تأثير العولمة الثقافية على تفاعل الاسرة المسلمة

خاص شفقنا– استطاعت العولمة – والتي اتت من الثقافة الغربية– تحويل العالم الى قرية كونية صغيرة من خلال العقل والتفكير الإلكتروني حتى بتنا نتواصل من خلال هذه الطرق ولم يعد بإمكاننا ان نستغني عنها، فدخلت على كل الدول وخاصة الدول الفقيرة منها اي دول العالم الثالث وتغلغت داخل الأسرة المسلمة فاختزلت سلطات الدول السياسية وهي الآن على عتبة الصراع مع إلغاء الخصوصيات للوجود الأسري وخصوصياته الاجتماعية والدينية.
فإلى اي مدى استطاعت السلطة المعولمة اختزال بقية السلطات الأسرية، وما هي اشكال الاختزالات وكيف اثرت في صناعة الإنسان، وما هي الرؤى والحلول التي يجب العمل على اساسها للحفاظ على مكونات الأسرة والإلتزام بمبادئها التربوية الإسلامية؟
اسئلة كثيرة طرحها المركز الاستشاري للترشيد الديني والتوعية الأسرية ليجيب عنها خلال ندوة نظمها تحت عنوان “تأثير العولمة الثقافية على تفاعل الاسرة المسلمة” والتي رأى من خلالها الشيخ الدكتور محمد حجازي ان “العولمة استطاعت ان تلغي الحدود والجغرافيا وعملت على غسل الأدمغة واصطياد العقول بالوسائل الاعلامية الى ان وصلت الى السيطرة على الفضاء العالمي والتجسس الفضائي”، لافتا الى ان “ما وصل إلينا من الغرب هو علمنة المجتمع الإسلامي”، متأسفا من ان “أكثر شرائح المجتمع الإسلامي تعمل بأخلاقيات وسلوكيات العلمانية حتى ابتعدت عن القرآن الكريم والمناهج الدينية ووصلت الى الإيمان المطلق بما يأتي من الغرب”.
وتابع فضيلته منبها من مخاطر العولمة التي اسست على منهج بنيوي له جذوره الفكرية والحضارية ووضعت له المخططات البعيدة الأجل لديمومة الإستقطاب الوحدوي العالمي، مشيرا الى ان الخطر يكمن في التدخل في حياة الأسرة المسلمة وتغيير سلوكها من خلال القوة الناعمة والوسائل الإعلامية الموجهة من قبل الفكر الصهيوني العالمي.
وشدد الشيخ حجازي على ان اي اهمال للدور الأسري قد يؤدي الى اضعاف المناعة الدينية والثقافية وتصبح الأسرة المسلمة في معرض الاقصاء عن دورها الحقيقي، بحيث تتحول الى عملية لانتاج الكم البشري دون النتاج المعرفي النوعي.
ما فقدته العائلة لحد الآن هو في غاية الخطورة
ولفت الى ان اخلاقيات “الثورة الصناعية العالمية” استطاعت ان تحول الثوابت في التربية الى معايير متغيرة وذلك من خلال اصطياد المكونات العقلية عند الأولاد وسرقة مواهبهم وطاقاتهم وتوظيفها في المشروع العالمي الجديد، فبدل من ان ينشأ الولد على مناهج اسلامية واخلاقية خاصة تضمن له قوة شخصيته الانسانية، متأسفا من ان العولمة بكل تقنياتها ووسائلها زرعت افكارا سوداوية تجاه الإسلام والقرآن الكريم وعلماء الدين، حتى استطاعت سلوكياتها واخلاقياتها ان تواكب العائلة وكافة الأسر المسلمة بالعديد من مصادر التثقيف والتعبئة الشاملة وذلك من خلال السحر الإعلامي والقوة الإعلامية الناعمة.
واشار الى ان ما فقدته العائلة لحد الآن هو في غاية الخطورة، حيث انقطعت عن اهم ثقلين يثقلان الارث العائلي والاسري وهما “التاريخ والدين” وبتنا على ابواب خليط من المفاهيم والتعايير التي ستؤثر فيما بعد على ارساء معايير لا تتوافق مع الطرح التربوي الإسلامي.
ووضع الشيخ حجازي جملة من الحلول للحد من هذا الغزو الثقافي الممنهج، اولها تعريف المجتمع الاسلامي بمخاطر العولمة واساليبها والمضار التي ستلحقه بنا، ثانيا استعمال اسلوب التفعيل المضاد لسموم العولمة اضافة الى تكثيف البرامج الدينية والتربوية والاسلامية المنتظمة وغير المنتظمة، وتفعيل الدور الإعلامي الإسلامي العالمي ومناهضة التفلت اللااخلاقي على وسائل الاعلام “الصهيو–اميركي” والتحذير من مغبة الاستمرار باقتباس الطرق الإعلامية الغربية التي لا تتوافق مع الفكر الاسلامي واصالته، وتأسيس مراكز الدراسات في مختلف انحاء العالم وفي الاقطار الاسلامية، اضافة الى اعداد كوادر متخصصة بالارشاد الأسري الإسلامي في كل دولة، حتى يكون الجيل الناشئ شريكا في الحياة وان لا يكون مهمشا.
ملاك المغربي
http://www.ar.shafaqna.com
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.