بالصور/ الاحتفاء بمكانة جعفر الطيار في مؤسسة الإمامة الثقافية بقم المقدسة
ترجمة جعفر بن أبي طالب من كتاب تنقيح المقال للعلامة المامقاني
عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قائلاً : جعفر بن أبي طالب عليه السلام بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف رحمه الله قتل بمؤتة. انتهى.
(o)
مصادر الترجمة
صفّين لنصر بن مزاحم : 43 ، رجال ابن داود : 81 برقم 294 ، الوسيط المخطوط : 62 من نسختنا ، اتقان المقال : 170 ، نقد الرجال : 68 برقم 7 [ المحقّقة 1/337 برقم ( 943 ) ] ، الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 174 برقم ( 347 ) ] ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 13 من نسختنا ، جامع الرواة 1/149 ، الغدير 7/357 ، أمالي الشيخ المفيد : 238 المجلس الثامن والعشرين برقم 2 ، مجمع الرجال 2/22.
ذكر المترجم رضوان الله تعالى عليه جمع غفير من أعلام العامة كما في : الاستيعاب 1/81 برقم 285 ، الإصابة 1/116 برقم 685 ، اُسد الغابة 1/287 ، شرح النهج لابن أبي الحديد في موارد منها في 13/269 ، السيرة الحلبية 1/286 ، أسنى المطالب : 6 ، شذرات الذهب 1/12 ، حلية الأولياء 1/114 برقم 17 ، صفوة الصفوة 1/511 برقم 56 ، طبقات ابن سعد 4/34 ، مقاتل الطالبيين : 17 ، تهذيب الكمال 5/50 برقم 944 ، الوافي بالوفيات 11/90 برقم 146 ، الثقات للعجلي : 98 برقم 213 ، ذيل الكاشف للحافظ أبي زرعة : 62 برقم 184 ، تهذيب تاريخ ابن عساكر 1/95 ، تاريخ اليعقوبي 2/49 ، إكمال الإكمال 5/269 ، تهذيب الأسماء واللغات 1/148 برقم 105 ، تهذيب التهذيب 2/98 برقم 146 ، تجريد أسماء الصحابة 1/85 برقم 802 ، تاريخ خليفة خياط 1/56 ، العبر 1/9 ، المحبر : 46 ، 70 ، 107 ، 123 ، 293 ، 442 ، 457 ، 474 ، تقريب التهذيب 1/131 برقم 84 ، ثقات ابن حبّان 3/49 .. وغيرها.
1 ـ رجال الشيخ : 12/1.
(9)
وقال في الخلاصة (1) : جعفر بن أبي طالب ، قتل بمؤتة رضي الله عنه وأرضاه. انتهى.
ومثله في رجال ابن داود (2).
ولعلّ عدم تعرّض النجاشي رحمه الله لذكره ، لقَصْره على تعداد من له أصل أو كتاب.
وفي الوجيزة (3) إنّه : من سادات الشهداء.
وعدّه في الحاوي (4) في الثقات ، وقال : هو أجلّ من أن يوصف. انتهى.
وقال في اُسد الغابة (5) إنّه : كان أشبه الناس برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خَلقاً وخُلقاً ، أسلم بعد إسلام أخيه علي عليه السلام بقليل ، روي أنّ أبا طالب رأى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّاً عليه السلام يصليّان ، وعليّ عن يمينه ، فقال لجعفر رضي الله عنه : صِلْ جناح ابن عمّك ، وصلّ عن يساره (6).
1 ـ الخلاصة : 30 رقم 1.
2 ـ رجال ابن داود : 81 برقم 294. طبعة جامعة طهران [ الطبعة الحيدرية : 61 برقم ( 298 ) ].
3 ـ الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 174 برقم ( 347 ) ].
4 ـ في حاوي الأقوال المخطوط : 38 من نسختنا [ الطبعة المحقّقة 1/234 برقم ( 117 ) ].
5 ـ اُسد الغابة 1/286 ، ولاحظ : الاستيعاب 1/81 برقم 285 ، والإصابة 4/116 برقم 685 ، والسيرة الحلبية 1/286.
6 ـ في اُسد الغابة 1/287 ، والاصابة 1/239 برقم 1166 ، وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 13/269 : كما روي أنّ أبا طالب فقد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً ، وكان يخاف عليه من قريش ان يغتالوه ، فخرج ومعه ابنه جعفر يطلبان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فوجده قائماً في بعض شعاب مكّة يصلّي وعليّ عليه السلام معه عن يمينه ، فلمّا رآهما أبو طالب قال لجعفر : تقدّم وصل جناح ابن عمّك .. فقام
(10)
قيل : أسلم بعد واحد وثلاثين إنساناً ، وكان هو الثاني والثلاثين .. إلى أن قال : وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يسميّه : أبا المساكين ، وكان أسنّ من عليّ عليه السلام بعشر سنين ، وأخوه عقيل أسنّ منه بعشر سنين ، وأخوهم طالب أسنّ من عقيل بعشر سنين .. إلى أن روى عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : رأيت جعفراً يطير في الجنّة مع الملائكة .. إلى أن نقل أنّه يوم مؤتة اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ، ثم تقدّم فقاتل حتى قتل ، قال ابن إسحاق : فهو أوّل من عقر في الاسلام. ولمّا قتل جعفر ، قطعت يداه ، والراية معه لم يُلقها ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنّة ، ولمّا قتل وجد به بضع وسبعون جراحة ، ما بين ضربة بسيف ، وطعنة برمح ، كلّها فيما أقبل من بدنه .. إلى أن قال : وكان عمر جعفر لمّا قتل احدى وأربعين سنة. هذا ما في اُسد الغابة ملخصاً.
وقد وردت أخبار (1) في أنّه لما رفعوه على الرماح ، منّ الله عليه
جعفر عن يسار محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فلمّا صاروا ثلاثة تقدّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتأخر الأخوان ، فبكى أبو طالب ، وقال ـ كما في عمدة الطالب ايضاً : 23 في شعر أبي طالب مخاطباً ابنيه علي وجعفر عليهما السلام ـ :
إنّ عليّاً وجعفراً ثقتيلا تخذلاه وانصرا ابن عمّكماوالله لا أخذل النبي ولا عند ملمّ الخطوب والنوبأخي لأمّي من بينهم وأبييخذله من بني ذو حسب
فذكر الرواة أنّ جعفراً أسلم منذ ذلك اليوم ؛ لأنّ أباه أمره بذلك وأطاع أمره ، وأبو بكر لم يقدر على إدخال ابنه عبد الرحمن في الإسلام ..
وفي أسنى المطالب : 6 ـ بعد أن ذكر الأخبار الصريحة في إيمان أبي طالب رضوان الله تعالى عليه ـ قال : فلولا أنّه مصدّق بدينه لما رضي لابنيه ، جعفر وعليّ أن يكونا معه وأن يصلّيا معه ، بل ولا كان يأمرهما بالصلاة ، فإنّ عداوة الدين أشد العداوات كما قيل :
كل العداوات قد ترجى إماتتها إلاّ عداوة من عاداك في الديّن
1 ـ ذكر هذه الخصيصة جمع كثير من العامّة والخاصّة بحيث لا يختلف فيها اثنان ، وصار يميز ويوصف به ، ويقال : جعفر الطيار.
(11)
بجناحين ، فطار من رأس الرماح إلى السماء ، وهو يطير في الجنة مع الملائكة.
وعن كتاب إكمال الإكمال (1) : إنّ جعفر بن أبي طالب ، يكنّى : أبا عبد الله ، وكان أكبر من أخيه علي عليه السلام بعشرين سنة (2) ، وكان من المهاجرين الأوّلين ، هاجر إلى الحبشة ، وقدم منها على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فعانقه ، وقال : « ما أدري أنا بأيهما أشدّ فرحاً ، بقدوم جعفر ، أو فتح خيبر. وكان قدومه من الحبشة في السنة السابعة ، وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « أشبهت خَلقي وخُلقي » ، ثمّ غزا غزوة مؤتة سنة ثمان ، فقتل فيها ، بعد أن قاتل حتّى قطعت يداه معاً. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّ الله قد أبدله عن يديه جناحين يطير بهما في الجنّة حيث شاء ». ولمّا بلغه نعي جعفر رضي الله عنه أتى امرأته أسماء بنت عميس ، فعزّاها فيه ، فدخلت فاطمة عليها السلام تبكي ، وتقول : « وأعمّاه .. ! » ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّ الله تعالى
1 ـ إكمال الأكمال وهناك أكثر من كتاب بهذا الإسم ، أحدهما لابن نقطة البغدادي المتوفى سنة 680 ه ، والآخر شرح صحيح مسلم. وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد والإصابة : 1/239 ، 8/282 ، وأُسد الغابة 2/289 والاستيعاب : 1/312 ، وتهذيب الكمال 5/61 .. وغيرها.
أقول : في الإكمال لابن ماكولا 5/269 قال : .. اما الطيّار ـ بالراء ـ فجعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم استشهد يوم مؤتة ، ويقال له : جعفر الطّيار.
2 ـ وهذا خطأ ، لاتفاق أهل السير والتاريخ بأنّ جعفر الطيار يكبر سنّاً عن أمير المؤمنين عليهما السلام بعشر سنين ، ويكبر عقيل منه عشرين سنة ، كما جاء ذلك في الخصال ، 1/181 حديث 247 وأكثر المصادر التي ذكرت جعفراً عليه السلام.
(12)
أبدله عن يديه جناحين يطير بهما في الجنّة ، على مثل جعفر فلتبكي * البواكي ».
وعن العيون (1) ، والخصال (2) ، بإسناده عن علي عليه السلام قال : « إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا جاءه جعفر [ بن أبي طالب عليه السلام ] من الحبشة ، قام إليه ، واستقبله اثنتي عشر (3) خطوة ، وعانقه ، وقبّل ما بين عينيه وبكى. وقال : « لا أدري بأيّهما أنا أشدّ سروراً ، بقدومك يا جعفر أم بفتح الله على يد أخيك خيبر ». وبكى فرحاً برؤيته.
وفي الخصال (4) بسند متصل فيه ضعف ، عن أبي جعفر عليه السلام ، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : « خلق الناس من شجر شتى ، وخلقت أنا وابنا أبي طالب من شجرة واحدة. أصلي عليّ [ ع ] ، وفرعي جعفر [ ع ] ».
وفي عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب (5) : كان جعفر رضي الله عنه يكنّى :
* ـ والظاهر انّه : فلتبك. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام : 140 ـ 141 باب 27 حديث 4 [ طبعة طهران المحقّقة 1/254 حديث 4 ].
2 ـ الخصال 2/484 حديث 58.
3 ـ كذا ، وفي العيون ، : اثنى عشرة.
4 ـ الخصال 1/21 حديث 72 ، وفيه : « .. خلقت أنا وابن أبي طالب من شجرة واحدة ؛ أصلي علّي ، وفرعي جعفر .. » والرواية ضعيفة السند ، فراجع.
5 ـ عمدة الطالب : 35 ـ 36 الأصل الثاني ، باختلاف يسير.
أقول : ذكر هنا تأمير زيد ، ثم جعفر ، ثم عبد الله بن رواحة ، ولكن اليعقوبي ذكر في تاريخه 1/49 في غزوة مؤتة ووّجه ، وقال : .. جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة في جيش إلى الشام لقتال الروم سنة ثمان .. إلى أن قال : وقيل : بل كان جعفر المقدّم ، ثم زيد بن حارثة ، ثم عبد الله بن رواحة.
أقول : هذا هو الصحيح ؛ لأنّ مقام جعفر وجلالته ، وحزمه ، وأصالة رأيه ، وشجاعته ،
(13)
أبا عبد الله ، وأبا المساكين ؛ لرأفته عليهم ، وإحسانه إليهم. وكان قد هاجر إلى الحبشة [ فيمن هاجر إليها ] ، ورجع منها ، فوصل إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم فتح خيبر ، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحاً ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ؟ » ، و [ لهذا ] يقال لجعفر : ذو الهجرتين ؛ يعني هجرة الحبشة وهجرة المدينة.
ولمّا جهز النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أصحابه إلى مؤتة من أرض الشام ، أمّر عليهم زيد بن حارثة ، فإن قتل ، فجعفر بن أبي طالب ، فإن قتل ، فعبد الله بن رواحة. فاستشهد الثلاثة الأمراء ، ولمّا رأى جعفر الحرب قد اشتدت ، والروم [ قد ] غلبت ، نزل (1) عن فرس له أشقر ، ثم عقره ، وهو أوّل من عقر في الإسلام ، وقاتل إلى أن قطعت يده اليمنى ، وأخذ الراية بيده اليسرى ، وقاتل إلى أن قطعت يده اليسرى أيضاً ، فاعتنق الرآية وضمّها إلى صدره حتى قتل ، ووجد به نيف وسبعون ، وقيل : نيف وثمانون ، ما بين طعنة وضربة ورمية ، ورأى [ النبي ] صلّى الله عليه وآله وسلّم مصرعه ومصرع أصحابه. وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « زارني جعفر في نفر من الملائكة له جناحان يطير بهما » ، ولهذا يقال له : ذو الجناحين. والطيّار في الجنّة ، وكان مقتله سنة ثمان من الهجرة ، وقيل : سنة
وقربه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقتضي ذلك ، ويشهد لذلك قول كعب بن مالك في رثاء جعفر عليه السلام أبياتاً منها :
صبروا بمؤتة للإله نفوسهمإذ يهتدون بجعفر ولوائهحتى تفرقت الصفوف وجعفرفتغيّر القمر المنير لفقده عند الحمام حفيظة أن ينكلواقدام أولّهم ونعم الأوّلحيث التقى دعث الصفوف مجدلوالشمس قد كسفت وكادت تأفل
1 ـ في عمدة الطالب : أقتحم ، بدلاً من : نزل.
(14)
سبع. وحزن عليه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حزناً شديداً.
وروى الصدوق رحمه الله (1) عن الصادق عليه السلام أنّه قال : « إنّ النبيّ
1 ـ في من لا يحضره الفقيه 1/113 حديث 527 بلفظه.
أقول : إنّ سيدنا الشهيد العظيم صلوات الله عليه لقربه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجلالته عنده وعند جميع المسلمين ، ومقامه العظيم ، وأنّ أباه أبو طالب ، أمره أن يصل جناحه الأيسر ، ويصلّي معهما حين كان المصلّون ثلاثة : صاحب الرسالة صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، والسيّدة الجليلة أمّ المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام ، فبإسلام جعفر الطيّار عليه السلام بلغ المصلّون والمسلمون أربعة ، وهذا ممّا لا يختلف فيه اثنان ، وصرّحوا بأنّه أسلم بعد إسلام أخيه علي عليه السلام بقليل ، لكن بعض النصاب وأعداء آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لبغضهم لأمير المؤمنين عليه السلام ـ حيث لم يستطيعوا الحطّ من مقام سيدّنا المترجم فجعلوا إسلامه بعد إسلام رهط كبير ، فقالوا كان إسلامه بعد إسلام واحد وثلاثين إنساناً ، وكان هو الثاني والثلاثين ، وليس هذا بغريب من أعداء آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وإحدات هذا القول ـ بأنّه أسلم بعد واحد وثلاثين إنساناً ، كإحداث القول بأنّ أول من أسلم أبو بكر ، أو رهط آخر قبل إسلام أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا يلامون على ذلك ، فإنّ احقاد بدر وحنين وقتل أمير المؤمنين لأشياخهم ورؤسائهم المشركين قبل دخول الإيمان في قلوبهم لا زالت تقضّ مضجعهم.
ولا بأس بذكر بعض ما ورد في فضل سيدنا المترجم ؛ فقد روى الكليني رضوان الله عليه في الكافي 8/189 ـ 199 حديث 216 بسنده : .. عن سدير ، قال : كنّا عند أبي جعفر عليه السلام فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيّهم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، واستذلالهم أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال رجل من القوم : أصلحك الله ! فأين كان عزّ بني هاشم ، وما كانوا فيه من العدد ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : « ومن كان بقي من بني هاشم ؟! إنّما كان جعفر وحمزة فمضيا ، وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالاسلام : عباس وعقيل ، وكانا من الطلقاء ، أما والله لو أنّ حمزة وجعفراً كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه ، ولو كان شاهديهما لأتلفا نفيسيهما ».
وفي صفحة : 267 حديث 392 بسنده : .. قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم ، فقال لي : « إذا كان يوم القيامة ، وجمع الله تبارك وتعالى الخلايق ، كان نوح
(15)
صلّى الله عليه أوّل من يدعى به ، فيقال له : هل بلغّت ؟ فيقول : نعم ، فيقال له : من يشهد لك فيتخطّا فيقول : محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : فيخرج نوح عليه السلام فتخطا الناس حتى يجيء إلى محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وهو على كثيب المسك ومعه علي عليه السلام ـ ، وهو قول الله عزّ وجلّ ( فلّما رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوه الَّذيِنَ كَفَرُوا ) [ سورة الملك ( 67 ) : 27 ] فيقول نوح لمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا محمّد ! إنّ الله تبارك وتعالى سألني هل بلّغت ؟ فقلت : نعم ، فقال : من يشهد لك ؟ فقلت : محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فيقول : يا جعفر يا حمزة أذهبا وأشهدا له أنّه قد بلّغ .. » فقال أبو عبد الله عليه السلام : « فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء عليهم السلام بما بلّغوا » ، فقلت : جعلت فداك فعلّي عليه السلام أين هو ؟! فقال : « هو أعظم منزلة من ذلك ».
وفي مقاتل الطالبيّين ( طبعة اسماعيليان ) : 17 ، وفي الطبعة المحقّقة : 34 ، بسنده : .. عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « خير الناس حمزة وجعفر وعليّ عليهم السلام » وقال عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « رأيت جعفراً ملكاً يطير في الجنّة مع الملائكة بجناحين ».
وقد ترجمه ابن سعد في طبقاته 4/34 ـ 42 وأطال فيها ، وكذلك في شرح المواهب 2/275.
وقد روى الصدوق رحمه الله في أماليه : 206 ـ 207 حديث 7 بسنده : .. عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يقول : « يا معشر الأنصار ! يا معشر بني هاشم ! يا معشر بني عبدالمطلب ! ، أنا محمّد رسول الله ، ألا إنيّ خُلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي ، أنا ، وعليّ ، وحمزة وجعفر .. ».
وفي أمالي الشيخ الصدوق : 74 ـ 75 حديث 7 بسنده : .. عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام ، قال : « أوحى الله عزّ وجلّ إلى رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّي شكرت لجعفر بن أبي طالب عليه السلام أربع خصال ، فدعاه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبره ، فقال : « لولا أنّ الله أخبرك ما أخبرتك ، ما شربت خمراً قطّ ، لأنّي علمت أن لو شربتها زال عقلي ؛ وما كذبت قطّ ، لأنّ الكذب ينقص المرّوة ، وما زنيت قطّ ، لأنيّ خفت انّي اذا عملت عُمل بي ، وما عبدت صنماً قط ؟
اترك رداً