زيارة فاطمة الزهراء (ع) لقبر أبيها رسول الله (ص) بروايات الشيعة والسنة .
بسم الله ارحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
في اليوم (6) من شهر ربيع الاول في السنة (11) هـ ، لبست فاطمة الزهراء (ع) حجابها وجلبابها ، وخرجت بكامل العفة والطهارة والاحتشام ، ناقلة اقدامها بوقار وسكينة صوب مقبرة المسلمين في المدينة المنورة قاصدة لزيارة قبر أبيها رسول الله (ص) ، متشوقة للقائه وشم عطره الذي كانت تشمه سابقا في بيتها ، حاملة معها الحزن والعبرة المتكسرة في صدرها والالم بفراقه ، شاكية له صعوبة الفراق وتغير الناس عليها بعد فقده ، محنية الظهر على عظم وكبر هذا المصاب عليها .
وكأني بها عند وصولها الى قبر رسول الله (ص) قد رمت بنفسها على قبره تشمه وتضمه لعلها تبرد شيئا من حرقة المصاب وحرارة الفراق الملتهبة في قلبها .
*** زيارة فاطمة الزهراء لقبر النبي (ص) حسب روايات الشيعة :
والامام علي (ع) يروي لنا كيفية زيارتها لقبر والدها وفلذة كبدها رسول الله (ص) ، فعن علي (عليه السلام) : لما رمس رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاءت فاطمة (عليها السلام) فوقفت على قبره (صلى الله عليه وآله) وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعت على عينها وبكت وأنشأت تقول :
ماذا على من شم تربة أحمد … أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت عليّ مصائب لو أنها … صبت على الأيام عدن ليالياً .
الصحيح من سيرة النبي الاعظم / للعلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي / ج 1 / ص 35 .
*** زيارة فاطمة الزهراء لقبر النبي (ص) حسب روايات اهل السنة والجماعة :
(1) عبد القادر العاني في بيان العاني ج4- ص95 :
أما الأمكنة فأفضل بقعة في الأرض بل وفي السماء البقعة التي ضمت جثمان سيد الكائنات عليه أفضل الصلاة والسلام ، وقد أجمع على هذا السلف والخلف ولما دفن فيها رثته ريحانته فاطمة رضي الله عنها فقالت :
ماذا على من شمّ تربة أحمد … أن لا يشمّ مدى الدهور غواليا .
صبّت علي مصائب لو أنها … صبّت على الأيام صرن لياليا .
(2) مصطفى السيوطي في مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى ج1- ص926 :
قوله : (يا أبتاه يا ولداه) ، لفعل فاطمة لما أخذت قبضة من تراب قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – فوضعتها على عينها ، ثم قالت :
ماذا على من شم تربة أحمد … أن لا يشم مدى الزمان غواليا .
صبت علي مصائب لو أنها … صبت على الأيام عدن لياليا .
(3) أبو العباس القسنطيني في وسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسلام ص119 :
ووقفت فاطمة ابنته صلى الله عليه وسلم على قبره بعد دفنه وانشدت :
(قل للمغيب تحت أطباق الثرا … هل تسمعن صراخي وندايا)
(هذا على من شم تربة أحمد … ألايشم مدى الزمان غواليا)
(صبت علي مصائب لوانها … صبت على الأيام عدن لياليا)
وبكى الناس في ذلك اليوم بكاء شديدا ورثاه أبو بكر وعمر وغيرهما .
(4) ابن ناصر الدين الدمشقي في سلوة الكئيب بوفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم ص190- 191 :
أول من زار قبره (صلى الله عليه – وآله – وسلم) :
وأول من زار القبر الشريف فيما أعلم سيدة نساء هذه الأمة فاطمة (عليها السلام) ، فإنه لما رمس النبي صلى الله عليه وسلم ، جاءته وأخذت قبضة من تراب القبر الشريف ، فوضعته على عينيها ، وبكت وأنشدت تلك البيتين :
(ماذا على من شم تربة أحمد … أن لا يشم مدى الزمان غواليا)
(صبت علي مصائب لو أنها … صبت على الأيام عدن لياليا)
وربما يفهم من هذا أن فاطمة (عليها السلام) أول من رثى النبي (صلى الله عليه – وآله – وسلم) .
(5) تاريخ مكة المشرفة لابن الضياء ص321 :
ولما دفن صلى الله عليه وسلم جاءت فاطمة رضي الله عنها فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينها وبكت وأنشأت تقول :
ماذا على من شم تربة أحمد … أن لا يشم مدى الزمان غواليا .
صبت علي مصائب لو أنها … صبت على الأيام عدن لياليا .
وتوفيت بعده صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، وقيل : ثمانية أشهر ، وقيل : ثلاثة اشهر ، وقيل : سبعون يوما ، وكان صلى الله عليه وسلم أخبرها أنها أول أهله لحوقا به فكانت كذلك .
ونستنتج من هذا الحدث التاريخي الوارد بلسان هذه الروايات عدة امور :
1 – جواز زيارة القبور مطلقا للنساء والرجال .
2 – جواز التبرك بتراب القبر .
3 – جواز البكاء عند القبور .
4 – جواز الرثاء عند القبور .
5 – جواز قول ( يا فلان ، يا كذا) على الميت .
اترك رداً