القرآن ومارية القبطية

img

  • بقلم: الشيخ عبدالحسين الشبستري

مارية القبطية

هي مارية بنت شمعون القبطية، المصرية، إحدى سراري النبي(ص)، وأم ولده إبراهيم.

وكانت متدينة فاضلة مؤمنة من بنات ملوك مصر، أهداها المقوقس جريح بن مينا ملك مصر وصاحب القبط إلى النبي(ص) سنة 7هـ.

كانت مسيحية فأسلمت، فدخل بها النبي(ص) سنة 8هـ، وكانت جميلة، وكان النبي(ص) يعزها ويحبها.
ولدت في قرية حفن من كورة الصنا. توفيت في المدينة المنورة في المحرم سنة 16 هـ، وقيل 15 هـ، ودفنت في البقيع، واليها تنسب ” مشربة أم إبراهيم ” في العالية بالمدينة.

عن عائشة بنت أبي بكر قالت: ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك لأنها كانت جميلة من النساء جعدة، وأعجب بها رسول الله (ص)، وكان أنزلها أول ما قدم بها بيت الحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، وكان رسول الله(ص) عامة النهار والليل عندها حتى فرغنا لها، فجزعت حولها إلى العالية بالمدينة، فكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا، ثم رزق الله منها الولد، وحرمنا منه.

القرآن المجيد ومارية القبطية
لما ولدت مارية إبراهيم حسدتها عائشة فاتهمتها وقالت: أن لها علاقة غير مشروعة مع مابور القبطي الذي أهدى بدوره من قبل المقوقس إلى النبي(ص) فأوغر النبي (ص) للإمام أمير المؤمنين عليه السلام التحري عن التهمة، فقام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بالتحقيق في الأمر، فتثبت لديه بأن مابور خصي، فأخبر النبي(ص) بذلك.

فنزلت في حق مارية تنزيها لها من التهمة الآية 11 من سورة النور: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

وبعد أن قذفتها عائشة بالفاحشة كما ذكرناه أعلاه نزلت فيها الآية 23 من سورة النور: (الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

ولنفس السبب السابق نزلت الآية 24 من نفس السورة: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

وللسبب نفسه نزلت فيها الآية 6 من سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).

في أحد الأيام واقعها النبي(ص) في بيت حفصة بنت عمر، فانزعجت حفصة من ذلك، فطلب منها النبي (ص) أن لا تخبر أحدًا بذلك، وأخبرها بأنه قد ظاهر مارية، فأسرعت حفصة إلى عائشة وأخبرتها بالأمر، فنزلت الآية 1 من سورة التحريم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
وللسبب نفسه نزلت الآية 3 من نفس السورة: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ).

الكاتب ya fatima

ya fatima

مواضيع متعلقة

اترك رداً