراً للعيان، وبطبيعة الحال فإنّ وجود نقص عضويّ ظاهر لدى الفرد المبلّغ ربّما يؤثّر سلباً في مدى تجاوب الناس معه.
ذرف «حمزة» الدموع سِخاناً، وتساءل: لماذا أُحرم من هذه النعمة مع وجود الرغبة الشديدة للتعلّم لديّ ؟! أصرّ والده أيضاً على قبوله لئلاّ يَترك رفضُه أثراً سيّئاً في نفسيّته، فلم يجد المسؤولون بُدّاً ـ تحت تأثير العاطفة الإنسانيّة ـ من قبوله.
عادوا ومعهم حمزة مع عدد من الشبان المتطوّعين للدراسة، وجرى في العاصمة استقبال لهؤلاء الشباب الآذربيجانيين المتحمّسين، وصُوّرت تفاصيل ذلك الاستقبال وفي ضمن تصوير الفلم عمد أحد المصوّرين ـ لسببٍ ما ـ إلى التركيز على عين الشاب حمزة المطفأة، فركّز عدسته عليها وقرّبها عدّة مرّات خلال مراسم الاستقبال.
بعدها ذهب أولئك الشباب إلى الحوزة العلميّة في قمّ، وتمّ إسكانهم في إحدى المدارس الدينيّة، فسُلّم مسؤول تلك المدرسة نسخة من فيلم من تلك المراسم ليحفظه في أرشيف المدرسة.
وحصل في أحد الأيّام أن عرض مسؤول المدرسة ذلك الفلم في قاعة المدرسة أمام أولئك القادمين الجدد، كنوع من أنواع الترفيه عنهم، فإذا باولئك الشباب ـ وكانت أعمارهم صغيرة نسبياً ـ يقهقهون ويتضاحكون كلّما ركّزت عدسة المصوّر على عين «حمزة»، حتّى أحس صديقهم «حمزة» في تلك الجلسة بالضعة والهوان، وأضحت الحياة تافهة أمام عينيه، فصمّم على جمع لوازمه والعودة إلى بلده، لأنّه أدرك أنّه سيغدو أضحوكة لهؤلاء الشباب الصغار.
نهض «حمزة» ليتشرّف بالذهاب إلى الحرم المطهّر للسيّدة المعصومة سلام الله عليها بقلب منكسر، فذرف دموعه بحرقة، وناجاها بلوعة: يا بنت باب الحوائج، لقد قطعتُ مئات الأميال من أجل أن أدرس تحت ظلالك، فأُصبح مبلّغاً لديني، لكنْ لا طاقة لي على تحمّل كلّ هذا التحقير والاستهزاء، وها أنا أُجبر على العودة إلى بلدي ومدينتي، فأُحرم من نعمة مجاورة حرمك!
وهكذا باح للسيّدة كريمة أهل البيت بمكنونات قلبه، وما انعقد عليه ضميره، ثمّ نهض وفي الحلق شجى، وفي القلب حزن وأسى، فودّع السيّدة المعصومة الوداع الأخير، وملأ من منظر ضريحها النوراني وقبّتها المتلألئة بصره، وعاد أدراجه إلى المدرسة.
لكنّه لم يخطُ خارج الصحن الشريف إلاّ خطوات قليلة، حتّى صادف أحد زملائه في الدراسة، فسلّم عليه حمزة، فردّ عليه السّلام باستغراب وكأنّه لا يعرفه! فناداه حمزة باسمه، فعاد يتأمّل وجه حمزة في حيرة واندهاش، فناداه وتساءل: أأنت يا حمزة ؟!
فأجابه: نعم، ولكن ما الأمر؟
فردّ: فما بال عينك ؟!
ففطن حمزة ـ ويا للفرحة! ـ

أنّ عينه المطفأة المحزونة قد شُفيت ببركة السيّدة المعصومة عليها السّلام، وأدرك أن كريمة أهل البيت لم تمسح بيدها على قلبه الحزين وتُعيد إليه كرامته واحترامه فحسب.. بل إنّه سيعيش إلى جوارها كفرد عزيز فخور، وأنّه سيُعَدّ عند عودته إلى آذربيجان أحدى معجزات أهل البيت الأطهار عليهم السّلام في تلك الديار.
حمزة في الوقت الحاضر أحد طلبة الحوزة العلمية في قمّ، يشترك في المجالس والمحافل ويشرح قصّته بحماسة وشغف كبيرَين، ويبدي شكره وامتنانه العميقين لكريمة أهل البيت عليها السّلام.
وهناك أكثر من مائة طالب آذربيجانيّ يشهدون على هذه الواقعة، فضلاً عن الفلم المسجّل الموجود في أرشيف المدرسة(« كرامات معصوميّه» 201 ـ 204 ).

• هجرة المعصومة إلى إيران:
مضت سنة على سفر الإمام الرضا (عليه السلام) إلى مرو، وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)في المدينة حرموا من عزيزهم الذي كانوا يستشعرون الرحمة واليمن بجواره، ولم يكن يُهدأ روعهم شيء سوى رؤيتهم للإمام المعصوم (عليه السلام).
السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)كبقية إخوتها وأخواتها قل صبرها وكانت تئنّ كل يوم للوعة فراق أخيها الرضا (عليه السلام).
في هذه الأيام كتب الإمام (عليه السلام)رسالةً مخاطباً أخته السيّدة المعصومة (عليها السلام)، وأرسل الرسالة بيد أحد خدامه إلى المدينة المنوّرة بأقصر زمان ممكن، ثم (عليه السلام) دلّ الرسول على منزل أبيه حيث تسكن أخته المعصومة لكي لا يسأل شخصاً آخر عن منزل الإمام الكاظم (عليه السلام).
وصل مبعوث الإمام إلى المدينة المنورة وامتثالاً لأمر الإمام (عليه السلام) سلم الكتاب إلى السيدة المعصومة. وعلى الرغم من أننا لا نعرف شح أجج نار الشوق في أهله وأقربائه. ومن هنا قررت السيد المعصومة وبعض إخوة الإمام وأبناء إخوته أن يتحركوا نحو (مرو) ليلتحقوا بالإمام (عليه السلام).
وبسرعة جهّزت عدّة واستعدت القافلة للسير، وبعد التزويد بالماء وأسباب السفر تحركت القافلة من المدينة إلى مرو.
كان في هذه القافلة السيّدة فاطمة المعصومة ويرافقها خمسة من إخوتها، هم: فضل، جعفر، هادي، قاسم، وزيد. ومعهم بعض أبناء إخوة السيّدة المعصومة إضافة لبعض العبيد والجواري .
تحرّكت قافلة عشاق الإمام الرضا (عليه السلام)، ولم تتوقف عن المسيرة برهة سوى في المنازل الضروية للصلاة والغذاء والاستراحة، مخلفة هضاب الحجاز وصحاريه وراءها مبتعدةً يوماً فيوماً عن مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
السفر في صحاري الحجاز كان صعباً للغاية حتى إن الإبل أحياناً كانت تستسلم للعجز وتتقاعس عن المسير، فكيف بالمسافرين الذين لا بد لهم أن يذهبوا إلى مرو. لكن نور الأمل ولقاء الإمام كان يشرق في قلوب أهل القافلة ويحثهم على متابعة السير وسط رمال وأعاصير الصحراء.
في تلك الأيام، كان خطر اللصوص وقطّاع الطريق يهدّد كل مسافر، ويخلق له مشاكل كثيرة. وإذا هجموا على قافلة لا يبقى لأحد أمل في مواصلة السفر، وأقل ما يفعلونه نهب الأموال والمجوهرات والدواب. وإلا ففي كثير من الحالات يقتلون أعضاء القافلة لسرقة أموالهم. وهذا الخطر كان يهدد فاطمة المعصومة (عليها السلام)ومرافقيها، لكنهم توكّلوا على الله تعالى واستمروا بالسير، ويوماً فيوماً كانوا يقتربون من المقصد.
مرّت الأيام والليالي وقافلة قاصدي الإمام الرضا (عليه السلام)خلفت صحراء الحجاز وراءها ولم يبق لها شيء دون الوصول إلى أرض إيران.
وعناء السفر كان يرهق السيدة المعصومة، إلى جانب عناء الطريق ومشاقه على شابة كالمعصومة، ولكنها لشدة ولهها وشوقها إلى زيارة أخيها كانت مستعدة لتحمل أضعاف هذا العناء.
كانت السيّدة في طريقها دائماً تتصور الوجه المشرق للإمام الرضا (عليه السلام)وتتذكر الأيام التي قضتها في المدينة، ولأنها ترى أن عينها ستقرّ برؤيته، فإنها كانت مسرورة جداً.

انتهت المرحلة الصعبة من هذا السفر، وأخيراً وصلت القافلة إلى أراضي إيران، وهنا عليها أيضاً أن تواصل السفر واجتياز المدن والقرى واحدة بعد أُخرى .

وأخيراً وصلت القافلة إلى مدينة ساوة. وهناك مرضت السيّدة المعصومة مرضاً شديداً بحيث لم تقدر على مواصلة المسير. هذا السفر الطويل المتعب من المدينة المنورة إلى ساوة كان قد أضعف بدنها، إلا أن شدة المرض هي الأُخرى أنحلت جسمها وأشحبت لونها.
هل إن أخت الإمام الرضا (عليه السلام)تستطيع في هذه الحال أن تكمل سفرها لتزور أخاها العزيز في مرو؟ وهل تستعيد عافيتها وتواصل السفر لتلتقي أخاها العزيز في مرو؟ هذه أسئلة كانت تشغل فكر السيّدة المعصومة وتزيد من قلقها.
وعلى أية حال، قررت السيّدة بعد ذلك الذهاب إلى (قم) ، فسألت من معها: (كم بيني وبين قم؟) أجابوها: عشرة فراسخ. ـ أي خمسة وخمسون كم تقريباً ـ وعند ذلك أمرتهم بالتوجه إلى قم .
كانت قم آنذاك ملجأ الشيعة، مع أن مذهب التشيع لم يكن شائعاً في إيران، لكن سبب هجرة الأشعريين العرب من الكوفة إلى قم جعلتها مدينة شيعية وجميع ساكنيها من محبي أهل بيت الرسول (صلى

الله عليه وآله وسلم).
وقد هاجر الأشعريون إليها بسبب ظلم عمال بني أمية الذين تجاوزوا الحد في عداوتهم لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ولشيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)ـ قد هاجروا من الكوفة وسكنوا هنا وبنوا مدينة قم وأسسوها.
وعن أبى الحسن الأول (عليه السلام) قال: «قم عش آل محمد ومأوى شيعتهم…». «بحار الأنوار»، ج 57، ص.214

و كذلك عن الصادق(عليه السلام): «إذا أصابتكم بلية وعناء فعليكم بقم، فإنه مأوى الفاطميين ومستراح المؤمنين…». «بحار الأنوار»، ج 57، ص.215

ولما بلغ خبر وصول السيّدة المعصومة إلى ساوة ومرضها هناك إلى أهل قم، أجمع كل أهل المدينة أن يذهبوا إلى السيّدة ويطلبوا منها الإقامة في قم. ولكن ذهب (موسى بن خزرج) ممثلاً من أهالي قم إلى بنت الإمام الكاظم (عليه السلام)وأخبرها برغبة القميين وفرط اشتياقهم لزيارتها، وأجابت السيدة المعصومة طلبهم وأمرت بالحركة نحو قم.
أخذ موسى بن خزرج زمام ناقة السيدة المعصومة (عليها السلام)مفتخراً، وقادها إلى المدينة الّتي كانت تنتظر قدوم أخت الإمام الرضا (عليه السلام)حتى وصلت القافلة إلى بداية مدينة قم.

وفاة ودفن السيّدة المعصومة (عليها السلام):
وصلت قافلة السيّدة المعصومة إلى مدينة قم، واستقبلها الناس بحفاوة بالغة، وكانوا مسرورين لدخول السيّدة ديارهم.
وكان موسى بن خزرج ذا يسر وبيت واسع، فأنزل السيّدة في داره وتكفل بضيافتها ومن برفقتها. واستشعر موسى بن خزرج فرط السعادة بخدمته لضيوف الرضا (عليه السلام)القادمين من مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). وهيأ لهم كل ما يحتاجونه بسرعة.
ثم اتخذت السيّدة فاطمة المعصومة معبداً لها في منزل موسى بن خزرج لكي تبتهل إلى الله وتعبده وتناجيه وتشكو إليه آلامها وتستعينه على ما ألم بها. وما زال هذا المعبد باقياً إلى الآن يسمى بـ (بيت النور) .
أقلق مرض السيدة المعصومة مرافقيها وأهالي قم كثيراً، مع أنهم لم يبخلوا عليها بشيء من العلاج، إلا أن حالها أخذ يزداد سوءاً يوماً بعد
يوم، لأن المرض قد تجذر في بدنها الشريف.

الدخول في المصيبة:
وفي الثاني عشر من ربيع الثاني 201 هـ .

آااه… آااه..
وفي العاشر من ربيع الثاني “أو الثاني عشر منه على قول” 201 هـ اشتدَّ مرض سيدتنا ومولاتنا المعصومة (وفي رواية ان بعض ناصبي العداء لأهل البيت عندما عرفوها نزلت في قم وهي ابنة الكاظم واخت الرضا وعمة الجواد الجليلة العالمة دعوها إلى الطعام ودسوا لها السم)، آااه.. واويلاه عليها تأنُّ من وجعها الذي وصل إلى ذروته، لكن وجعها الأكبر كان بعدم رؤيتها لأخيها الرضا عليه السلام ولسان حالها

اشتاقيت لإبن امي الرضا واشتاقت الروح
وافراقه عذبلي القلب هيَّجلي لجروح
قطعيت دربي والألم هل بيه ايبوح
للشوق بضلوعي دمع وأوجاع وونين

ونييت من شوقي إله واذكرت الأيام
حنيت واجروح القلب صوبتني بسهام
لإبن أمي هلت دمعتي ودلالي بِيه هام
وامشيت كل هذا الدرب انشد علحنين

قطعيت دربي بالأمل أترجى ألقاه
من فرقته ذاب القلب عذبني فرقاه
كلشي لزماني حسبت إلا اللي سواه
خلاني بالحسره أجي وأتلقه للبين

حتى عرق جبينها، وهدأ انينها، اسبلت يديها ورجليها وفاضت روحها الطاهرة إلى ربها، أين المنادي واسيدتاااه.. وا فاطمتاااه.. وامعصومتااااه… آااه..آااه… ، فصار الناس في عزاء لفقدها وحملوها الى قبرها، وقبل أن ينزلوها فيه ظهر فارسان منقّبان من جهة القبلة واقتربا من الجنازة، وبعد الصلاة عليها حملها احدهما وأدخلها القبر وتناولها الآخر الذي كان داخل القبر. وبعد اتمام دفنها ركبا فرسيهما وابتعدا من غير أن يتفوّها بكلمة. ولعلّ هذين الفارسين هما الامامان الرضا والجواد (عليهما السلام)

فاطمه المعصومه قضت في قم غريبه
والناس طلعت بالبچا العظم المصيبه

طلعوا اهل قم يجذبوا اعليها الحسرات
يبچوا عليها ويلطموا منهم الهامات
ينادوا يبنت الكاظم اللي في السجن مات
وقم باهلها مزلزله لجل النجيبه

مابين ماهم في بچاهم والعزيه
والا بواحد اقبل النعش الزچيه
بيده رفعها ودمعته بخده جريه
في القبر واراها وعلا منه نحيبه

جاها ونزلها ابقبرها ويهمل العين
سلمي يمعصومه اعلى مكسورة الضلعين
سلمي على عمنا الحسن واعضيده حسين
جدنا الذي جثته ابدم قلبه خضيبه

سلمي يمعصومه على امچ الزهرا
وقولي اخيي مانسى ضلعج وكسره
وبلغي سلامي الداسته من الخيل عشره
ولاتنسي اللي شافته ابحر التريبه

آه يا زينب.. حر قلبي لمولاتنا زينب عليها السلام…
● فالمعصومة سافرت بطول المسير لكن:
• لم تُأخذ اسيرة
•لم يضربوها بالسياط
• لم يقيدوها بالحبال
•لم ينظروا إليها بشماتة وذل وهوان

● المعصومة دخلت مكرمة إلى قم واستقبلها أهلها بالكرم، لكن زينب دخلت إلى الكوفة والناس تناديها بالخارجية وقد دخلت على مجلس الطاغي يزيد

● المعصومة بقيت تبكي شوقًا لأخيها وماتت، لكن زينب ابيض شعرها لما رأت أخيها عطشانًا محزوز الرأس مرمًى بحر الشمس بلا تكفين ولا دفن وماتت باكيةً على مصابهمجلس السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام:
المقدمة:
صَلّى اللهُ عَلَيكَ يَا رَسولَ اللهِ، وَعَلَى آلِك المَظلومِين…. اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِىِّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُخْتَ وَلِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُوسَى بْنِ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، سَيَّدَتِي يَا فَاطِمَة المُعْصومَة، أَسْأَلُ اللهُ أن يَرزُقنَا زِيارَتَكُم، ويُعَرِّفَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِى الْجَنَّةِ، وَيَحشُرَنا فى زُمْرَتِكُمْ وَيوْرِدنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ، لَعَنَ اللهّ الظّالمِينَ لَكُم لَعْنًا دائِمًا أبَدًا..

القصيدة: (في المعصومة)

تالله نـــــارُ الشوقِ مــا يُطفيها
إنْ لم يَزَلْ جمرُ النَّوى يُذكيهـــا

إنْ يسلِبِ الرُّوحَ المهنَّدُ، فالنَّـوى
في كـــــلِّ آنٍ حــــدُّهُ يَفريهـــــا

جــــارت عليها النَّائباتُ فشَتَّتَت
شمْلَ الأحبَّــــةِ بعد قتلِ أبيهــــا

وتجرَّعَت غُصصَ الأسى لو أنَّها
صُبَّت على الأيَّـــــام لا تُبقيهـــا

لولا الحنينُ لما نــــأت عن دارِها
دارٍ تَنَزَّلتِ المـــــلائـــــكُ فيهـــــا


رَحَلَت ونــارُ الشوق تُلْهبُ قلبَها
لِلقا الرِّضا مولى الأنــامِ أخيها

لكنَّ (سـاوةَ) بَدَّدَت آمـــــالهـــا
غَدَرَت بإخوتِهَا وَمَـــــنْ يَحمِيها

فَمَشَت إلى (قمٍّ) تجودُ بنَفْسِها
تبكي الحنينَ وعينُـــهُ تبكيهــــا

وصلت وكـان الكلُّ يرقُبُ رَحْلَهَا
واستُقبلت بالرَّحْبِ مِن أهلِيهــا

عاشت لأيـــــام قلائـلَ تشتكي
شوقاً وسُقماً وافتِقَـــــادَ ذَوِيها


لكنَّهـــــا كانت معـــزَّزةً فلــــم
تَرَ شـــــامِتاً بعيونِــــــهِ يرميها

وَمَضت ولكنْ لــــم يُسوَّدْ مَتْنُهَا
فَسِياطُ زَجْرٍ لم تكنْ تُؤذِيهــــــا

لمْ تُدِمِ مِعصَمَها القيودُ وما رَأَتْ
فوق الرِّمــاحِ يُشالُ رأسُ أخيها

لم تُسْبَ فوقَ العُجْفِ من نُوقِ العدا
كـــــلا ولا حُدِيَت بِسبِّ أبيهـــــا

الدر_العاملي

أبوذيات:
لسان حال المعصومة في شوقها لأخيها الرضا
عليهما السلام

چواني الشوق لإبن أمي وحنن
وعليه ادموعي لأجريها وحنن
اضلوعي بفرقته اتلون وحنن
انحنيت ودهري ما حنَّن عليه

قِطعت ادروب لابن امي وناجيت
لطِيُوفه ابغيبته أشكي وناجيت
فزعت لقاصدك والله وناجيت
وإلك باشواقي نادتني المنيه

قصيدة في شهادة السيدة المعصومة:

أوِّه بذكرى فاطمٍ أخـــــتِ الرِّضــــا
ودع السُّلوَّ وكنْ شجيّاً معرضــا

واذكر وفـــاهـا في المدينة عندمــــا
جاء الكتابُ معجِّلاً أنْ تنهضـــا

قامـــت تجدُّ السَّيرَ يحدو ظعْنها
شوقٌ رسيسٌ للرَّضيِّ المرتضــــى

تطوي الفيافي في الظلام وعينهــــا
تأبى إذا حلَّ الضُّحى أنْ تغمضــا

حـــتَّى إذا اقتـــربتْ لقُمٍّ يــــا لهـــا
دهـــــياءَ منها العرشُ طاحَ وقُوِّضـا

قالـــــوا بأنَّ شقيقهــــــا وحبيبهــــــا
واحسرتاه بدارِ غُربتهِ قضـــــى

لم تصطبر والصَّبـــر كلَّ لرزئها
نحلت وذابت بالمصـابِ لتمرضا

فقضــتْ بغصَّــــتها وَلَــوْعةِ قَلْبِها
تشكو أسىً بينَ الأضالعِ كالغضا

آه لهــا سمعــــــت بموتِ وليِّهـــــــا
فمضتْ إليهِ بعدما عنها مضــى

أسفـــــــاهُ للحوراءِ ما سمِعـــــتْ بهِ
لكنْ عفيراً عاينتهُ مُرضرضــــا

لهفي لها وهْيَ المُخدَّرةُ التــــــي
شاء الزَّمانُ بكربلا أنْ تركضــا

خرجت إلى جسمِ الحسيـــنِ وَلَمْ تَعُدْ
إلّا ومما نــابـه اسودَّ الفضــــــا

فبكى عليه الكونُ دمعــــــاً أحمـــراً
لمّا رآه ورأســـه الدامي أضــــا

ومضوا بهـــــا بعد الوليِّ أسيــــــرةً
لتُرى أمامَ الظَّالمينَ وتُعرضــــا

علي عسيلي العاملي

أبوذيات:
لسان حال المعصومة في شوقها لأخيها الرضا عليهما السلام..

يخويه صرت كلّي جرح ودّيت
والك ويهّ النسيم اشواگ ودّيت
اجاني الموت گبل الموت ودّيت
اشوفك يالرضا بذيچ المسيّه

فجيعه الأرض والعليا عمتها
ومدامع حزني لعيوني عمتها
معصومة مثل زينب عمتها
ولا واحد حضرها بالمنيّه
…فراس المحمّداوي….

المحاضرة: سيرتها عليها السلام

عظم الله أجورنا واجوركم أيها المواسون الكرام بذكرى شهادة سيدتنا ومولاتنا كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة عليها السلام..

•اسمها ونسبها:
هي السيّدة الجليلة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ السجاد بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام…
وهي بنت وليّ الله وأخت وليّ الله وعمّة وليّ الله -كما جاء في زيارتها- (اي أنها أخت الرضا، وعمة الجواد عليهما السلام)

•والدتها:
فاطمة عليها السلام تشترك مع شقيقة الإمام الرضا عليه السلام بنفس الأم وهي السيدة تكتم عليها السلام.

وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها. تقول السيّدة حميدة المصفّاة لولدها الإمام الكاظم عليه السلام: “يا بنيّ إنّ تكتم جارية ما رأيت جارية قطّ أفضل م

نها ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيطهّر نسلها إن كان لها نسل وقد وهبتها لك فاستوصِ بها خيراً”. ولمّا ولدت الإمام الرضا عليه السلام سمّاها الإمام الكاظم عليه السلام بالطاهرة وقد كانت من العابدات القانتات لربّها.
[سلسلة مجالس العترة غريب خراسان ص 22- 24.]

•ولادتها ووفاتها:
ولدت في المدينة المنوّرة في غرّة شهر ذي القعدة الحرام سنة 173 للهجرة.

توفيت ولم تكن متزوجة لأنه كما جاء في الروايات لم يعثر اخوها الرضا عليه السلام على كفؤٍ لها ممن تقدم لخطبتها، وقد كان لها عليها السلام من العمر حين وافتها المنية ثمانية وعشرون سنة في قمّ سنة 201 للهجرة وذلك في العاشر من ربيع الثاني، وقيل: في الثاني عشر منه.
ومزارها في قمّ المقدّسة، وله قبة ذهبية تناطح السحاب عُلوًّا..

• التسمية بفاطمة:
اهتمّ الأئمّة عليهم السلام باسم فاطمة لأنّه اسم جدّتهم الصدّيقة الكبرى سيّدة نساء العالمين صلوات الله عليها ولذا نراهم سمّوا بناتهم بهذا الاسم وأوصوا بالتسمية به حيث ورد: (لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم فاطمة.)

• نشأتها ومقامها:
لم يكن في ولد الإمام الكاظم عليه السلام مع كثرتهم بعد الإمام الرضا مثل هذه السيّدة الجليلة وقد قيل في حقّها: (إنّها) رضعت من ثدي الإمامة والولاية، ونشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة..تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السلام، لأنّ أباها الإمام الكاظم عليه السلام قد سجن بأمر الرشيد لذلك تكفّل أخوها رعايتها ورعاية أخواتها ورعاية كلّ العوائل من العلويّين التي كان الإمام الكاظم سلام الله عليه قائماً برعايتهم..

ويظهر من الروايات أنّ فاطمة هذه كانت عابدة مقدّسة مباركة شبيهة جدّتها فاطمة الزهراء عليها السلام, وأنّها على صغر سنّها كانت لها مكانة جليلة عند أهل البيت عليهم السلام.

• سبب شهرتها بالمعصومة:
وقد اشتهرت هذه السيّدة الجليلة بلقب المعصومة حتّى باتت تعرف به وانّ ذلك يعود لطهارتها وعصمتها عن الذنوب، فإنّ العصمة على قسمين، عصمة واجبة كالتي ثبتت للأئمّة المعصومين عليهم السلام، وعصمة جائزة تثبت لكبار أولياء الله تعالى المقدّسين المطهّرين عن الذنوب.

• فاطمة الشفيعة وجزاء زوارها ومحبيها الجنة:
ولمنزلتها العظيمة ومقامها الرفيع عند الله تعالى أُعطيت الشفاعة، فعن القاضي نور الله التستريّ قدّس الله روحه في كتاب “مجالس المؤمنين” عن الصادق عليه السلام أنّه قال: “إنّ لله حرماً وهو مكّة، ألا إنّ لرسول الله حرماً وهو المدينة، ألا وإنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ألا وإنّ قمّ الكوفة الصغيرة ألا إنّ للجنّة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قمّ، تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى، وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنّة بأجمعهم”. [المجلسيّ: بحار الأنوار ج 57 ص 22]
وإن ثواب زيارتها كثواب زيارة أخيها الرضا عليه السلام حيث قال:
(من زار المعصومة بقم كمن زارني)
[رياحين الشريعة]

وقد قال الإمام الجواد عليه السلام:
(من زار قبر عمتي في قم فله الجنة)
[بحار الأنوار]

وفي ذلك قال الشاعر:
يا بِنْتَ مُوسَى وَابْنَـةَ الأَطْهــارِ أُخْتَ الرِّضـا وَحَبِيبَةَ الجَبَّــار
يـــا دُرَّةً مِنْ بَحْرِ عِلْمٍ قَدْ بَدَت لِلَّهِ دَرُّكِ وَالعُــلُوِّ السَّــــارِي
أَنْتِ الوَدِيعَةُ لِلإمامِ عَلَى الوَرَى فَخْرِ الكَرِيمِ وَصَاحِبِ الأَسْرارِ
لا زِلْتِ يا بِنْتَ الهُدى مَعْصُومَةً مِنْ كُلِّ ما يَرْتَضيــهِ البـــارِي
مَنْ زَارَ قَبْرَكِ في الجِنــانِ جَزاؤُهُ هَذا هُوَ المَنْصُوصُ في الأَخْبارِ.

• العالمة “فداها أبوها”:
نقل بعضهم عن المرحوم السيّد نصر الله المستنبط عن كتاب كشف اللآلي لابن العرندس الحلّي أنّ جمعاً من الشيعة دخلوا المدينة يحملون بحوزتهم عدّة من الأسئلة المكتوبة قاصدين أحداً من أهل البيت عليهم السلام وصادف أنّ الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام كان في سفر والإمام الرضا عليه السلام كان خارج المدينة. وحينما عزموا على الرحيل ومغادرة المدينة تأثّروا وأصابهم الغمّ لعدم ملاقاتهم الإمام عليه السلام وعودتهم إلى وطنهم وأيديهم خالية.

ولمّا شاهدت السيّدة المعصومة غمّ هؤلاء وتأثّرهم -وهي لم تكن قد وصلت إلى سنّ البلوغ آنذاك- قامت بكتابة الأجوبة على أسئلتهم وقدّمتها لهم. وغادر أولئك الشيعة المدينة فرحين مسرورين والتقوا بالإمام الكاظم عليه السلام خارج المدينة، فقصّوا على الإمام عليه السلام ما جرى معهم وأروه ما كتبته السيّدة المعصومة سلام الله عليها فسرّ الإمام عليه السلام بذلك وقال: “فداها أبوها”.

• كريمة أهل البيت عليهم السلام:
وهذا لقب اشتهرت به سلام الله عليها وهناك قصّة منقولة عن السيّد محمود المرعشيّ ورد فيها هذا اللقب وحاصلها: أنّه كان يريد معرفة قبر الصدّيقة الزهراء عليها السلام, وقد توسّل إلى الله تعالى من أجل ذلك كثيراً، حتّى أنّه دأب على ذلك أربعين ليلة من ليالي الأربعاء من كلّ أسبوع في مس

جد السهلة بالكوفة، وفي الليلة الأخيرة حظي بشرف لقاء الإمام المعصوم عليه السلام، فقال له الإمام عليه السلام: “عليك بكريمة أهل البيت”، فظنّ السيّد محمود المرعشيّ أنّ المراد بكريمة أهل البيت عليها السلام هي الصدّيقة الزهراء عليها
اسلام فقال للإمام عليه السلام: جعلت فداك إنّما توسّلت لهذا الغرض، لأعلم بموضع قبرها، وأتشرّف بزيارتها، فقال عليه السلام: “مرادي من كريمة أهل البيت قبر السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام في قمّ..” وعلى أثر ذلك عزم السيّد محمود المرعشيّ على السفر من النجف الأشرف إلى قمّ لزيارة كريمة أهل البيت عليها السلام.

• فاطمة الراوية والمحدّثة:
كانت السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليهما السلام عالمة محدّثة راوية، حدّثت عن آبائها الطاهرين عليهم السلام، وحدّث عنها جماعة من أرباب العلم والحديث، وأثبت لها أصحاب السنن والآثار روايات ثابتة وصحيحة من الفريقين الخاصّة والعامّة.

● من كرامات السيّدة المعصومة عليها السّلام:

▪الكرامة الأولى:
نقلت مجلّة «كوثر» الشهريّة في عددها الأوّل واقعة فتاة من مدينة «بِهْشَهر» تدعى فاطمة، ألمّ بها داء عُضال. صحبها أبوها إلى الطبيب المختصّ دون جدوى، ثمّ ساءت حالتها فاضطرّ أبواها إلى حجز سرير لها في مستشفى «ساسان» في العاصمة «طهران»، وتقرّر أن ترقد في المستشفى المذكور في اليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك.
اقترحت والدة فاطمة ـ وهي امرأة علويّة من نسل أمير المؤمنين عليه السّلام ـ على زوجها أن يذهبا بابنتهما إلى قمّ خلال ليالي القدر، ويتوسّلا إلى الله تعالى بالسيّدة المعصومة، عسى أن يمنّ الباري على ابنتهما ـ التي كانت تذوب أمام أعينهما كالشمعة ـ بالشفاء. كانت حالتها قد بلغت حدّاً عجزت معه عن السير، وفقدت الرغبة في الطعام.
حَلّ الأبوان في فندق قريب من حرم السيّدة المعصومة في اليوم التاسع عشر من شهر رمضان، فأمضيا ليلتهما ـ ومعهما ابنتهما العليلة ـ في حرم السيّدة. ثمّ جاءت الليلة الحادية والعشرون، ليلة شهادة مولى المتّقين أمير المؤمنين عليه السّلام، فذهبا إلى الحرم المطهّر وشاركا أفواج المؤمنين المحزونين الوالهين في إقامة مراسم العزاء في هذه المناسبة. بعدها عادا إلى الفندق، فتناوبا تلك الليلة على رعاية ابنتهما التي كانت حالتها قد ازدادت سوءاً.
وحلّ الفجر، وطرق سمعهما صوت المؤذّن لصلاة الفجر من مئذنة الحرم الشريف، فأيقظا ابنتهما ليصحباها ـ وللمرّة الأخيرة ـ لزيارة بنت الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام، قبل نقلها إلى طهران لبدء العلاج.
احتضن الأب ابنته، وجاء بها إلى الصحن، وأرقدها بجوار الضريح المقدّس، وعكف على صلاته وتضرّعه، وانصرفت الأم إلى القسم الخاصّ بالنساء لأداء فريضة الصلاة، ولتتوسّل بالسيّدة المعصومة. وتأمّلت الفتاة بعينيها الغائرتَين الضريحَ المقدّس في صمت، ثمّ استولى عليها النعاس فأخلدت إلى النوم.
عادت الأم لتتفقّد حال ابنتها، وقرع الآذانَ صوت المكبّر في صلاة الجماعة، فاستيقظت الفتاة ونهضت قائمة!
تساءلت الأم في فزع: ما بالك ؟!
قالت الفتاة: أريد زيارة السيّدة!
ثمّ تعلّقت بشبّاك الضريح النوراني بيدَين نحيلتين معروقتين، وأغرقته بقبلاتها، ثمّ التفتت إلى أمّها واستأذنتها بالذهاب خارجاً لشرب الماء، فأشارت إليها الأمّ ـ وقد هيمن عليها الجوّ الروحيّ العجيب لحرم السيّدة ـ أن تذهب.
أنهى الأب صلاته وعاد ليجد موضع ابنته خالياً، سأل زوجته عنها فأخبرته أنّها ظمأى، ذهبت لتشرب شيئاً من الماء. اتسعت عينا الأب في ذهول، ثمّ هرع الأبوان إلى الصحن ليُعاينا ابنتهما تقف إلى جانب الحوض، وقد انحنَتُ فجمعتْ شيئاً من الثلج الذي يكسو أرض الصحن المطهّر في ذلك الجوّ الشتائي. أسرع الأبوان إليها بأقدام حافية، فاحتضناها وعادا بها إلى حرام السيّدة المعصومة عليها السّلام، ليشكرا الله سبحانه على ما منّ به على ابنتهما ببركة بنت موسى بن جعفر عليه السّلام، ولم يكن ثمّة حاجة للذهاب إلى طهران ولا للمعالجة، فقد حصلا على شفاء ابنتهما من دار الشفاء الخاصّة بكريمة أهل البيت عليهم السّلام( مجلّة «الكوثر»، قم ـ العدد الأوّل ص 48 ـ 51 ).

▪ الكرامة الثانية:السيّدة تُدرك زوّارها
نُقل عن المرحوم آية الله السيّد المرعشي النجفي أنّه قال:
أرِقتُ ليلةً من ليالي الشتاء القارس، ففكّرت في الذهاب إلى حرم السيّدة المعصومة لزيارتها. ثمّ إني فظنتُ إلى أنّ الوقت لا يزال مبكّراً، وما تزال أبواب الصحن الشريف مغلقة. فعدتُ أحاول النوم واضعاً يدي تحت رأسي، خشيةَ أن أستغرق في نوم عميق، فشاهدت في عالم الرؤيا السيّدة المعصومة سلام الله عليها وهي تهتف بي: انهض وتعالَ إلى الحرم فأدرِكْ زوَاري الواقفين خلف أبواب الصحن، فانّهم أشرفوا على الهلاك من شدّة البرد!
قال السيّد: نهضت وارتديت ملابسي على عجل، وأسرعت إلى الصحن الشريف، فشاهدت مجموعة من الزوّار الباكستانيين بملابسهم المحليّة الخاصّة وهم في حالة يُرثى لها، يرتجفون خلف باب الصحن من شدّ

ة البرد. طرقت الباب، فعرفني أحد خدّام الحرم ـ واسمه الحاج حبيب ـ ففتح الباب، فوردت الصحن مع اُولئك الزوّار الذين هرعوا لزيارة السيدة، في حين توضّأت أنا وانصرفت إلى أداء الصلاة والزيارة( كرامات معصوميّه»، علي أكبر مهدي بور 126 و 127 ).

▪ الكرامة الثالثة:السيّدة تغيث أحد الزوّار المهاجرين
نقل مؤلّف «كرامات معصوميّه» عن أحد المهاجرين العراقيين القاطنين في مدينة قم المقدّسة أنّ والدته أُصيبت بمرض خطير، وأنّه دار بها على الأطبّاء، فلم يحصل على نتيجة، ناهيك عن الأدوية النادرة التي كانوا يصفونها لحالتها، فيعسر على هذا المهاجر توفيرها. يقول هذا الأخ:
حَدَث يوماً أن وُصف لي طبيب حاذق، فاصطحبت والدتي له، فعاينها ووصف لها علاجاً. ثمّ إني عُدت بوالدتي إلى البيت، وبدأت بحثي عن الدواء الذي وصفه لها، فما وجدته إلاّ بعد عناء ومشقّة عظيمة. ولمّا كنت في طريقي إلى المنزل، وقع بصري على القبّة المقدّسة للسيّدة المعصومة سلام الله عليها، فأُلهم قلبي زيارتها والتوسّل بها إلى الله تعالى، فدخلت الحرم المطهّر، وألقيت بالأدوية جانباً، وخاطبت السيّدة بلوعة وحُرقة: يا سيّدتي، لقد كنّا في العراق نلجأ إلى أبيكِ باب الحوائج في كلّ شدّة وعُسر، ونستشفع به إلى الله تعالى في قضاء حوائجنا، فلا نعود إلاّ وقد تيسّر لنا عسيرُها؛ وها نحن لا ملجأ لنا هنا إلاّكِ، وها أنا سائلُك أن تشفعي في شفاء أميّ ممّا ألمّ بها.
قال: ولقد منّ الله تعالى على والدتي بالشفاء في نفس ذلك اليوم ببركة بنت موسى بن جعفر عليها السّلام، فاستغنينا عن الدواء
(« كرامات معصوميّه» 116 ـ 117).

▪الكرامة الرابعة: مع حمزة الاذربيجانيّ
بعد انحلال الاتحاد السوفيتي وانقسامه إلى دول عديدة، فُتحت أبواب السفر بين إيران وجمهورية آذربيجان، فصمّم عدد من مسؤولي الحوزة العلميّة في قمّ على السفر إلى آذربيجان لاختيار عدد من شبابها اللائقين، لدعوتهم للمجيء إلى قم لدراسة العلوم الإسلاميّة، من أجل أن يكونوا في المستقبل مبلّغين في بلادهم يسدّون الخلل الموجود في التثقيف الإسلامي في تلك البلاد، ذلك الخلل الذي سبّبه الحكم الشيوعي الظالم هناك.
وفي «نخجوان» التقَوا بشاب يُدعى «حمزة» طلب منهم السماح له بالسفر إلى قمّ للدراسة في حوزتها، فاعتذر منه أولئك المسؤولون، لأنّ من شروط الاختيار سلامة أعضاء بدن الفرد، وكانت إحدى عيني «حمزة» معيوبة لا تبصر، وكان عيبها ظاهراً للعيان، وبطبيعة الحال فإنّ وجود نقص عضويّ ظاهر لدى الفرد المبلّغ ربّما يؤثّر سلباً في مدى تجاوب الناس معه.
ذرف «حمزة» الدموع سِخاناً، وتساءل: لماذا أُحرم من هذه النعمة مع وجود الرغبة الشديدة للتعلّم لديّ ؟! أصرّ والده أيضاً على قبوله لئلاّ يَترك رفضُه أثراً سيّئاً في نفسيّته، فلم يجد المسؤولون بُدّاً ـ تحت تأثير العاطفة الإنسانيّة ـ من قبوله.
عادوا ومعهم حمزة مع عدد من الشبان المتطوّعين للدراسة، وجرى في العاصمة استقبال لهؤلاء الشباب الآذربيجانيين المتحمّسين، وصُوّرت تفاصيل ذلك الاستقبال وفي ضمن تصوير الفلم عمد أحد المصوّرين ـ لسببٍ ما ـ إلى التركيز على عين الشاب حمزة المطفأة، فركّز عدسته عليها وقرّبها عدّة مرّات خلال مراسم الاستقبال.
بعدها ذهب أولئك الشباب إلى الحوزة العلميّة في قمّ، وتمّ إسكانهم في إحدى المدارس الدينيّة، فسُلّم مسؤول تلك المدرسة نسخة من فيلم من تلك المراسم ليحفظه في أرشيف المدرسة.
وحصل في أحد الأيّام أن عرض مسؤول المدرسة ذلك الفلم في قاعة المدرسة أمام أولئك القادمين الجدد، كنوع من أنواع الترفيه عنهم، فإذا باولئك الشباب ـ وكانت أعمارهم صغيرة نسبياً ـ يقهقهون ويتضاحكون كلّما ركّزت عدسة المصوّر على عين «حمزة»، حتّى أحس صديقهم «حمزة» في تلك الجلسة بالضعة والهوان، وأضحت الحياة تافهة أمام عينيه، فصمّم على جمع لوازمه والعودة إلى بلده، لأنّه أدرك أنّه سيغدو أضحوكة لهؤلاء الشباب الصغار.
نهض «حمزة» ليتشرّف بالذهاب إلى الحرم المطهّر للسيّدة المعصومة سلام الله عليها بقلب منكسر، فذرف دموعه بحرقة، وناجاها بلوعة: يا بنت باب الحوائج، لقد قطعتُ مئات الأميال من أجل أن أدرس تحت ظلالك، فأُصبح مبلّغاً لديني، لكنْ لا طاقة لي على تحمّل كلّ هذا التحقير والاستهزاء، وها أنا أُجبر على العودة إلى بلدي ومدينتي، فأُحرم من نعمة مجاورة حرمك!
وهكذا باح للسيّدة كريمة أهل البيت بمكنونات قلبه، وما انعقد عليه ضميره، ثمّ نهض وفي الحلق شجى، وفي القلب حزن وأسى، فودّع السيّدة المعصومة الوداع الأخير، وملأ من منظر ضريحها النوراني وقبّتها المتلألئة بصره، وعاد أدراجه إلى المدرسة.
لكنّه لم يخطُ خارج الصحن الشريف إلاّ خطوات قليلة، حتّى صادف أحد زملائه في الدراسة، فسلّم عليه حمزة، فردّ عليه السّلام باستغراب وكأنّه لا يعرفه! فناداه حمزة باسمه، فعاد يتأمّل وجه حمزة في حيرة واندهاش، فناداه وتساءل: أأنت يا حمزة ؟!
فأجابه: نعم، ولكن ما الأمر؟
فردّ: فما بال عينك ؟!
ففطن حمزة ـ ويا للفرحة! ـ

أنّ عينه المطفأة المحزونة قد شُفيت ببركة السيّدة المعصومة عليها السّلام، وأدرك أن كريمة أهل البيت لم تمسح بيدها على قلبه الحزين وتُعيد إليه كرامته واحترامه فحسب.. بل إنّه سيعيش إلى جوارها كفرد عزيز فخور، وأنّه سيُعَدّ عند عودته إلى آذربيجان أحدى معجزات أهل البيت الأطهار عليهم السّلام في تلك الديار.
حمزة في الوقت الحاضر أحد طلبة الحوزة العلمية في قمّ، يشترك في المجالس والمحافل ويشرح قصّته بحماسة وشغف كبيرَين، ويبدي شكره وامتنانه العميقين لكريمة أهل البيت عليها السّلام.
وهناك أكثر من مائة طالب آذربيجانيّ يشهدون على هذه الواقعة، فضلاً عن الفلم المسجّل الموجود في أرشيف المدرسة(« كرامات معصوميّه» 201 ـ 204 ).

• هجرة المعصومة إلى إيران:
مضت سنة على سفر الإمام الرضا (عليه السلام) إلى مرو، وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)في المدينة حرموا من عزيزهم الذي كانوا يستشعرون الرحمة واليمن بجواره، ولم يكن يُهدأ روعهم شيء سوى رؤيتهم للإمام المعصوم (عليه السلام).
السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)كبقية إخوتها وأخواتها قل صبرها وكانت تئنّ كل يوم للوعة فراق أخيها الرضا (عليه السلام).
في هذه الأيام كتب الإمام (عليه السلام)رسالةً مخاطباً أخته السيّدة المعصومة (عليها السلام)، وأرسل الرسالة بيد أحد خدامه إلى المدينة المنوّرة بأقصر زمان ممكن، ثم (عليه السلام) دلّ الرسول على منزل أبيه حيث تسكن أخته المعصومة لكي لا يسأل شخصاً آخر عن منزل الإمام الكاظم (عليه السلام).
وصل مبعوث الإمام إلى المدينة المنورة وامتثالاً لأمر الإمام (عليه السلام) سلم الكتاب إلى السيدة المعصومة. وعلى الرغم من أننا لا نعرف شح أجج نار الشوق في أهله وأقربائه. ومن هنا قررت السيد المعصومة وبعض إخوة الإمام وأبناء إخوته أن يتحركوا نحو (مرو) ليلتحقوا بالإمام (عليه السلام).
وبسرعة جهّزت عدّة واستعدت القافلة للسير، وبعد التزويد بالماء وأسباب السفر تحركت القافلة من المدينة إلى مرو.
كان في هذه القافلة السيّدة فاطمة المعصومة ويرافقها خمسة من إخوتها، هم: فضل، جعفر، هادي، قاسم، وزيد. ومعهم بعض أبناء إخوة السيّدة المعصومة إضافة لبعض العبيد والجواري .
تحرّكت قافلة عشاق الإمام الرضا (عليه السلام)، ولم تتوقف عن المسيرة برهة سوى في المنازل الضروية للصلاة والغذاء والاستراحة، مخلفة هضاب الحجاز وصحاريه وراءها مبتعدةً يوماً فيوماً عن مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
السفر في صحاري الحجاز كان صعباً للغاية حتى إن الإبل أحياناً كانت تستسلم للعجز وتتقاعس عن المسير، فكيف بالمسافرين الذين لا بد لهم أن يذهبوا إلى مرو. لكن نور الأمل ولقاء الإمام كان يشرق في قلوب أهل القافلة ويحثهم على متابعة السير وسط رمال وأعاصير الصحراء.
في تلك الأيام، كان خطر اللصوص وقطّاع الطريق يهدّد كل مسافر، ويخلق له مشاكل كثيرة. وإذا هجموا على قافلة لا يبقى لأحد أمل في مواصلة السفر، وأقل ما يفعلونه نهب الأموال والمجوهرات والدواب. وإلا ففي كثير من الحالات يقتلون أعضاء القافلة لسرقة أموالهم. وهذا الخطر كان يهدد فاطمة المعصومة (عليها السلام)ومرافقيها، لكنهم توكّلوا على الله تعالى واستمروا بالسير، ويوماً فيوماً كانوا يقتربون من المقصد.
مرّت الأيام والليالي وقافلة قاصدي الإمام الرضا (عليه السلام)خلفت صحراء الحجاز وراءها ولم يبق لها شيء دون الوصول إلى أرض إيران.
وعناء السفر كان يرهق السيدة المعصومة، إلى جانب عناء الطريق ومشاقه على شابة كالمعصومة، ولكنها لشدة ولهها وشوقها إلى زيارة أخيها كانت مستعدة لتحمل أضعاف هذا العناء.
كانت السيّدة في طريقها دائماً تتصور الوجه المشرق للإمام الرضا (عليه السلام)وتتذكر الأيام التي قضتها في المدينة، ولأنها ترى أن عينها ستقرّ برؤيته، فإنها كانت مسرورة جداً.

انتهت المرحلة الصعبة من هذا السفر، وأخيراً وصلت القافلة إلى أراضي إيران، وهنا عليها أيضاً أن تواصل السفر واجتياز المدن والقرى واحدة بعد أُخرى .

وأخيراً وصلت القافلة إلى مدينة ساوة. وهناك مرضت السيّدة المعصومة مرضاً شديداً بحيث لم تقدر على مواصلة المسير. هذا السفر الطويل المتعب من المدينة المنورة إلى ساوة كان قد أضعف بدنها، إلا أن شدة المرض هي الأُخرى أنحلت جسمها وأشحبت لونها.
هل إن أخت الإمام الرضا (عليه السلام)تستطيع في هذه الحال أن تكمل سفرها لتزور أخاها العزيز في مرو؟ وهل تستعيد عافيتها وتواصل السفر لتلتقي أخاها العزيز في مرو؟ هذه أسئلة كانت تشغل فكر السيّدة المعصومة وتزيد من قلقها.
وعلى أية حال، قررت السيّدة بعد ذلك الذهاب إلى (قم) ، فسألت من معها: (كم بيني وبين قم؟) أجابوها: عشرة فراسخ. ـ أي خمسة وخمسون كم تقريباً ـ وعند ذلك أمرتهم بالتوجه إلى قم .
كانت قم آنذاك ملجأ الشيعة، مع أن مذهب التشيع لم يكن شائعاً في إيران، لكن سبب هجرة الأشعريين العرب من الكوفة إلى قم جعلتها مدينة شيعية وجميع ساكنيها من محبي أهل بيت الرسول (صلى

الله عليه وآله وسلم).
وقد هاجر الأشعريون إليها بسبب ظلم عمال بني أمية الذين تجاوزوا الحد في عداوتهم لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ولشيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)ـ قد هاجروا من الكوفة وسكنوا هنا وبنوا مدينة قم وأسسوها.
وعن أبى الحسن الأول (عليه السلام) قال: «قم عش آل محمد ومأوى شيعتهم…». «بحار الأنوار»، ج 57، ص.214

و كذلك عن الصادق(عليه السلام): «إذا أصابتكم بلية وعناء فعليكم بقم، فإنه مأوى الفاطميين ومستراح المؤمنين…». «بحار الأنوار»، ج 57، ص.215

ولما بلغ خبر وصول السيّدة المعصومة إلى ساوة ومرضها هناك إلى أهل قم، أجمع كل أهل المدينة أن يذهبوا إلى السيّدة ويطلبوا منها الإقامة في قم. ولكن ذهب (موسى بن خزرج) ممثلاً من أهالي قم إلى بنت الإمام الكاظم (عليه السلام)وأخبرها برغبة القميين وفرط اشتياقهم لزيارتها، وأجابت السيدة المعصومة طلبهم وأمرت بالحركة نحو قم.
أخذ موسى بن خزرج زمام ناقة السيدة المعصومة (عليها السلام)مفتخراً، وقادها إلى المدينة الّتي كانت تنتظر قدوم أخت الإمام الرضا (عليه السلام)حتى وصلت القافلة إلى بداية مدينة قم.

وفاة ودفن السيّدة المعصومة (عليها السلام):
وصلت قافلة السيّدة المعصومة إلى مدينة قم، واستقبلها الناس بحفاوة بالغة، وكانوا مسرورين لدخول السيّدة ديارهم.
وكان موسى بن خزرج ذا يسر وبيت واسع، فأنزل السيّدة في داره وتكفل بضيافتها ومن برفقتها. واستشعر موسى بن خزرج فرط السعادة بخدمته لضيوف الرضا (عليه السلام)القادمين من مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). وهيأ لهم كل ما يحتاجونه بسرعة.
ثم اتخذت السيّدة فاطمة المعصومة معبداً لها في منزل موسى بن خزرج لكي تبتهل إلى الله وتعبده وتناجيه وتشكو إليه آلامها وتستعينه على ما ألم بها. وما زال هذا المعبد باقياً إلى الآن يسمى بـ (بيت النور) .
أقلق مرض السيدة المعصومة مرافقيها وأهالي قم كثيراً، مع أنهم لم يبخلوا عليها بشيء من العلاج، إلا أن حالها أخذ يزداد سوءاً يوماً بعد
يوم، لأن المرض قد تجذر في بدنها الشريف.

الدخول في المصيبة:
وفي الثاني عشر من ربيع الثاني 201 هـ .

آااه… آااه..
وفي العاشر من ربيع الثاني “أو الثاني عشر منه على قول” 201 هـ اشتدَّ مرض سيدتنا ومولاتنا المعصومة (وفي رواية ان بعض ناصبي العداء لأهل البيت عندما عرفوها نزلت في قم وهي ابنة الكاظم واخت الرضا وعمة الجواد الجليلة العالمة دعوها إلى الطعام ودسوا لها السم)، آااه.. واويلاه عليها تأنُّ من وجعها الذي وصل إلى ذروته، لكن وجعها الأكبر كان بعدم رؤيتها لأخيها الرضا عليه السلام ولسان حالها

اشتاقيت لإبن امي الرضا واشتاقت الروح
وافراقه عذبلي القلب هيَّجلي لجروح
قطعيت دربي والألم هل بيه ايبوح
للشوق بضلوعي دمع وأوجاع وونين

ونييت من شوقي إله واذكرت الأيام
حنيت واجروح القلب صوبتني بسهام
لإبن أمي هلت دمعتي ودلالي بِيه هام
وامشيت كل هذا الدرب انشد علحنين

قطعيت دربي بالأمل أترجى ألقاه
من فرقته ذاب القلب عذبني فرقاه
كلشي لزماني حسبت إلا اللي سواه
خلاني بالحسره أجي وأتلقه للبين

حتى عرق جبينها، وهدأ انينها، اسبلت يديها ورجليها وفاضت روحها الطاهرة إلى ربها، أين المنادي واسيدتاااه.. وا فاطمتاااه.. وامعصومتااااه… آااه..آااه… ، فصار الناس في عزاء لفقدها وحملوها الى قبرها، وقبل أن ينزلوها فيه ظهر فارسان منقّبان من جهة القبلة واقتربا من الجنازة، وبعد الصلاة عليها حملها احدهما وأدخلها القبر وتناولها الآخر الذي كان داخل القبر. وبعد اتمام دفنها ركبا فرسيهما وابتعدا من غير أن يتفوّها بكلمة. ولعلّ هذين الفارسين هما الامامان الرضا والجواد (عليهما السلام)

فاطمه المعصومه قضت في قم غريبه
والناس طلعت بالبچا العظم المصيبه

طلعوا اهل قم يجذبوا اعليها الحسرات
يبچوا عليها ويلطموا منهم الهامات
ينادوا يبنت الكاظم اللي في السجن مات
وقم باهلها مزلزله لجل النجيبه

مابين ماهم في بچاهم والعزيه
والا بواحد اقبل النعش الزچيه
بيده رفعها ودمعته بخده جريه
في القبر واراها وعلا منه نحيبه

جاها ونزلها ابقبرها ويهمل العين
سلمي يمعصومه اعلى مكسورة الضلعين
سلمي على عمنا الحسن واعضيده حسين
جدنا الذي جثته ابدم قلبه خضيبه

سلمي يمعصومه على امچ الزهرا
وقولي اخيي مانسى ضلعج وكسره
وبلغي سلامي الداسته من الخيل عشره
ولاتنسي اللي شافته ابحر التريبه

آه يا زينب.. حر قلبي لمولاتنا زينب عليها السلام…
● فالمعصومة سافرت بطول المسير لكن:
• لم تُأخذ اسيرة
•لم يضربوها بالسياط
• لم يقيدوها بالحبال
•لم ينظروا إليها بشماتة وذل وهوان

● المعصومة دخلت مكرمة إلى قم واستقبلها أهلها بالكرم، لكن زينب دخلت إلى الكوفة والناس تناديها بالخارجية وقد دخلت على مجلس الطاغي يزيد

● المعصومة بقيت تبكي شوقًا لأخيها وماتت، لكن زينب ابيض شعرها لما رأت أخيها عطشانًا محزوز الرأس مرمًى بحر الشمس بلا تكفين ولا دفن وماتت باكيةً على مصابه

مجاريد في وفاة السيده فاطمه المعصومه عليها السلام

ماتت بعيده عن بلدها

ومن الاهل ما احد عدها

في وين ابوها وين جدها

وين العشيره الماتعدها


من هالذي يوصل خبرها

الشرف طيبه وكل فخرها

يمبعوث للجن او بشرها

في قم الك مهجه احضرها

من هو الينزلها بقبرها


يالتحضر الاموات لازم

يمعروف في كل المأتم

في قم الك نصبوا مأتم

المهجتك معصومه فاطم

كم شيعتها من عمايم


روحوا الى الماشيعوها

وبظلمة الليل ادفنوها

غريبه او هي ببلاد ابوها

في قم الك مهجه اكرموها

وعيان لبلد استقبلوها

عاشت عزيزه او مهضموها

وبضحوت انهار ادفنوها


قناة انوار في طريق الحق ترحب بكم

https://t.me/dam3tfatima4

مجلس وفاة السيدة المعصومة عليها السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
يا بنت موسى وابنة الأطهارِ

أخت الرضا وحبيبة الجبارِ

يا درة من بحر علم قد بدت

لله درك والعلو الساري

أنت الوديعة للإمام على الورى

فخر الكريم وصاحب الأسرارِ

لا زلت يا بنت الهدى معصومةً

من كل ما لا يرتضيه الباري

من زار قبرك في الجنان جزاؤهُ

هذا هو المنصوص في الأخباري

الله يبلغنا نزور الفاطمية

السيدة المعصومة اللي لاقت كل أذية

من يوم ابوها في السجن ذاق المنية

يا ويح قلبي ما رأت ساعة هنية

ظلت تعاين للرضا اوتجلس ابفيه

ومن رحل عنها اوسفرته صارت بطيه

أنوت على الترحال من طيبة الزهيه

واقصدت لخريسان والونة خفيه

الله يبلغنا نزور اللي افجعوها

وبموتة المهيوب عزها روعوها

ماتت ابغربتها واهلها ما احضروها

لچن أهالي البلد كلهم شيعوها

وحضرتها تزهي ابنورها من شيدوها

عسى انزورها في أرض قم وانزور اخوها

السلام عليك يا أخت ولي الله، السلام عليك يا عمّة ولي الله، السلام عليك يا بنت موسى بن جعفر، ورحمة الله وبركاته السلام على السيدة المحمدية المظلومة الغريبة فاطمة‌ بنت موسى ورحمة الله وبركاته .
السيدة المعصومة هي إحدى بنات الإمام الكاظم  وهي من أعظم نساء زمانها عبادة وفضلاً وكانت تلقب بالمحدثة لكثرة علمها وقد روت أحاديث بسلسلة متصلة عن لسانها حتى جدتها الزهراء سلام الله عليها وتلقب بالمعصومة لشدة إيمانها وعبادتها وقد لقبها بهذا اللقب أخاها الإمام الرضا عليه السلام كما أن جدها الإمام الصادق لقبها بكريمة أهل البيت قبل ولادتها وقد وردت روايات كثيرة في فضل زيارة قبرها المبارك منها ما روي عن الإمام الصادق  قال إنّ لله حرماً وهو مكّة ، وإنّ للرسول  حرماً وهو المدينة وإنّ لأميرالمؤمنين حرماً وهو الكوفة ، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم ، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة ، فمن زارها وجبت له الجنّة وكان هذا الكلام منه قبل أن يولد الإمام الكاظم وقال: الإمام الرضا (من زار المعصومة بقم كمن زارني وعن الإمام الجواد عليه السلام (من زار قبر عمتي بقم فله الجنة فهذه ثلاث روايات لثلاثة من المعصومين تذكر فضل زيارة هذه السيدة الجليلة وهذه رؤيا صالحة لأحد العلماء الموالين يُنقل عن آية الله السيد محمود المرعشي ( قدس سره ) أنه كان قد توسل بالأئمة الطاهرين ( صلوات الله وسلامه عليهم ) ، كي يبّينوا له موضع قبر الصديقة الطاهرة سيدة النساء فاطمة الزهراء سلام الله عليها وبعد توسّلات كثيرة تلقّى الجواب منهم ( صلوات الله عليهم ) أن لا تطلب منّا هذا الشيء فإنه ليس من المقدّر أن نظهر قبرها المخفي ، لكن لأجل أن لا تُحرم شيعتنا ومحبونا من فيض زيارة قبرها عليكم بزيارة كريمة أهل البيت فاستفسر السيد ومن هي كريمة أهل البيت أجابوه فاطمة بنت موسى بن جعفر  المدفونة بقم فهذه حفيدة فاطمة الزهراء وسميّتها كما أنها شابهتها في قصر العمر لكنها شُيدت لها حضرة وقبة شامخة أما جدتها الزهراء فقد لاقت من المحن والرزايا ما لا تحمله الجبال وبعد موتها دفنت بالليل وأخفي قبرها
أمها البتولة ماتت ابذلها اوقهرها

لاقت مصايب ويل قلبي من دهرها

من يوم بالباب الدعي قوة عصرها

وأنبت إلى المسار ويلي في صدرها

وأعظم مصيبة يا خلق مخفي قبرها

يمتى يبو صالح تراوينا قبرها

والله فجيعة يبو صالح على الشيعة

تنحرم من قبر أمك الزهرى الوديعة

قبرها ضايع يا وسف وهي الشفيعة

يخفي قبرها وصته صاحب البيعة

واللي يزور السيدة ويقصد بلدها

قم اللي شرفها الباري ابقول جدها

چنه يزور أمها البتولة في لحدها

اوچنه يزور الرضا كافلها اوسندها

هذي الرواية من أخوها اللي يودها
والجنة مكتوبة بعد للي قصدها

لنها كريمة من أهل بيت النبوة

شافت من الدنيا الهضيمة اوكل بلوة

فقدت ابوها والأبو يا ناس سلوة

وافقدت من بعده الرضا واچبير الأخوه

ذكرنا لكم بعض الأخبار الدالة على فضل زيارة هذه السيدة الجليلة فاطمة المعصومة ونذكر لكم بعض ما جاء في التاريخ من سيرتها ولحاقها بأخيها الإمام الرضا  فقد نشأت تحت رعاية أخيها الإمام الرضا لأنّ الرشيد
العبّاسي أمر بسجن أبيها عام ولادتها، فأودعه سجونه الرهيبة الواحد تلو الآخر، إلى أن اغتاله بالسمّ فعاشت السيّدة المعصومة مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا وقد خلّف الإمام الكاظم  الكثير من الأبناء والبنات وغالبية بنات الإمام الكاظم لم يتزوجن كما أن السيدة المعصومة لم تتزوج قط بسبب الظلم الذي كان مطبق عليهم من العباسيين فقتل من آل بيت الرسول من قتل وسجن من سجن وكانت السلطة العباسية تلاحق العلويين بالقتل والسجن وحتى الذين لم يطالهم القتل أو السجن من الأكفاء للزواج من بنات الإمام لم يتقدموا لطلبهم خوفاً على أنفسهم من القتل لأنهم يعلمون عداوة

العباسيين لل

إمام الكاظم فقد تربت السيدة المعصومة وترعرعت في كنف الإمام الرضا  منذ طفولتها وكانت متعلقة بأخيها الإمام وتحبه حباً شديد ومن الألقاب التي اختصت بها المعصومة أخت الرضا وقد تلقبت بهذا اللقب كما قيل بسبب تعلقها الشديد بأخيها وربما لأنها أخته الشقيقة من أبيه وأمه فأمها هي تكتم أم الإمام الرضا  وقد بقيت تحت رعاية الإمام حتى أخرجه المأمون قسراً وإكراهاً من المدينة إلى خراسان لولاية العهد وبعد رحيله استصعب العيش على جميع عائلة الإمام الكاظم وخاصة السيدة المعصومة فقلّ صبرها وكانت في كل يوم تجزع لفراق أخيها الرضا ومضى عام على رحيل أخيها عنها فهاجت بها لواعج الحنين والشوق إلى أخيها الغريب، وقد علم الإمام  بحال أخته، فإنّها لم تغب عن قلبه، وهو يعلم شدّة تعلّقها به فكتب إليها كتاباً يطلب منها القدوم عليه وأعطاه أحد غلمانه، وأمره بالمسير إلى المدينة ولا يلوي علي شيء، ولا يقف في طريقه إلا بمقدار الضرورة ليوصل الكتاب في أسرع وقت ممكن، وقد أعلمه الإمام  بالمكان والبيت لئلا يسأل أحداً من الناس.وواصل الغلام المسير يواصل ليله ونهاره، حتى شارف المدينة، وجاء إلى بيت الإمام  ونادى بلسان الحال يقول
يغلمان وقفوني على باب

بنت النجابة وبنت الأطياب

فاطم بنت طيبين الأنساب

ترى من الرضا عندي لها اكتاب

فاطم المعصومة اقصدوها

ودوا البشارة اوخبّروها

مني بشارتكم خذوها

بشيرٍ لفاها من أخوها

يبنت النبوة والإمامة

اوبنت المتوج بالغمامة

جاتچ من الوالي علامة

عسى الله يعوده بالسلامة

وسلّم الكتاب إلى فاطمة المعصومة وما إن وقع بصرها على خطّ الإمام حتى تذكرت أخاها، وهاج بها الحنين
جتني من ابو محمد رسالة

خطه ابيمينه وانسجاله

يشرح لي المظلوم حاله

امحاله أنا أتوخر محاله

حتى أرى واشوف حاله

ثم عزمت على المسير والهجرة من المدينة لتلحق بأخيها الإمام الرضا في أرض طوس وأعدت للسفر عدته وتهيأت القافلة وكان فيها خمسة من أخوتها وبعض أبناءهم وعدد من العبيد والجواري ولسان الحال ينعى

بأرض المدينة للرضا أختٍ يودها

أرسل إليها اوسافرت من وطن جدها

من حين جا ليها خبر خوها اوضمدها

وطّت لها محمل اوسوّت للسفر زاد

جاني اكتاب من الرضا خطه ابيمينه

يمخدرة موسى بن جعفر يا حزينة

قبري أنا في طوس ما هو في المدينة

سرعچ تعالي لي ابعجل يا بنت الأمجاد

و عزّمت على الترحال من أرض المدينة
اوجاها الجواد يقول سلمي على ولينه

سلمي عليه انچان قبلي توصلينه

ما توصلين إلا أنا رايح له اوراد

فسارت القافلة وجدّت المسير واتخذت طريق الري وساوة للوصول إلى طوس لكن المأمون علم بوصول هذه القافلة فخشي على ملكه وسلطانه فأرسل المأمون شرطته إلي هذه القافلة فقتل ، وشرد كل من فيها وكان ذلك نهاية أليمة ومفجعة لهذا الركب من بني هاشم فقدت فيها السيدة المعصومة سائر إخوتها فشابهت مصيبتها بفقدهم مصيبة عمتها زينب في كربلاء وخارت قواها وضعفت ، فسألت من حولها كم بيننا وبين قم
قالوا : عشرة فراسخ فقالت احملوني إليها وكانت تعلم بفضل هذه المدينة ووجود الشيعة فيها وقد وصلتها الأحاديث عن أجدادها عن مدينة قم منها ما روي عن الإمام الصادق جعفر بن محمد  قال إن لعلى قم ملكا يرفرف عليها بجناحيه ، لا يريدها جبار بسوء إلا أذابه الله كذوب الملح في الماء وأخبر الإمام جعفر الصادق  فقال تربة قم مقدسة وأهلها منا ونحن منهم، لا يريدهم جبار بسوء إلا عُجّلت عقوبته وقيل بأن السيدة المعصومة لمّا أشرفت على تلك البلدة رأت الأعلام السود منشورة ورأت نعش محمول وهو نعش رمزي للإمام الرضا  أي تشبيه لحمل نعش الإمام والناس تمشي من خلفه وتلط على الرؤوس فأرسلت جاريتها تستطلع الخبر فقيل لها بأن الإمام الرضا قد مات فجاءت إلى مولاتها فأخبرتها فلما سمعت المعصومة بهذا الخبر سقطت مغشي عليها

ظلت تجد السير حتى وصلت قم

سمعت أهلها في العزا تبچي اوتلطم

قالت لتلك الجارية جيبي خبرهم

يا جارية روحي ابعجل وآنا ابرجواچ

قالت إليها الجارية طوعا اوسمعا

راحت إلى قم اورأت أحوال شنعا

شافت أهلها في العزا تبچي اوتنعى

والكل ينادي يا إمامي روحي افداك

ظلت تسايل عن عزاهم والممصيبة

واتعرفوها يوم عرفوها غريبة

من أي بلدة قالت الهم أرض طيبة

قالوا صلاة الله على اللي ساكن اهناك

قالت على من هالبچى كلكم تنوحون

قالوا على المولى الرضا سمه المأمون

صفقت بياديها اوقالت لا تقولون

والله حسافة يا إمامي ما حضرناك

قالت لهم مات الرضا في طوس معلوم

قالوا نعم والدين ركنه صار مهدوم

قالت ترى اخته في بلدكم وصلت اليوم
قالوا دقومي بالعزا بنروح وياچ

حينٍ لفتها الجارية ويا الجواري

والنوح منهم مرتفع والدمع جاري

قالت دخبري ويش في هالبلد جاري

ق

الوا لفينا كلنا

بنّوح وياچ

قالت خليصي مات قالوا نعم ليها

في الحال خرت واوقعت واغشي عليها

واشحال زينب من رأت جثة أخيها

صاحت يخويه ريت روحي اليوم تفداك

وقيل أنها لما وصلت إلى قم خرج أشرافها لاستقبالها ، يتقدمهم موسى بن خزرج الأشعري فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منـزله ، تحف بها إماؤها وجواريها . واستقبلها موسى بن خزرج هي ومن معها بحفاوة وبالغ في إكرامهم وكانت تغمره السعادة لأنه حظي باستضافة أخت الإمام في بيته ثم اتخذت السيدة فاطمة المعصومة معبداً لها في منـزل موسى بن خزرج لكي تبتهل إلى الله وتعبده وتناجيه وتشكو إليه آلامها وتستعينه على ما ألم بها وهذا المعبد باقٍ إلى الآن ويسمى بيت النور لكنها كانت تعاني من المرض الذي ألم بها فظلت طريحة الفراش تعاني شتى الآلام مع أن أهل قم لم يبخلوا عليها بشي‏ء من العلاج، إلا أن حالها يزداد سوءاً يوما بعد يوم لأن المرض قد تجذر في بدنها الشريف.فظلت هذه العلوية المكرّمة تعاني سبعة عشر يوم حتى حان يوم الأجل فلفظت أنفاسها الأخيرة ومضت إلى رحمة الله
فواسيدتاه وا فاطماه وا غريبتاه
ليت الأهل يمها يحضرون

اوليته يجي هزاز الحصون

فاطم غريبة ما دريتون

اوغمضّت منها اليوم العيون

وادري ابشيمتكم ما ترضون

لن الغرب ليها يدفنون

لنها افقدت لخوان تدرون

ليت الأهل كلهم يفزعون

فعم الحزن في النفوس وانهالت لها العيون بمعصرات الدموع وقيل أنه لما توفيت فاطمة المعصومة سلام الله عليها، وغسلتها النساء العلويات وكفنتها، ذهبوا بها الى مقبرة بابلان ووضعوها على سرداب حفروه لها، فاختلف آل سعد بينهم في من يدخل السرداب ويدفن هذه العلوية الطاهرة، فينال بذلك شرفاً وكرامة واخيراً اتفقوا على خادم لهم وهو شيخ كبير صالح يقال له عبد القادر فلما بعثوا إليه لم يلبثوا أن رأوا راكبين مسرعين ملثمين قدما من جانب الرملة، حتى إذا اقتربا

الكاتب ya fatima

ya fatima

مواضيع متعلقة

اترك رداً