رجل دين يحذر المرأة من الإستنساخ الثقافي وإتهام الدين بالنزعة الذكورية

img

جهينة الإخبارية تغريد آل إخوان – الأحساء 28 / 2 / 2019م – 3:46 م

حذر أحد رجال الدين بالمنطقة في خطبته يوم الجمعة من سياسة تحرير المرأة التي تعتمد على أن المساواة بين الرجل تحقق العدالة بينهما، وقال: ”دعوى المساواة هي دخيلة على ثقافة الإسلام وخلاف الموازين العقلائية، وتجلب الظلم للمرأة وليست في صالحها“.
وأكد بأن ”العدالة“ تعني أن يتم وضع الشيء في الموضع المناسب له، منبهًا من استغلال ”الأنوثة“ في موارد كأداة رخيصة يُتاجر بجسدها ويُستجلب من خلالها المال والثروة.
ولفت الشيخ إسماعيل الهفوفي إلى أن الأحكام الدينية العادلة تحرر المرأة من سياسة تحريرها، محذرًا من أهداف الذين يتباكون على حرية المرأة ويدَّعون هضم حقوقها، ويصورونها على أنها ضحية لشيطنة الرجل الجلاد، لدفع المرأة بهذه الثقافة للصراع مع الرجل والندية في التعامل معه.
وقال: ”هذه الفئة تهدف إلى ليّ عنق النص لعصرنة الدين عبر إثارات وتضخيم أحداث معينة، فتُحول جمال الأنوثة في المرأة إلى عقدة نقص، لأنها تريد إزالة الفوارق الطبيعية بين الرجل والمرأة ولو على مستوى التقنين والممارسة، لذلك تُبخس قيَم الأمومة والأسرة في ظل هذه النزعة ومن ثم إنتاج أجيال نسائية مأسورة لنظريات وإيديولوجيات مُتَغربة“.
وأضاف: ”القوانين الدينية التي تقيد المرأة – مع الفارق – هي تقيد عنان الشهوات الحيوانية، وتضع اللجام لكبح تسافل الإنسان فتحرره من الأغلال الآسرة“.
وذكر في أحد مساجد الأحساء، بأن ”النزعة النسوية“ أصبحت تتحسس حتى من الضمائر والمفردات اللغوية التي تُميز المرأة بجمال التعبير الإيجابي، فلا تتحمل هذا النوع من التميز، فتتهم الدين بأنه يعتمد ”النزعة الذكورية“ في خطابه وتقنيناته، لتجعل من النزعة النسوية أساسا فكريا لتفسير النصوص”.
وأشار إلى أن الثقافة المعاصرة التي تتحدث عن المرأة تعتمد الإستنساخ الثقافي الذي يركز على التسطيح في قضايا المرأة، فتُظهرها في شكلها ومظهرها، وتتغافل عن قضايا المرأة الرئيسية في أبعادها الإنسانية والعلمية وفي جمالها الروحي، وتتخذ من المرأة جسرا لتغيير عقائد الناس وسلوكيات المجتمع، لأنها تدرك الموقعية القصوى للمرأة وما لها من أثر، ”فبصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد المجتمع“.
وأرجح وجود التخلف والإستبداد والقهر والتجاوز إلى التقاليد الموروثة والتطبيقات السيئة، والفهم المنقوص الذي لا يرتبط بحقيقة الدين، وأيضا إهمال النشاطات النسائية وغياب الوعي الذي جعل من هذه الذهنيات أكثر تأثرا لقبول الدعاية، فانهزم عقلها أمام هذا الصخب المتزايد من الشعارات، فجَعل المرأة بين خيارين: ”نار الإستبداد والقهر، أو نار الإستغلال الإنتهازي من دعاة النزعة النسويه بمختلف أطيافهم الفكرية“.
ودعا إلى تحرير المرأة من أسباب التغريب وسلب الهوية لتكون على بصيرة وإيقاظ مشاعرها الإيمانية وتأكيد عفتها، وقال: “المرأة تحتاج اليوم لمشاريع متنوعة لكي تُحَصَّن، عبر التأصيل العقدي وعبر تقديس القيم الأخلاقية والروحية، وبأن تُقدس قيم الأمومة والحياة الزوجية، ولا تَسترخص هذه الأنوثة مقابل حفنة من الدراهم”.

الكاتب ya fatima

ya fatima

مواضيع متعلقة

اترك رداً