النجف الأشرف ـ اكنا: نشر الموقع الرسمي للعتبة الحسينية “وثيقة” تعود الى عام 2006 للميلاد تتضمن رسالة المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني الى رئيس جمهورية مصر انذاك.
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، جاء في نص الرسالة “فخامة السيد محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فقد سمعنا _ ببالغ الاستغراب _ ما أدليتم به من تصريح لقناة العربية ورد فيه ان ولاء أغلب الشيعة في العراق والمنطقة ليس لدولهم، مما يعني الطعن في وطنية عشرات الملايين من أبناء هذه المنطقة والنيل من مواقفهم المشرّفة في خدمة أوطانهم”.
واضاف “إن هذه الرؤية تتجاهل حقائق التاريخ القريب والمعاصر في معظم هذه الدول كالعراق ولبنان والكويت والبحرين، إذ كيف ينسى جهاد ملايين العراقيين في ثورة العشرين وتصديهم للاحتلال البريطاني ودفاعهم عن وطنهم كلما تعرض للاعتداء، وكذلك مقاومة اللبنانيين التي حرّرت معظم أراضيهم من الاحتلال الاسرائيلي، وأيضاً مقاومة رعيل كبير من أبناء الكويت عندما تعرض بلدهم للغزو والاعتداء، والموقف الحاسم لأهل البحرين في الاستفتاء على استقلالها؟، كما ان هذه الرؤية تخدش في وطنية قيادات دينية وسياسية وفكرية وثقافية بارزة أدّت أدواراً مهمة في بلدانها وساهمت بصورة فعالة في تحرّرها ونيل استقلالها وفي رقيّها وتقدمها، ولم تبخل في سبيل ذلك بشيء من النفس والأهل والمال”.
وتابع “وهي _ قبل ذلك _رؤية بالغة الخطورة ولا سيما انها طرحت في وقت تمرّ فيه المنطقة بظروف شديدة الحساسية والتعقيد حيث تجري محاولات حثيثة لتفتيت غير واحدة من دولها بتأجيج الصراع الطائفي والعرقي بين أبنائها، وتواجه جهود المخلصين الحريصين على وحدتها واستقرارها عوائق شتى”.
وبين ان “أخطر ما في هذه الرؤية انها تؤسس للتعامل مع الملايين من أبناء هذه الدول بما يقتضي التنقيص من حقوق المواطنة الثابتة لهم سواء في المجال السياسي أو الاجتماعي وحتى الفكري والثقافي، كما ان الجري وفقها يتسبّب في خلق بيئة مناسبة للمزيد من التوتر والصراع بما يستتبع ذلك مزيداً من إراقة الدماء وعدم الاستقرار مما يعيق التنمية والتقدم في المنطقة كلها”.
واشار الى “اننا على يقين بأن المعطيات التي بنيتم عليها رؤيتكم هذه غير متكاملة، ولذلك فهي لا تمثّل ما تعرف به القيادة المصرية من رؤى نافذة أهّلتها لأن تؤدي دوراً مهماً في معالجة الكثير من التداعيات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، اننا على ثقة أيضاً من حرصكم على استقرار دول المنطقة ووحدة أبنائها وتماسكهم الاجتماعي وسوف لن تدخروا جهداً في سبيل إزالة أيّ التباس ينجم من الادلاء بالتصريح المذكور”.
واختتم سماحته الرسالة بالدعاء لمصر قائلا “حفظ الله (مصر) وحفظ أهلها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
اترك رداً